تركيا تطالب بتعطيل القرار وتستدعي سفيرها من واشنطن.. وأرمينيا ترحّب
لجنة في «الكونغرس» تعتمد وصف «الإبادة» لقتل الأرمن أيّام العثمانيين
أقرّت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الاميركي أول من أمس، قراراً يعتمد كلمة «الإبادة» لوصف أعمال القتل الجماعية التي لحقت بالارمن في ظل السلطنة العثمانية، ما دفع تركيا على الفور الى استدعاء سفيرها في واشنطن للتشاور، وطالبت بتعطيل القرار، مؤكدة في الوقت نفسه عزمها على اقرار السلام مع ارمينيا على الرغم من القرار الذي رحبت به أرمينيا واعتبرته «تقدماً في النضال من اجل حقوق الانسان».
وعلى الرغم من معارضة البيت الابيض وانقرة للتصويت، تبنى 22 من اصل 23 عضواً في اللجنة القرار الرمزي الذي يمهد لطرح القرار للتصويت امام المجلس بأكمله.
ويدعو القرار الذي ليست له صفة القانون الرئيس الاميركي الى استخدام كلمة «الإبادة» لوصف «التصفية المنهجية والمتعمدة لمليون ونصف المليون ارمني» في عهد السلطنة العثمانية بين عامي 1915 و.1923 وردّت تركيا التي حذرت من العواقب الخطيرة لمثل هذا القرار على العلاقات الثنائية بإدانته واستدعاء سفيرها. واعلن بيان حكومي في انقرة «اننا ندين هذا القرار الذي يتهم الامة التركية بجريمة لم ترتكبها». واضاف «على اثر هذا التطور، تم استدعاء سفيرنا في واشنطن نامق تان، الى انقرة للتشاور».
وقال الرئيس التركي عبدالله غول تعليقا على القرار إنه «ليست له اي قيمة في نظر الشعب التركي». واضاف أن تركيا ليست مسؤولة عن العواقب السلبية التي يمكن ان تنجم عنه في مختلف المجالات.
وقبيل التصويت، حثت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب على عدم التصويت على القرار لما سيكون له من اثر في مسيرة المصالحة بين تركيا وارمينيا.
ودانت الولايات المتحدة على الدوام أعمال القتل التي تعرّض لها الارمن، لكنها تجنبت استخدام عبارة «الإبادة» لوصف ذلك حرصاً على عدم توتير علاقاتها مع تركيا العضو في حلف شمال الاطلسي والحليف الرئيس في الشرق الاوسط.
وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية فيليب كراولي، للصحافيين إن الولايات المتحدة ملتزمة «باعتراف عادل وصريح بالوقائع المرتبطة بالاحداث التاريخية لعام 1915». ولكنه قال بشأن القرار، «نحن قلقون بشأن تاثيره المحتمل في العلاقات مع الدول المعنية».
وضاعفت انقرة الضغوط للحؤول دون تمرير القرار. واتصل غول مساء الاربعاء الماضي بنظيره الاميركي لبحث هذه المسألة، فيما حض وزير خارجيته احمد داود اوغلو النواب الاميركيين على رفض القرار. وقال اوغلو إن تبني لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب هذا القرار يثبت ان الادارة الاميركية «لم تتدخل بشكل كافٍ» لمنع ذلك، واضاف ان انقرة «منزعجة للغاية» من التصويت.
وقال داود اوغلو في مؤتمر صحافي «ننتظر من الادارة الاميركية ان تبذل من الآن جهوداً اكثر فاعلية» لمنع التصويت على النص في جلسة عامة، مؤكداً في الوقت نفسه عزم بلاده على إقرار السلام مع ارمينيا على الرغم من القرار، في اشارة الى عملية التطبيع الحساسة للعلاقات التركية الارمنية.
وتدعم واشنطن بقوة عملية تطبيع العلاقات بين تركيا وارمينيا بعد عقود من العداوة، ووقع البلدان في اكتوبر الماضي اتفاقاً لاقامة علاقات دبلوماسية وفتح الحدود. من جهتها نوهت ارمينيا بالقرار، معتبرة انه تقدم في النضال من اجل حقوق الانسان.
وقال وزير الخارجية الارمني ادوارد نالبديان في بيان «اننا نرحب كثيرا بالقرار». واضاف «انه دليل اضافي على تمسك الشعب الاميركي بالقيم الانسانية العالمية، وخطوة مهمة نحو تفادي الجرائم ضد الانسانية».
ومارس الأرمن ضغوطاً من اجل اعتبار أعمال القتل الواسعة وعمليات الترحيل التي تعرضوا لها بين 1915 و1917 إبادة، حيث ادت بحسبهم الى مقتل اكثر من مليون ونصف المليون في صفوفهم. غير ان تركيا تعترف بمقتل 300 الى 500 الف فحسب، لا بسبب حملة تصفية، بل بسبب ما قالت إنها الفوضى التي سادت في السنوات الاخيرة من حياة الامبراطورية العثمانية.
وترفض تركيا قطعاً مفهوم الابادة الذي أقرّته فرنسا وكندا والبرلمان الاوروبي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news