الجيش اليمني يستعيد زمام المبادرة الهجومية غرب مأرب
شهدت جبهات غرب محافظة مأرب، أمس، تقدماً كبيراً لقوات الجيش اليمني والقبائل، مسنودة بالتحالف العربي، بعد شنها هجوماً معاكساً على ميليشيات الحوثي، التي شنت أكبر هجوم على المحافظة خلال اليومين الماضيين، فيما شهدت صنعاء انفجارات كبيرة في أحد مخازن الصواريخ والأسلحة النوعية للميليشيات شمال المدينة، في حين أفشلت القوات المشتركة تهريب صواعق متفجرات للميليشيات الحوثية.
وفي التفاصيل، أكدت مصادر ميدانية في محافظة مأرب، أن قوات الجيش والقبائل، مسنودة بالتحالف العربي، تمكنت من كسر أكبر عملية هجومية لميليشيات الحوثي على غرب مأرب، منذ بداية هجمات الحوثيين على مأرب في عام 2015، مشيرة إلى أن الميليشيات تعرضت لعملية استنزاف دون أن تحقق أي تقدم على الأرض.
كما أكدت استعادة عدد من المواقع في جبهة صرواح -المشجح، بعد معركة مع الحوثيين فجر أمس، خلّفت عشرات القتلى والأسرى، بينهم قيادات ميدانية، فضلاً عن استعادة آليات عسكرية وذخائر متنوعة، لافتة إلى تقدم الجيش والقبائل نحو جبل هيلان، وقمة الأريلات بالتحديد، وهي أعلى قمة في سلسلة جبال هيلان الممتدة من صرواح مأرب، على خولان في ريف صنعاء.
وأوضحت المصادر، أنه تم كسر أكبر هجوم حوثي غرب مأرب، باتجاه جبال البلق الأوسط والأصغر، وغرب الطلعة الحمراء، وكبدتهم خسائر كبيرة، قبل أن تشن قوات الجيش هجوماً معاكساً بمساندة مقاتلات التحالف، وتتقدم باتجاه ميسرة المشجح على طريق «البيب» المؤدي إلى صرواح.
وفي الكسارة، أكدت المصادر فشل الميليشيات في تحقيق أي تقدم نحو وادي نخلا، ومناطق دشن الحقن ودشن الخشب، وكلها مناطق واقعة بين الكسارة وجبال هيلان، حيث تسيطر قوات الجيش والقبائل على سلسلة جبال العلم الاستراتيجية، والمطلة على الطريق الرابط بين الجوف ومأرب.
وأوضحت المصادر أن المعارك تبعد عن الكسارة 15 كم، أي بمناطق دش الحقن ودش الخشب، ومحيط منطقة العلم، مشيرة إلى أن تعزيزات للجيش وصلت إلى الكسارة، تضم عتاداً عسكرياً نوعياً.
ووفقاً للمصادر، فإن مقاتلات التحالف لعبت دوراً كبيراً في إفشال الهجوم الحوثي الأخير على جبهات غرب مأرب كما هو عادتها، وتمكنت من تدمير آليات قتالية، وتجمعات، وأفشلت تسلل الحوثيين في مناطق المشجح، وهيلان وصرواح ومدغل، وفي مناطق متفرقة بين صنعاء ومأرب.
وفي هيلان، فشلت ميليشيات الحوثي في إطلاق صاروخ باليستي، وانفجر لحظة إطلاقه موقعاً خسائر كبيرة في صفوف عناصر الحوثي، بينهم خبراء صواريخ وطائرات مسيرة أجانب.
وفي جنوب مأرب، كبدت قوات الجيش والقبائل الميليشيات خسائر كبيرة في جبهة «حيد آل احمد» الواقعة بين مديريتي جبل مراد ورحبة، بعد استهداف مواقعهم بالمدفعية والصواريخ الموجهة.
وكان موقع الجيش اليمني، أعلن مصرع وإصابة العشرات من عناصر ميليشيات الحوثي، بينهم قيادات ميدانية، في مواجهات وغارات جوية في الأطراف الغربية والجنوبية لمحافظة مأرب، مشيراً إلى فشل الميليشيات في تحقيق أي تقدمات بمحيط مأرب.
