لجنة تنسيق إعادة الانتشار الأممية في إحدى نقاط المراقبة بالحديدة. أرشيفية

«لجنة الحديدة» تبحث فتح الممرات الإنسانية وسط تصعيد حوثي

عقدت لجنة تنسيق إعادة الانتشار في الحديدة، اجتماعها السابع، أمس، في سفينة تابعة للأمم المتحدة قبالة سواحل الحديدة لمناقشة فتح الممرات الإنسانية، تزامناً مع مواصلة الميليشيات الحوثية خروقاتها في جبهات الساحل الغربي، وأكد المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، مواصلة جهوده لتحقيق السلام الدائم والشامل في اليمن.

وتفصيلاً، أكدت مصادر مطلعة أن اجتماع لجنة تنسيق إعادة الانتشار ومراقبة وقف إطلاق النار في الحديدة، بين الجانب الحكومي وميليشيات الحوثي الانقلابية، ناقش مرحلة تنفيذ بند فتح الممرات الإنسانية المنصوص عليه في اتفاق استوكهولم، تزامناً مع مرور عام على توقيعه دون تنفيذ بنوده جراء تعنت الميليشيات الانقلابية.

وأوضحت المصادر أن الاجتماع عقد على متن سفينة الأمم المتحدة الراسية قبالة المياه الدولية لمحافظة الحديدة على الساحل الغربي لليمن، برعاية الأمم المتحدة، وناقشت اللجنة فتح الطرق باتجاه مدينة الدريهمي التي تستهدفها الميليشيات الحوثية بالقصف بشكل شبه يومي، كما تم بحث تعزيز آليات مراقبة وقف إطلاق النار، والبناء على ما تحقق من مرحلة إعادة الانتشار ونشر فرق المراقبة الخمس.

وأشارت المصادر إلى أن الميليشيات مازالت تضع عراقيل أمام الانتقال إلى مرحلة فتح الممرات الإنسانية، بحجج واهية، ومنها فقدانها خرائط الألغام التي زرعتها في مناطق عدة بالحديدة والساحل الغربي.

وأوضحت المصادر أن الميليشيات واصلت طرح نقاط خارج اتفاق استوكهولم، ما يدلل على مدى استهتارها وتهربها من تنفيذ التزاماتها التي حددها الاتفاق، كما رفضت الميليشيات مناقشة خروقاتها اليومية، واستمرار إرسالها لتعزيزات عسكرية خلال الفترة الماضية إلى الساحل الغربي.

وأكدت المصادر عقد اجتماع آخر اليوم، في السفينة الأممية، نظراً لقيام الميليشيات بإغلاق المنافذ البرية، ومنعها الوفد الأممي من ممارسة مهامه.

في سياق متصل، بحث وزير الخارجية اليمني، محمد الحضرمي، أمس، مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، مستجدات الأوضاع السياسية على الساحة اليمنية، وجهود تعزيز مسار السلام، وتقييم اتفاق استوكهولم بعد مرور عام على انتهاء مشاورات السويد. وجدد الوزير اليمني التأكيد على موقف الحكومة الداعم للسلام والتوصل إلى حل شامل ومستدام للأزمة اليمنية وفقاً للمرجعيات الأساسية الثلاث.

وأشار الوزير اليمني إلى أن استمرار تعنت الحوثيين في تنفيذ التزاماتهم وفقاً لمقتضيات اتفاق السويد يؤكد حقيقة عدم جديتهم وعدم رغبتهم في السلام، مشدداً على ضرورة كسر الجمود وإنجاز خطوات ملموسة على الأرض، خصوصاً في ما يتعلق باتفاق الحديدة، وضرورة إلزام الحوثيين بالانسحاب من موانئ ومدينة الحديدة وفقاً للاتفاق، مشيراً إلى أن تنفيذ اتفاق الحديدة وتغيير الواقع على الأرض هو مفتاح المضي قدماً في المشاورات المقبلة للسلام، واستنكر استمرار الحوثيين في المتاجرة بمعاناة اليمنيين من خلال استمرار إغلاق مطار صنعاء أمام الرحلات الداخلية، على الرغم من المبادرات السابقة للحكومة في هذا الشأن، لافتاً إلى أن تصعيد الميليشيات الحوثية ضد موظفي الأمم المتحدة والعمل الإنساني في اليمن، ورفع وتيرة الابتزاز ومحاولة فرض آليات جديدة لنهب المساعدات، يجب أن تواجه بجدية وحزم من قبل مجلس الأمن والأمم المتحدة والمجتمع الدولي.

