إسرائيل تقتحم الأقصى وتغلق القدس وتضلل العالم
اقتحمت قوات الشرطة وحرس الحدود الإسرائيلي، أمس، الحرم القدسي الشريف فيما رشقها الفلسطينيون المعتصمون داخل باحات الحرم بالحجارة، ما دفع قوات الاحتلال لإرسال تعزيزات إضافية، وأغلقت بوابات البلدة القديمة في القدس المحتلة أمام حركة الفلسطينيين. فيما اعتبرت الرئاسة الفلسطينية ما يقوم به الاحتلال في الأقصى جزءاً من حروب تخوضها للهروب من الاستحقاقات، وطلبت تدخلاً اميركياً لوقف الاعتداءات الاسرائيلية.
الإمارات تدين انتهاكات الاحتلال وتدعم صمود المرابطين دانت الإمارات الهجمات الوحشية والانتهاكات الخطيرة التي يقوم بها المستوطنون وقوات الاحتلال الاسرائيلي ضد المسجد الاقصى المبارك. وقالت وزارة الخارجية فى بيان، أمس ان اقتحام باحات المسجد الاقصى والمناطق المحيطة به من جانب قوات الاحتلال وتحويله الى ثكنة عسكرية يشكل اجراء خطيرا ومكشوفا فى اطار المحاولات الاسرائيلية المستمرة لتهويد مدينة القدس الشريف. وأكدت دعم الامارات لصمود أبناء الشعب الفلسطيني المرابطين داخل المسجد الأقصى وفي باحاته وفي المدينة القديمة. وقالت إن صمود أبناء القدس في وجه هذه الهجمة يؤكد إصرارهم على حماية الحرم القدسي الشريف بأجسادهم. وقالت الوزارة ان سلطات الاحتلال دأبت على تدنيس المسجد الاقصى والمقدسات الاسلامية والمسيحية فى المدينة المقدسة فى تحد سافر لمشاعر المسلمين والمسيحيين في مختلف انحاء العالم. وأضافت ان اعتداءات المستوطنين بإيعاز من الحكومة الاسرائيلية وخططها لربط المقدسات الاسلامية في الخليل والقدس وغيرها من المناطق الفلسطينية المحتلة بالثقافة الاسرائيلية والاعياد اليهودية، يشكل تزويراً فاضحاً وسرقة مكشوفة للتاريخ العربي والاسلامي فى فلسطين المحتلة. وقالت إن هذه التصرفات التي تقوم بها قوات الاحتلال بإيعاز من الحكومة الاسرائيلية يشكل تحدياً صارخاً للشرعية الدولية وانتهاكا خطيرا وفاضحا لقرارات مجلس الامن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة. أبوظبي ــ وام |
وفي التفاصيل، قالت مصادر طبية فلسطينية وشهود عيان إن 12 فلسطينيا اصيبوا بجروح طفيفة في مواجهات اندلعت امس في محيط باحة المسجد الاقصى في القدس الشرقية مع الشرطة الاسرائيلية، إثر شائعات تحدثت عن دخول يهود متطرفين الى الباحة. ودخلت الشرطة الى باحة المسجد الاقصى في أعقاب حوادث تواصلت صباح امس خارج المسجد. وأصيب نحو 12 فلسطينياً على الاقل بجروح طفيفة بالرصاص المطاطي واستنشاق الغاز المسيل للدموع والضرب بالهراوات، حسب ما ذكرت مصادر طبية فلسطينية. ورشق المتظاهرون رجال الشرطة وحرس الحدود الاسرائيليين بالحجارة عند باب الاسباط أحد أبواب المدينة القديمة كما جرت مواجهات عدة في أزقة البلدة القديمة.
وأكد عامل في المسجد الاقصى ان الشرطة الاسرائيلية قامت بإغلاق باب المسجد الاقصى بالسلاسل على عدد من المعتكفين فيه.
وأضاف أنها اغلقت الابواب المؤدية للحرم الشريف ولم تسمح لأحد من العرب بالدخول الى باحات الحرم في الوقت الذي سمحت الشرطة لنحو 1000 زائر من المتطرفين اليهود بالتجول في باحات الحرم.
وقال الناطق باسم الشرطة ان «مصلين مسلمين رشقوا زوارا متوجيهن الى هذا الموقع بالحجارة، فدخلت قواتنا الى المكان لاعتقال أشخاص».
واضاف ان «نحو 20 شابا تحصنوا في المساجد وقررنا، في إجراء وقائي، السماح للرجال الذين تجاوزوا الـ50 من العمر فقط بدخول الباحة». وأوضح انه ليست هناك سن محددة للنساء.