من جانبها، أقرت الميليشيات بمصرع 43 من قياداتها البارزة في معارك مأرب خلال اليومين الماضيين، بينهم العميد صدام هاشم الغيلي، قائد جبهة المشجح، وقائد اللواء السادس نصر التابع للميليشيات، والقيادي أبوخطاب الهاروني قائد وحدة الدعم والإسناد الهندسي، والعقيد علي أحمد النهمي.
وفي صنعاء، ذكرت مصادر طبية، أن عشرات الجثث من عناصر الحوثي، ممن سقطوا في جبهات مأرب، متكدسة في مشافي العاصمة، وأنه تمت الاستعانة بثلاجات البضائع لوضع الجثث فيها، رغم عمليات التشييع وتسليم الجثث للأهالي المستمرة منذ مارس الماضي.
وفي العاصمة صنعاء، وقع انفجار كبير في أحد مخازن الأسلحة الحوثية، التي تضم صواريخ استراتيجية، وطائرات مفخخة، في مدرسة الحرس الواقعة خلف المستشفى السعودي الألماني شمال العاصمة، عقب استهدافه بغارة جوية لمقاتلات التحالف.
وذكر سكان محليون في شارع الزريقي بالقرب من مستشفى السعودي الألماني، وخلف ملعب الثورة، والأكاديمية العسكرية شمال المدينة، أن انفجارات ضخمة وقعت في المخزن عقب استهدافه، وأن تطاير المقذوفات من المخزن استمرت نحو ساعة، ما أثار الرعب والهلع في أوساط المدنيين، الذين استنكروا تخزين الميليشيات للأسلحة بالقرب من الأحياء السكنية.
وفي صعدة، دمرت مقاتلات التحالف تحصينات حوثية في مديرية رازح الحدودية، بالتزامن مع قصف مدفعي شنته قوات الجيش على مواقع الميليشيات في المديرية، ما خلف قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين.
وفي الضالع، تجددت المواجهات بين القوات المشتركة والجنوبية من جهة، وميليشيات الحوثي من جهة أخرى، في محيط تبة عثمان وأطراف قطاع الفاخر في الجهة الشمالية الغربية للمحافظة، بعد رصد تحركات للحوثيين في تلك المناطق.
كما شهدت جبهة باب غلق مواجهات بين الجانبين، استخدم فيها مختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، ومخلّفة قتلى وجرحى في صفوف الجانبين، وفقاً لمصادر ميدانية، مؤكدة إفشال ثلاث هجمات حوثية باتجاه مواقع المشتركة والجنوبية شمال الغرب الضالع خلال اليومين الماضيين.
وفي تعز، شنت قوات الجيش والمقاومة هجوماً على مواقع الميليشيات في جبهتي الطوير وقهبات في مديرية مقبنة، استمر 12 ساعة، ما خلّف قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين، فضلاً عن تدمير آلية قتالية وإعطاب أخرى.
وفي الحديدة، ضبطت القوات المشتركة في محيط البرح، كميات كبيرة من صواعق المتفجرات، كانت في طريقها إلى مناطق سيطرة الميليشيات، وفقاً للإعلام العسكري للمشتركة، مؤكداً أن وحدات من اللواء 22 مشاة في جبهة البرح، بالتنسيق مع العمليات المشتركة، تمكنت من ضبط كميات كبيرة من صواعق التفجير، كانت مخبأة في منزل تمهيداً لنقلها إلى الحوثيين، حيث تمت مصادرتها واعتقال الأشخاص المتورطين في العملية.
يأتي ذلك بعد يوم واحد من ضبط شاحنتين محملتين بمواد تدخل في صناعة المتفجرات والعبوات الناسفة في محيط الوازعية على الساحل الغربي لليمن، كانت في طريقها للميليشيات.
وأفشلت المشتركة تحركات حوثية في محيط مديرية الدريهمي، وكبدتهم خسائر كبيرة، كما استهدفت مرابض المدفعية ومناطق إطلاق النيران تجاه المدنيين وأخمدتها. وكانت الميليشيات واصلت استهدافها للمدنيين في الفازة والجبلية بالتحيتا، وأخرى في حيس، وشرق مدينة الحديدة، مستخدمة مختلف الأسلحة والقناصة، في إطار خروقها اليومية للهدنة الأممية.
• مصادر طبية تؤكد أن عشرات الجثث من عناصر الحوثي ممن سقطوا في جبهات مأرب، متكدسة في مشافي العاصمة.
• 43 من قيادات الميليشيات البارزة لقوا مصرعهم في معارك مأرب.