الجيش اليمني يُفشل 50 هجوماً حوثياً على 11 جبهة في مأرب
أفشلت قوات الجيش اليمني والقبائل، أكثر من 50 هجوماً على مأرب خلال اليومين الماضيين، مع استمرار غارات مقاتلات التحالف المركزة على مواقع وتجمعات وآليات الحوثي في محافظات عدة، وسط أنباء عن مصرع قيادات حوثية وخبراء أجانب في الجوف، فيما أقدمت الميليشيات على ارتكاب مجزرة جديدة بحق أبناء مدينة مأرب، في حين واصلت خروقها الهدنة في الساحل الغربي.
وفي التفاصيل، تواصلت المعارك في جبهات غرب وشمال غرب وجنوب محافظة مأرب، وامتدت على 11 جبهة، متوزعة من تخوم محافظة الجوف، مروراً بتخوم ريف العاصمة صنعاء، وصولاً إلى غرب وجنوب مأرب، حققت فيها القوات الحكومية والقبائل انتصارات نوعية، وتمكنت من إفشال تسللات وهجمات حوثية، ما خلّف قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات.
وأكدت مصادر ميدانية، كسر هجمات كبيرة ومتزامنة شنتها ميليشيات الحوثي في مديريات «مدغل ورغوان وصرواح»، تركزت في «الزور ووادي ذنة، والكسارة والمشجح، والجدعان، ومحزم ماس، ووادي حلحلان، وأطراف وادي هيلان».
وذكرت المصادر، أن قوات الجيش والقبائل صدت الهجمات التي شنتها الميليشيات بأنساق عدة، وذلك بعد معارك عنيفة استخدمت فيها مختلف الأسلحة، وخلّفت عشرات القتلى والجرحى، جلّهم من العناصر المهاجمة.
وكانت قوات الجيش والقبائل، أفشلت أكثر من 50 هجوماً على مأرب خلال اليومين الماضيين، وسحقت حشود الحوثيين عبر أكثر من 33 نسقاً قتالياً تم الدفع بها إلى جبهات مأرب، فضلاً عن أسر المئات من العناصر، بينهم أطفال مدارس تم الدفع بهم للقتال دون خبرة وتدريب.
وأكدت مصادر ميدانية، مصرع العشرات في الهجمات الحوثية الأخيرة في جبهات مأرب، فيما تم تدمير 15 آلية قتالية، بينها مدرعات ودبابات، إلى جانب تدمير منصتين لإطلاق الصواريخ البالستية، وتدمير مخزن أسلحة يضم عتاداً متنوعاً، من قبل مقاتلات التحالف في المشجح والكسارة بمأرب.
وقال مستشار وزير الدفاع، اللواء الركن محمد الحبيشي، إن «قوات الجيش مسنودة بالمقاومة، كسرت كل محاولات العدو الحوثي للتقدم باتجاه مأرب».
من جهته، قال الناطق الرسمي للجيش اليمني، العميد الركن عبده مجلي، إن قوات الجيش والقبائل حقّقت السيطرة على الأرض، وحررت مواقع مهمة، كما أنها أفشلت عمليات تسلل وهجمات عدائية للميليشيات في جبهات مأرب (صرواح والكسارة وهيلان والمشجح والمخدرة والجدعان وجبل مراد والعبدية وذنة وماس ورغوان)، وإنها تمكنت من تحرير موقعين حاكمين في المشجح، مكناه من السيطرة النارية على امتداد مواقع الميليشيات، وقطع طرق إمدادها.
وأكد مجلي أهمية الدور الفاعل لمقاتلات التحالف التي أدت إلى تدمير القدرات القتالية المتحركة للحوثيين في جميع جبهات محيط مأرب والجوف، وأفشلت تحركاتها باتجاه الجبهات المشتعلة في مختلف المحافظات.
إلى ذلك أقدمت ميليشيات الحوثي على ارتكاب جريمة جديدة بحق المدنيين في مدينة مأرب، بعد قصفها بصاروخين بالستيين سقطا في أحياء سكنية بالمدينة، ما خلّف ثلاثة قتلى بينهم طفل، وفقاً لمصادر طبية، وأخرى محلية في المدينة، مشيرة إلى أن الهجوم خلّف 10 إصابات في أوساط المدنيين، وتضرر عدد من المنازل.
وأوضحت المصادر أن الميليشيات أطلقت الصواريخ من منطقة ثمارة، بمحيط وادي ذنة بين صنعاء ومأرب.
وفي الجوف، تواصلت المعارك بين الجانبين في جبهات محيط الخنجر، والجفرة والدحيضة شرق مدينة الحزم عاصمة المحافظة، تم خلالها إفشال هجمات وكسر أخرى للحوثيين في تلك المناطق، ما خلّف العديد من القتلى والجرحى في صفوف عناصرها، بينهم خبراء أجانب.
وأفاد الناطق الرسمي باسم المنطقة العسكرية السادسة، النقيب ربيع القرشي، بمقتل اثنين من الخبراء العسكريين الأجانب، في معارك الجوف الأخيرة.
