الميليشيات تواصل خــرق «هدنــــة الحديدة» تزامناً مع زيارة غريفيث إلى صنـــــعاء

شهدت جبهات الساحل الغربي لليمن تصعيداً عسكرياً لافتاً من قبل ميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران ومواصلتها خرق الهدنة الأممية في الحديدة، تزامناً مع زيارة مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، إلى العاصمة صنعاء التي تسيطر عليها الميليشيات، فيما شهدت جبهات الضالع ولحج مواجهات بين القوات المشتركة والميليشيات خلفت قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين بينهم اثنان من القيادات البارزة، وأسقطت القوات المشتركة في الضالع طائرة استطلاع بدون طيار أطلقتها الميليشيات الحوثية، كما أفشلت محاولات تسلل عدة للميليشيات.

وتفصيلاً، أكدت مصادر عسكرية في «ألوية العمالقة» التابعة للقوات المشتركة، مصرع وإصابة 28 من عناصر ميليشيات الحوثي في جبهات الساحل الغربي لليمن خلال اليومين الماضيين، جراء تصدي القوات المشتركة لمحاولات تسلل وهجمات شنتها عناصر الميليشيات في مناطق عدة.

وأكدت المصادر استمرار إرسال تعزيزات مسلحة من قبل ميليشيات الحوثي إلى جبهات الساحل الغربي، تضم أسلحة ثقيلة وعتاداً عسكرياً متنوعاً، وذلك في إطار تصعيدها العسكري الواسع الذي تسعى من خلاله لتفجير الوضع والقضاء على عملية السلام التي ترعاها الأمم المتحدة.

وشنت الميليشيات قصفاً مدفعياً بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة على مواقع القوات المشتركة في مديرية الدريهمي مستخدمة قذائف مدفعية الدبابات ومدفعية الهاون، وتركز القصف على شرق المديرية.

ووفقاً لمصادر ميدانية في القوات المشتركة، فإن الميليشيات أطلقت عدداً من قذائف مدفعية الهاوزر صوب مواقع القوات المشتركة غرب المديرية، واستهدفتها بالأسلحة الثقيلة وبالأسلحة الرشاشة المتوسطة وبأسلحة معدلات البيكا، كما كثفت الميليشيات هجماتها على مواقع القوات المشتركة في منطقة الجبلية التابعة لمديرية التحيتا جنوب الحديدة، مستخدمة قذائف مدفعية الهاوزر وقذائف مدفعية B10، على فترات متقطعة.

وجاء التصعيد الحوثي في الحديدة، تزامناً مع وصول المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، إلى العاصمة اليمنية صنعاء، للقاء قيادات في ميليشيات الحوثي، في مسعى جديد منه للضغط على الحوثيين من أجل تنفيذ اتفاق استوكهولم الذي مر عليه عام كامل، وقالت مصادر إن غريفيث وصل برفقه نائبه معين شريم.

وكانت الحكومة اليمنية وميليشيات الحوثي اتفقتا بالعاصمة السويدية استوكهولم، في 13 ديسمبر الماضي على حل الوضع المتأزم في محافظة الحديدة، مع الاتفاق على تبادل نحو 16 ألف أسير ومعتقل، ورغم مرور قرابة عام، إلا أن الميليشيات الحوثية تواصل وضع عراقيل أمام ذلك، ما حال دون تحقيق تقدم ملموس على الأرض حتى اليوم.

إلى ذلك، قال القيادي في القوات المشتركة بالساحل الغربي اليمني، العميد صادق دويد، إن ميليشيات الحوثي تحاول التنصل من التزاماتها في محافظة الحديدة واتفاق استوكهولم، مشيراً إلى أن تصريحات المتحدث العسكري للميليشيات الحوثية، المدعو «يحيى سريع»، والتي حذر خلالها من التصعيد في الساحل الغربي، تعكس تحضير الميليشيات لانتهاكات جديدة في الساحل، لتعويض الهزائم التي تعرضت لها الميليشيات على أيدي القوات المشتركة، والتهرب من تنفيذ إعادة الانتشار، وأكد جاهزية القوات المشتركة لصد أي هجوم جديد للميليشيات.

وفي الضالع، أسقطت القوات المشتركة طائرة استطلاع بدون طيار أطلقتها الميليشيات الحوثية في سماء الضالع، مساء أول من أمس، كما أفشلت القوات هجمات حوثية عدة باتجاه المناطق المحررة شمال وغرب الضالع.

وقالت مصادر عسكرية، إن الميليشيات فشلت أمس في استعادة أي من المواقع التي خسرتها أخيراً في بتار والحشاء، مؤكدة تمكن القوات المشتركة من التصدي لمحاولات تسلل عدة قامت بها الميليشيات الحوثية باتجاه تلك المواقع مستخدمة مختلف أنواع الأسلحة.

وأكدت المصادر تمكن القوات المشتركة من إحكام سيطرتها على مواقع الحرة وبتار وحبيل يحيى، خلال اليومين الماضيين، بعد معارك عنيفة ضد ميليشيات الحوثي، تكبدت خلالها الأخيرة خسائر كبيرة في العتاد والأرواح، ولقي 15 مسلحاً حوثياً مصرعهم بينهم أحد القيادات الميدانية يُدعى عبدالقادر هاشم، في تجدد مواجهات واشتباكات عنيفة، أمس، بقطاع المشاريح في جبهة حجر غرب قعطبة.

وفي لحج لقي قائد الميليشيات الحوثية في جبهة كرش مصرعه، وقتل وأصيب عدد آخر بنيران القوات المشتركة في مواجهات عنيفة أفشلت خلالها قوات اللواء الخامس دعماً وإسناداً لمحاولات الحوثيين استعادة جبل الغريب، وكبدت الميليشيات خسائر كبيرة.

ووفقاً للمصادر، فإن قائد الميليشيات الحوثية في جبهة كرش المدعو أبوعبدالله العمراني، واثنين من مرافقيه، لقوا مصرعهم وأُصيب سبعة آخرون، خلال محاولة فاشلة لاقتحام موقع الغريب في جبهة حمالة.

وفي الجوف أصيب طفل يمني بجروح خطيرة، بقذيفة أطلقها مسلحو الحوثي على منازل المواطنين غرب المحافظة، وذكرت مصادر محلية أن إحدى القذائف سقطت على منزل في قرية الغيل، متسببة في إصابة الطفل محمد حميد إبراهيم البالغ من العمر ثمانية أعوام.

وفي إب، قتل وأصيب خمسة أشخاص بينهم طفل بحوادث متفرقة في المحافظة التي تشهد فلتاناً أمنياً تؤججه عناصر الميليشيات، وقالت مصادر محلية إن شخصين قتلا برصاص مسلح حوثي في مديرية القفر، فيما قُتل شخصان بينهما طفل، في اشتباكات مسلحة وسط المدينة، أحد أطرافها ميليشيات الحوثي.

• القوات المشتركة تسقط طائرة استطلاع بدون طيار أطلقتها الميليشيات الحوثية في الضالع.