العالم يحيي شجاعة العراقيين
حيا المجتمع الدولي الناخبين العراقيين الذين ادلوا أمس باصواتهم باعداد كبيرة رغم اعمال العنف التي اودت بحياة 38 شخصا وادت الى اصابة 110 بجروح، وان كان الرئيس الاميركي باراك اوباما توقع ان يشهد العراق اياما "صعبة للغاية". وقال اوباما في كلمة مقتضبة في البيت الابيض "نعرف ان العراق سيواجه اياما صعبة للغاية وانه قد تحصل ايضا اعمال عنف اكثر على الارجح، لكن العراق وككل دولة سيدة ومستقلة، ستكون له حرية اختيار طريقه الخاص".
ورحب الرئيس الاميركي "بالمشاركة الكثيفة" للعراقيين في الانتخابات على رغم اعمال العنف التي طبعت اليوم الانتخابي واوقعت 38 قتيلا و110 جرحى. واشاد ايضا بالطريقة التي ادارت بموجبها السلطات العراقية الوضع. وفي وقت سابق، حيا اوباما في بيان شجاعة الناخبين العراقيين الذين "تحدوا التهديدات للمضي قدما بديموقراطيتهم".
وفي بروكسل، رحبت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون بمشاركة "عدد كبير" من العراقيين في الانتخابات التشريعية رغم الهجمات التي شهدها البلد، معتبرة ان الامر "يستحق التقدير". وحيا وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير "شجاعة الناخبين العراقيين"، مؤكدا ان التصويت "يدل على رغبة الشعب العراقي في طي صفحة الماضي، ورفض الارهاب، وتصميمه على بناء عراق ديموقراطي والتطلع نحو المستقبل". وخلص الى القول ان "فرنسا وشركاءها في الاتحاد الاوروبي الى جانب العراقيين في
نضالهم من اجل اعادة الاعمار والديموقراطية". وقال آد ميلكرت الممثل الشخصي للامين العام للامم المتحدة في العراق لفرانس برس ان الانتخابات "كانت بالاحرى شفافة". وقال ان "فرز النتائج سيستغرق وقتا اطول"، داعيا الاحزاب السياسية الى "قبول
النتائج".
واعلنت الامم المتحدة ان النتائج الاولية ستبدأ بالظهور الخميس المقبل على ان تكون نهائية في 18 من الشهر ورسمية في اواخره. وفي لندن، اعرب وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند عن ارتياحه ازاء المعلومات الاولى حول مسار الانتخابات العراقية. وقال ميليباند في بيان ان "الحكومة البريطانية تابعت الانتخابات العراقية من كثب. ان التصميم على التصويت امر مهم، لكن اعمال العنف وسقوط قتلى تظهر اهمية التحدي الذي يواجهه الشعب العراقي".
وتوجه نحو 19 مليون ناخب عراقي الى صناديق الاقتراع الاحد لاختيار 325 نائبا لولاية تستمر اربع سنوات. وهي المدة التي ينتظر ان تشهد انسحاب 96 الف جندي اميركي نهائيا من العراق.
وتنافست في هذه الانتخابات 12 قائمة و74 حزبا سياسيا. وشهد اليوم الانتخابي سلسلة هجمات اسفرت عن مقتل 38 شخصا وجرح 110 آخرين.
وتعتبر الانتخابات حاسمة لاستقرار البلاد قبل ستة اشهر من رحيل القوات الاميركية واقل من سنتين من انسحاب كامل القوات الاميركية التي تنشر 96 الف جندي حاليا في العراق.