وأكد القرشي، أن القتيلين كانا برفقة الحارس الشخصي لعبدالملك الحوثي، المدعو «أبوهاشم القابوسي»، الذي لقي مصرعه هو الأخير في الجوف، لافتاً إلى أن القتيلين كانا في مهمة استطلاع وتقييم لسير المعارك في جبهات الجوف.
وفي حجة، أكدت مصادر ميدانية، تدمير منصات إطلاق صواريخ ومخزن أسلحة ومربض للطائرات المسيرة الحوثية، من قبل مقاتلات التحالف العربي التي استهدفت موقعاً سرياً للحوثيين في منطقة «بني مكي» بمديرية عبس، ما خلّف قتلى وجرحى في صفوف العناصر الحوثية، بينهم خبراء إطلاق صواريخ ومتفجرات.
وفي صعدة، تم استهداف تعزيزات للحوثيين كانت في طريقها إلى مناطق التماس في مديرية باقم، ما أسفر عن تدمير آليات قتالية، ومصرع وإصابة عدد من الحوثيين.
وفي صنعاء، شيّعت الميليشيات الحوثية 44 من قياداتها الميدانية، الذين سقطوا في جبهات مأرب والجوف، ويحملون رتباً عسكرية، منهم: علي محمد محمد النمر، ونجم الدين حزام علي العبدي، وعبدالله محمد أحمد الأسود.
وفي البيضاء، أفشلت المقاومة المحلية في مديرية ناطع محاولة حوثية للتقدم واستعادة المواقع التي خسرتها أخيراً، في «جبل القرحاء»، حيث تم إفشال المحاولة، وتكبيد الحوثيين قتلى وجرحى.
وفي الحديدة، تمكنت القوات المشتركة من إخماد مصادر نيران لميليشيات الحوثي، استهدفت قرى سكنية في مديرية الدريهمي، بينها مدافع ورشاشات متوسطة، حيث تعاملت القوات المشتركة مع خروقات الحوثيين، بضربات حاسمة، وجهت إلى أوكارهم بدقة، تكبدت الميليشيات على إثرها خسائر كبيرة في العتاد والأرواح.
وكانت الميليشيات جدّدت قصفها قرية بيت مغاري الواقعة شمال غرب مدينة حيس، بالأسلحة الرشاشة، عقب نجاح القوات المشتركة من إفشال محاولة تسلل، واستحداث مواقع جديدة لعناصر حوثية.
وفي إطار الانتهاكات، أقدمت الميليشيات على تغيير اسم مدرسة «نشوان الحميري» بالعاصمة صنعاء، باسم أحد مقاتليها الأطفال، والذي لقي حتفه في جبهات القتال خلال الأيام الماضية، ويدعى «هاني طومر».
وسبق لميليشيات الحوثي تغيير أسماء مئات المدارس والشوارع وقاعات الكليات والجامعات والميادين العامة والمساجد، بأسماء رموز سلالتها وقتلاها، في نهج حوثي لتغيير هوية المجتمع اليمني.
كما أقدمت الميليشيات على حجز جميع أموال وأرصدة بنك التضامن الإسلامي، أحد أكبر البنوك التجارية في اليمن، حيث عمم البنك المركزي، الخاضع لسيطرة الحوثيين بصنعاء، على جميع منشآت وشركات الصرافة العاملة في مناطق سيطرة الحوثيين «بحجز جميع أموال وأرصدة بنك التضامن الإسلامي المودعة لديكم في أي صورة كانت، فوراً، وموافاتنا بجميع الأموال والأرصدة المحجوزة».
وأسند البنك الحوثي الإجراء إلى ما وصفه بمذكرة من رئيس النيابة الجزائية المتخصصة، حيث يأتي التعميم الحوثي عقب محاولة عناصره اقتحام المركز الرئيس للبنك في صنعاء.
وفي إب، أقدمت ميليشيات الحوثي على نهب الأدوية التي تقدمها المنظمات الدولية، لمكتب الصحة في المحافظة، وفقاً لمصادر طبية، مؤكدة نفاد علاج الأنسولين الخاص بمرضى السكر، من مكتب الصحة بالمحافظة، بعد أن تم نهبها وبيعها على تجار الأدوية التابعين للحوثيين أصلاً.
وأوضحت المصادر أن نفاد الأنسولين، جاء عقب تسلّم مكتب الصحة في المحافظة كميات كبيرة مجانية مقدمة من المنظمات المانحة، ليختفي بعد محاولة توزيع صورية، وبعدها يجري بيعه في الصيدليات الخاصة، ويوزع للمقربين، ومن لديه معرفة ووساطة.
• شيّعت الميليشيات الحوثية 44 من قياداتها الميدانية الذين سقطوا في جبهات مأرب والجوف.
• أقدمت الميليشيات على حجز جميع أموال بنك التضامن الإسلامي وأرصدته، والذي يعد أحد أكبر البنوك التجارية في اليمن.