الحكومة اليمنية تتعهد بالعمل على إعادة الاستقرار بعد هجوم عدن الدامي
تعهّدت الحكومة اليمنية، أمس، بالعمل على إعادة الاستقرار في اليمن، بعد هجوم دام على مطار عدن لدى وصول أعضائها للمدينة الجنوبية، خلّف عشرات القتلى والجرحى، فيما رأت الخارجية الأميركية أن استهداف مطار عدن يظهر النية الخبيثة لمن يحاولون زعزعة استقرار اليمن.
وتفصيلاً، قال وزير الخارجية اليمني أحمد بن مبارك، أمس، إنّ الحكومة مصممة على العمل من عدن لمواجهة التحديات التي تعصف بالبلاد، والتي تشهد أكبر أزمة إنسانية في العالم، بحسب الأمم المتحدة.
وأوضح في تصريحات لوكالة «فرانس برس»: «الحكومة عازمة على القيام بواجباتها، والعمل على إعادة الاستقرار في اليمن، ولن يثنيها هذا الحادث الإرهابي عن ذلك».
ووصلت الحكومة الجديدة، التي تضم 24 وزيراً إلى جانب رئيسها معين عبدالملك، إلى عدن المقر المؤقت للسلطة المعترف بها دولياً، بعد أيام من أدائها اليمين أمام الرئيس عبد ربه منصور هادي، في السعودية، حيث يقيم منذ سنوات.
واتّهم وزراء في الحكومة المتمردين الحوثيين بالوقوف خلف الهجوم، لكن مسؤولين آخرين فضّلوا التريث، علماً بأنه سبق وتعرضت أهداف حكومية في عدن لهجمات من قبل الحوثيين بصواريخ وطائرات مسيّرة، ومن قبل تنظيمات متطرفة، بينها «القاعدة» و«داعش».
واتهم وزير الخارجية اليمنية ميليشيات الحوثي باستهداف حكومة الكفاءات السياسية أثناء وصولها إلى مطار عدن، وشدد على أن: «الدلائل والمؤشرات تشير إلى أن الميليشيات الحوثية هي الجهة التي قامت بهذا العمل الإرهابي، من خلال استهداف المطار بثلاثة صواريخ، وبتقنيات تتشابه مع التقنيات ذاتها التي استخدمتها هذه الميليشيات في جرائم سابقة، استهدفت بها المؤسسات والمنشآت المدنية».
وقال بن مبارك إنّ «المعلومات والتحقيقات الأولية تؤكد قيام ميليشيات الحوثيين بهذا العمل الإرهابي البشع، حيث تم رصد إطلاق لصواريخ حوثية من مناطق الحوثيين».
وأضاف «سيتم نشر الأدلة وبقية التفاصيل حول هذا الاستهداف الإرهابي فور استكمال التحقيقات التي تقوم بها لجنة برئاسة وزير الداخلية»، معتبراً أن هدف الحوثيين الذين لم يعلّقوا على الهجوم هو «استمرار الحرب، ورفض جهود تحقيق السلام».
وفي واشنطن، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، كالي براون، إن «الهجمات التي استهدفت مطار عدن الدولي، أول من أمس، تزامن توقيتها مع وصول مسؤولين جدد في الحكومة اليمنية، وكشفت عن النية الخبيثة لأولئك الذين يحاولون زعزعة استقرار اليمن».
وأضافت براون في بيان أن «مثل هذه الهجمات لن توقف أو تقوض الجهود الرامية إلى تحقيق سلام دائم يستحقه الشعب اليمني».
وذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن ثلاثة من موظفيها، يمنيان وروانداي الجنسية، قتلوا في الانفجار، وأصيب ثلاثة آخرون. وكان قد تم الإبلاغ في الأصل عن اثنين من الموظفين الذين قُتلوا على أنهما في عداد المفقودين.
وذكرت المنظمة في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أن «موظفينا كانوا يعبرون المطار مع مدنيين آخرين. هذا يوم مأساوي بالنسبة لنا وللأهالي».
وفي أعقاب الانفجار، تم نقل أعضاء الحكومة بأمان إلى قصر رئاسي في عدن، حسبما قال مسؤول حكومي.
كما دانت وزارة الخارجية الروسية التفجيرات التي هزت مطار مدينة عدن اليمنية، داعية إلى إجراء تحقيق دقيق.
وقالت الوزارة، في بيان، إن «موسكو تدين بقوة هذا العمل الإجرامي»، معربة عن تعازيها لذوي الضحايا، وتمنياتها بالشفاء العاجل للجرحى، بحسب قناة «آر تي العربية» الروسية.
وذكر البيان أن موسكو تنطلق من أن الهجوم على مطار عدن يبرز أهمية التسوية الشاملة للأزمة الأمنية والسياسية في اليمن في أسرع وقت، معربة عن قناعتها بأن من المستحيل حل المشكلات التي يعاني منها اليمن، بما فيها ضمان الأمن ومحاربة تنظيمي «داعش» و«القاعدة» والمجموعات الإرهابية الأخرى التي تنشط في البلاد، «من دون بلورة جميع أطراف النزاع اليمني الداخلي حلولاً توفيقية مناسبة».
• وزير الخارجية اليمنية اتهم ميليشيات الحوثي باستهداف حكومة الكفاءات السياسية أثناء وصولها إلى مطار عدن.