من جانبه، أكد المبعوث الأممي مواصلة جهوده لتحقيق السلام الدائم والشامل في اليمن الذي أصبح بحاجة إلى الحل السياسي أكثر من أي وقت مضى، لافتاً إلى بعض الخطوات التي تحققت، خصوصاً ما يتصل بعائدات ميناء الحديدة، كما يجري العمل على وضع آلية لصرف مرتبات الموظفين.

على الصعيد الميداني، واصلت ميليشيات الحوثي خروقاتها وقصفها لمواقع القوات المشتركة والأحياء السكنية في الساحل الغربي، واستهدفت، أمس، بشكل مكثف منطقة الفازة في مديرية التحيتا مستخدمة مختلف أنواع الاسلحة، كما قصفت مناطق عدة في الدريهمي بقذائف الهاون.

ورصدت القوات المشتركة تحركات التعزيزات الحوثية التي تضمنت أعداداً كبيرة من عناصر الميليشيات وآليات عسكرية متجهة نحو الأطراف الشرقية لمديرية الدريهمي، وأوضحت المصادر أن القوات المشتركة تصدت، مساء أول من أمس، لهجوم واسع شنته ميليشيات الحوثي باتجاه شرق مديرية الدريهمي استخدمت فيه مختلف أنواع الأسلحة.

وأشارت المصادر إلى أن الميليشيات استهدفت منطقة الجاح الأعلى في مديرية بيت الفقيه جنوب الحديدة بـ13 قذيفة هاون طال عدد منها الأحياء السكنية، وتسبب القصف في حالة من الهلع والخوف في أوساط المدنيين.

وفي الضالع، واصلت الميليشيات الانقلابية إرسال حشودها المسلحة القادمة من جهة إب وذمار باتجاه مدينة دمت وجبهتي مريس والفاخر شمال وغرب الضالع، لليوم الثالث على التوالي، ووفقاً لمصادر في القوات المشتركة، فإن الميليشيات عمدت خلال اليومين الماضيين إلى تهجير سكان مناطق «يعيس والزيلة والقهرة» في مريس، من منازلهم، مرتكبة جرائم وانتهاكات حقوقية جديدة تضاف إلى سلسلة انتهاكاتها المستمرة بالضالع.

وشهدت جبهتا الفاخر وحجر مواجهات متقطعة بين القوات المشتركة والميليشيات، وتصدت القوات المشتركة لهجوم حوثي باتجاه محيط معسكر الجب الاستراتيجي غرب قعطبة، وقال مصدر عسكري إن مدفعية القوات المشتركة قصفت تحصينات الميليشيات الحوثية في صبيرة والعرائف ومحيط بلدة بتار، ما أجبر مجاميع الحوثي على التراجع بعد سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف عناصرها.

وتمكنت وحدة نزع الألغام في القوات المشتركة، أمس، من نزع 150 لغماً حوثياً في مناطق بتار والمشاريح وباجة في جبهة حجر شمال الضالع، بينها عبوات ناسفة مضادة للدروع والمركبات وأخرى مضادة للأفراد، كانت ميليشيات الحوثي زرعتها في تلك المناطق.

وفي العاصمة اليمنية صنعاء، شهدت منطقة حزيز جنوب العاصمة اشتباكات مسلحة بين عناصر تابعة لميليشيات الحوثي ظهر أمس، وأكدت مصادر محلية وشهود عيان سقوط قتلى وجرحى في صفوف العناصر الحوثية.

وقدمت ميليشيات الحوثي مقترحاً إلى البرلمان الواقع تحت سيطرتها، يقضي بإصدار قانون يتيح لها بيع منازل قيادات الحكومة الشرعية، وذلك بعدما اقتحمت الميليشيات، أخيراً، عدداً من منازل قيادات الحكومة وأعضاء مجلس النواب، بينها منزل رئيس المجلس، سلطان البركاني.

- الميليشيات تواصل

إرسال حشود مسلحة

إلى الضالع، وتهجير

سكان مريس.

الأكثر مشاركة