التحالف والجيش اليمني يُسقطان «مسيّرتين» حوثيتين
تمكنت الدفاعات الجوية لقوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن من اعتراض وتدمير مسيّرة مفخخة أطلقتها ميليشيات الحوثي باتجاه الأعيان المدنية في المملكة العربية السعودية، فيما تم إسقاط مسيّرة حوثية كانت في طريقها لاستهداف مخيم الجفينة للنازحين في مأرب، مع استمرار المعارك في جبهات المشجح والكسارة، في حين تواصلت الخروقات للهدنة في الساحل الغربي.
وفي التفاصيل، أعلن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، أول من أمس، اعتراض وتدمير طائرة مفخخة أطلقتها ميليشيات الحوثي الإرهابية تجاه منطقة جازان جنوبي المملكة العربية السعودية.
وقال التحالف العربي: «إن هذه محاولات عدائية لاستهداف المدنيين والأعيان المدنية من قبل الميليشيات، وتُعد جرائم حرب».
وأكد التحالف أنه يتخذ الإجراءات العملياتية اللازمة لحماية المدنيين بما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني.
من جانبه، أعلن الجيش اليمني إسقاط طائرة مسيّرة تابعة لميليشيات الحوثي، في محافظة مأرب، مشيراً إلى أن «قوات الأمن الخاصة، تمكنت من إسقاط طائرة مُسيّرة مفخخة تابعة لميليشيات الحوثي، غرب مخيم الجفينة الخاص بالنازحين، غربي مأرب».
يشار إلى أن هذا الطائرة هي الثانية التي يسقطها الجيش في محافظة مأرب، خلال الأسبوع الجاري، حيث تمكن من إسقاط طائرة مسيّرة الأحد الماضي، في جبهة الجدعان.
من جانبها، نفذت مقاتلات التحالف العربي لدعم الشرعية، سلسلة غارات جوية على مواقع وتعزيزات للميليشيات الحوثية في مختلف الجبهات القتالية بمحافظة مأرب، وفقاً لمصادر ميدانية، مؤكدة شن أكثر من 15 غارة جوية على مواقع وتعزيزات عسكرية للميليشيات الحوثية في مديرية صروح غرب مأرب، واستهدفت تعزيزات حوثية على الطريق الرابط بين الجدعان والمشجح، ودمّرتها.
وحسب المصادر، فقد استهدفت مقاتلات التحالف بغارات جوية عدة مواقع وتجمعات للحوثيين في مديرية مدغل غرب شمال المحافظة، كما شنت غارات جوية على مواقع وتجمعات للحوثيين في مديرية جبل مراد، أدت الى تدمير آليات قتالية ومصرع واصابة العديد من الحوثيين.
وفي مأرب، استعادت قوات الجيش اليمني والقبائل، مسنودة بالقوات المشتركة ومقاتلات التحالف، عدداً من المواقع غرب المحافظة، بعد خوضها معارك عنيفة مع ميليشيات الحوثي، خلفت العديد من القتلى والجرحى في صفوف الطرفين.
وأكّدت مصادر ميدانية، تحرير مناطق دش الحقن، والسحيل، والعطيف في جبهة الكسارة، بعد شنها هجوماً واسعاً على مواقع الحوثيين في تلك المناطق، وكبدتهم قتلى وجرحى، بينهم قيادات ميدانية بارزة، مشيرة إلى مصرع القيادي الحوثي قائد الهجوم الأخير على الكسارة، المكنى «أبوصالح»، مع عشرات الحوثيين في جبهة المشجح.
وأوضحت المصادر أن المعارك في الكسارة والمشجح جاءت بعد وصول تعزيزات نوعية لقوات الجيش من اللواء 203، واللواء 314، معززة بالأسلحة، وبعد الموافقة على خطة الهجوم التي أقرها رئيس هيئة أركان الجيش اليمني وقائد العمليات المشتركة الفريق الركن صغير بن عزيز، خلال زيارته الأخيرة للخطوط الأمامية في تلك الجبهات.
وذكر بيان للجيش اليمني أن معارك اليومين الماضيين في غرب مأرب، جاءت تنفيذاً لخطة هجومية هدفت لدحر الميليشيات إلى ما بعد الكسارة والمشجح، وجاءت بمساندة كبيرة من مقاتلات التحالف وطيران الأباتشي الذي شارك أول مرة في تلك الجبهات، ما خلّف خسائر كبيرة في صفوف الحوثيين وآلياتهم القتالية.
وكانت قوات الجيش والقبائل تمكنت من تأمين مناطق حمة الصيد، وملبودة، وجبل العطيف، وإيدات الراء، في جبهة المشجح، عقب تعزيز تلك الجبهة بوحدات عسكرية وآليات قتالية نوعية، فيما حققت اختراقاً نوعياً في جبهة الكسارة، بعد استعادتها منطقة السحيل ووادي السحيل.