وتمركز أفراد في الوحدات الخاصة للشرطة الاسرائيلية وهم يعتمرون خوذات ويحملون هراوات، حول باحة الحرم القدسي وعلى اسطح المنازل المجاورة للمنطقة. وأغلقت الابواب المؤدية الى الموقع بسلاسل، بينما دعا مؤذنون بمكبرات الصوت السكان في نحو الثامنة صباحا بالتكبير «الله أكبر يا أهل القدس. لقد دخل المستوطنون الحرم. هل من مغيث يا أهل القدس؟ ان الاقصى يناديكم».
وقال مدير أوقاف القدس الشيخ عزام الخطيب لوكالة «فرانس برس» «خضنا مفاوضات طويلة ومكثفة مع الشرطة طوال الوقت بعدم اقتحام المسجد الاقصى».
وأعلن المسؤول في لجنة القدس العليا عدنان الحسيني أن المتظاهرين قاموا برشق الحجارة لأن مستوطنين طوقوا الباحة منذ يومين او ثلاثة ايام وأعلنوا انهم ينوون الدخول الى المسجد الاقصى للصلاة.
وفتح المسؤولون الاسرائيليون امس ابواب النفق الذي يمر من تحت المسجد الاقصى ويؤدي الى حائط البراق للزوار اليهود.
وطلبت السلطة تدخلا اميركيا لوقف الاعتداءات الاسرائيلية في المسجد الاقصى وعموم الاراضي الفلسطينية. وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات لوكالة «فرانس برس» «اتصلت مع الادارة الاميركية وطلبت تدخلا اميركيا عاجلا من أجل الزام اسرائيل وقف اعتداءاتها في المسجد الاقصى وضد المقدسات الاسلامية في الحرم الابراهيمي في الخليل، ومسجد بلال بن رباح في بيت لحم والتوسع الاستيطاني في القدس وعموم الاراضي الفلسطينية».
ودان عريقات إطلاق جنود الاحتلال الاسرائيلي نيران أسلحتهم تجاه الفلسطينيين في باحات المسجد الاقصى والبلدة القديمة، محملاً إسرائيل مسؤولية ونتائج وتبعات هذه الاعتداءات.
من جهته، قال نبيل ابو ردينة الناطق الرسمي باسم الرئاسة ان «ما تقوم به اسرائيل الآن في المسجد الاقصى المبارك هو جزء من حروب تخوضها للهروب من الاستحقاقات».
واكد ان القدس الشريف والاقصى خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها. وقال ان اسرائيل تسعى بهذه الاستفزازات الى تقويض أسس الارضية المناسبة لاستئناف المفاوضات.
ونددت الهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات بقيام قوات مدججة من شرطة الاحتلال باقتحام ساحات المسجد الاقصى المبارك وقمع المصلين المعتكفين داخله.
وقال الامين العام للهيئة حسن خاطر، إن سلطات الاحتلال حولت البلدة القديمة ومحيط الاقصى الى ثكنة عسكرية. ونفى خاطر مزاعم سلطات الاحتلال ومحاولة تبرير اقتحام قواتها للاقصى، مؤكداً أن هذا كذب وتضليل للرأي العام الدولي وأن الاقصى مكان عبادة وليس فيه حجارة لرشق الجنود.
ودانت جامعة الدول العربية بشدة الاقتحام.
وقال الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى، إن ما حدث يؤكد أن الاسرائيليين يريدون كل يوم ان يقولوا لنا «عليكم أنتم كعرب أن تقبلوا ما نفعل وأرجلكم فوق رقابكم».
أرملة موشي دايان تدين الجدار دانت أرملة الجنرال الإسرائيلي موشي دايان الذي يعتبر من أبزر الشخصيات العسكرية في تاريخ إسرائيل، أمس، الجدار الفاصل في الضفة الغربية، معربة عن تشاؤمها إزاء فرص التوصل الى سلام مع الفلسطينيين. وصرحت روث دايان في حديث نشرته صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية «عندما أذهب الى الاراضي المحتلة لم أعد أحاول التحدث مع الفلسطينيين عن الامل، بل اقول لهم من باب اللياقة إنني اتطلع الى تغيير ما، لأن تدهور أوضاعهم مريع». وأكدت أرملة دايان ان «السياج خصوصاً، أمر لا أتحمله إطلاقاً». القدس المحتلة ــ أ.ف.ب |