وكانت قوات الجيش اليمني عملت، خلال اليومين الماضيين، على إعادة ترتيب قيادة الجبهات في مأرب، وقامت بعملية تغيير واسعة في صفوف قيادات الألوية القتالية، وقامت بتعيين العميد محمد عبدالله العذري نائباً لرئيس هيئة العمليات، والعميد أحمد حمود السودي قائداً للواء الثالث مشاة جبلي، والعميد محمد يحيى الشرفي قائداً للواء ٣١٤، والعقيد محمد نجيب العريقي قائداً للواء الثالث مشاة بحري، والرائد عبدالمجيد البكري قائداً للواء الثالث مدد.
من جهة أخرى، أكدت مصادر ميدانية في غرب مأرب، وصول تعزيزات حوثية مكونة من 2000 من عناصرهم المسلحة إلى رأس جبل هيلان، لبدء معركة جديدة في تلك الجبهة، بعد فشلهم في تحقيق أي انتصارات خلال الأشهر الماضية في جبهتي المشجح والكسارة، مشيرة إلى أن تلك العناصر تم تهريبها فوق دراجات نارية خلال الـ10 أيام الماضية خوفاً من استهداف مقاتلات التحالف لآلياتهم القتالية.
وأضافت أنه تم أيضاً الدفع بتعزيزات أخرى من صعدة، وعمران، وذمار وإب إلى جبهتي المشجح والكسارة، مؤكدة أن التعزيزات تم تجميعها في مناطق أرحب، وسوق خلقة بمديرية نهم شمال شرق العاصمة صنعاء، وأخرى قدمت من جهة مفرق الجوف.
إلى ذلك، كشفت معلومات عثر عليها في تليفون أحد القتلى الحوثيين في جبهة مأرب، عن حجم الخسائر التي تكبدتها الميليشيات منذ هجومها على مأرب خلال الأشهر الثلاثة الماضية، حيث سقط أكثر من 6000 ما بين قتيل وجريح من عناصر الحوثي.
وفي صعدة، تمكنت قوات الجيش مسنودة بالتحالف من تنفيذ عملية عسكرية نوعية في مديرية حيدان، مسقط رأس عبدالملك الحوثي زعيم الميليشيات الحوثية، تمثلت باستهداف مقر «إدارة وتحكم وسيطرة» أثناء عقد اجتماع لعدد من قيادات الحوثي والخبراء الأجانب، ما أدى إلى تدمير المقر ومصرع وإصابة العديد من القيادات الحوثية.
وذكرت مصادر، أن الهجوم استخدمت فيه صواريخ موجهة، بعد رصد تحركات للحوثيين والخبراء في المبنى الواقع في منطقة جمعة بن فاضل بمديرية حيدان، والذي تم تدميره بالكامل، فيما تم تدمير مخزن أسلحة يضم طائرات مسيرة في منطقة مران بالمديرية ذاتها، من قبل مقاتلات التحالف العربي التي استهدفت موقعاً حوثياً في منطقة بني صياح بمديرية رازح الحدودية مع السعودية.
وفي الضالع، تمكنت القوات المشتركة والجنوبية من استهداف تعزيزات حوثية في منطقة «شخب» في مديرية الحشاء، كانت في طريقها إلى جبهات غرب المحافظة، بعد استقدامها من محافظتي ذمار وإب، وفقاً لمصادر ميدانية، مؤكدة مصرع واصابة العديد من عناصر الحوثي، وتدمير آليات قتالية في الهجوم.
وشهدت سوق مدينة قعطبة شمال الضالع اشتباكات بين عناصر الحوثي على خلفية فشلهم في تحقيق أي اختراق لجبهات شمال وغرب الضالع، خلال الأيام القليلة الماضية، رغم استقدامهم تعزيزات كبيرة إلى المحافظة.
وأكدت مصادر محلية مصرع وإصابة العديد من الحوثيين في الاشتباكات التي جاءت على خلفية تبادل الاتهامات في ما بينهم على خلفية فشلهم في جبهات الفاخر ومريس.
كما شهدت إحدى الأسواق في مدينة كتاب بمحافظة إب اشتباكات مماثلة بين عناصر الحوثي، خلفت خمسة قتلى، وإصابة سبعة آخرين، على خلفية صراع غذته الميليشيات الحوثية.
وفي الحديدة على الساحل الغربي، استهدفت ميليشيات الحوثي القرى السكنية في منطقة الفازة التابعة لمديرية التحيتا جنوب المحافظة، بالأسلحة المتوسطة، وأطلقت نيرانها على الأعيان المدنية في مديرية الدريهمي جنوب الحديدة، ما دفع القوات المشتركة للرد على مصادر النيران بضربات مركزة استهدفت ثكنات الميليشيات، وحققت إصابات مباشرة في صفوفها.
وكانت القوات المشتركة رصدت تحليق أربع طائرات استطلاع لميليشيات الحوثي فوق مديريتي حيس والتحيتا جنوبي الحديدة تقوم بأعمال تجسسية تمهيداً لتصعيد عملياتها العسكرية، وسرعان ما تفشل محاولاتها أمام صلابة القوات المشتركة.
- «التحالف» أكد أن محاولات الحوثيين العدائية لاستهداف المدنيين والأعيان المدنية تُعد جرائم حرب.
- تدمير مخزن أسلحة يضم طائرات حوثية مسيّرة في منطقة مران بالمديرية ذاتها، من قبل مقاتلات التحالف العربي.