إسرائيل توافق على بناء 112 مسكناً في الضفّة
أعطت الحكومة الإسرائيلية أمس الضوء الأخضر لبناء 112 وحدة سكنية في مستوطنة «بيتار ايليت» في الضفة الغربية المحتلة، على الرغم من التجميد الجزئي الذي أعلنته في نوفمبر الماضي لأعمال البناء في المستوطنات، جاء ذلك في وقت أعلن رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أن المحادثات غير المباشرة التي تتواسط فيها الولايات المتحدة بين الفلسطينيين وإسرائيل ستكون الفرصة الأخيرة للإبقاء على عملية السلام بالشرق الأوسط.
وفي التفاصيل، جاء الإعلان الإسرائيلي عن المشروع الاستيطاني الجديد، بالتزامن مع وجود المبعوث الأميركي للسلام جورج ميتشل، وقبل ساعات من وصول نائب الرئيس الاميركي جو بايدن في زيارة إلى إسرائيل، حيث يتوقع أن يتعهد الإسرائيليون والفلسطينيون خلالها ببدء مفاوضات غير مباشرة سعياً لإحياء عملية السلام.
وقال وزير البيئة الاسرائيلية جلعاد اردان لإذاعة جيش الاحتلال «قررت الحكومة في نهاية العام الماضي تجميد البناء، لكن هذا القرار نص على استثناءات في حال حصول مشكلات أمنية بالنسبة للبنى التحتية في الورشات التي انطلقت قبل قرار التجميد». وأضاف اردان المقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو «تلك هي الحالة في بيتار ايليت» المستوطنة القريبة من بيت لحم جنوب القدس.
وحاول اردان الحد من تأثير هذا القرار في زيارة نائب الرئيس الاميركي، وقال إن «وزيرة الخارجية (الأميركية) هيلاري كلينتون ونائب الرئيس بايدن يعرفان ان المهم هو أن رئيس الوزراء (نتنياهو) مستعد لبدء مفاوضات مباشرة في أي لحظة، وسمح بإزالة عدد من حواجز الطرق في الضفة الغربية وقرر تجميداً لبناء المساكن».
وأضاف الوزير الاسرائيلي «في المقابل يريد (الرئيس الفلسطيني) محمود عباس تحديد مدة المفاوضات المباشرة بأربعة أشهر، بعدما وضع شروطاً لا سابق لها لقبول الحوار خلال هذه الاشهر. إنها ليست طريقة يمكن ان تجرى فيها المفاوضات».
من جهته، دان الامين العام لحركة السلام الآن المناهضة للاستيطان، ياريف اوبنهايمر قرار الحكومة الاسرائيلية، وعبر اوبنهايمر عن قلقه قائلاً إن «الحكومة يجب أن تفهم أن هذا النوع من القرارات لا يؤدي إلا الى مزيد من الاستبعاد لحل يقضي بإقامة دولتين لشعبين (يهودي وفلسطيني)، وقد يسقط بالتقادم».
على صعيد آخر، أجرى ميتشل أمس محادثات مع عباس في رام الله بعد أن اجتمع مع نتنياهو في القدس بشأن استئناف مفاوضات إقامة الدولة الفلسطينية.
واتفق الجانبان على الاتصالات غير المباشرة لإحياء المحادثات المعلقة منذ ديسمبر عام 2008 في تعزيز لسعي الرئيس الأميركي باراك أوباما لإحلال السلام.
في غضون ذلك، أكد عريقات أن المحادثات غير المباشرة التي تتواسط فيها الولايات المتحدة بين الفلسطينيين واسرائيل ستكون الفرصة الأخيرة للإبقاء على عملية السلام.
وقال عريقات لإذاعة الجيش الاسرائيلي «تدنت العلاقة إلى مرحلة تحاول فيها الولايات المتحدة إنقاذ عملية السلام بالمحاولة الأخيرة.. بالمناسبة صدقوني ستكون هذه المحاولة الأخيرة لمعرفة ما إذا كان من الممكن أن تكون أداة لاتخاذ قرارات بين الفلسطينيين والاسرائيليين».
وكانت منظمة التحرير الفلسطينية صدقت على المحادثات غير المباشرة أول من أمس بعد أن ساندت جامعة الدول العربية في الأسبوع الماضي إجراء مفاوضات لمدة أربعة أشهر.
وطالب عباس بوقف كامل لبناء المستوطنات الاسرائيلية كشرط لاستئناف المحادثات، ويرفض تجميداً محدوداً لبناء المستوطنات أعلنه نتنياهو في نوفمبر الماضي تحت ضغط أميركي باعتباره غير كافٍ، لكن قرار منظمة التحرير الفلسطينية والجامعة العربية منح عباس الدعم السياسي لإعادة التفاوض مع اسرائيل من دون تجميد كامل للنشاط الاستيطاني، ووافق نتنياهو على إجراء محادثات غير مباشرة، قائلا إنها ستؤدي إلى مفاوضات وجهاً لوجه.
وقال عريقات إنه يتمنى أن يقود عباس ونتنياهو المحادثات المقبلة، وأكد مجدداً التصور الفلسطيني لاتفاق سلام، وهو إقامة دولة في الضفة الغربية وقطاع غزة طبقاً للحدود التي كانت موجودة قبل أن تحتل اسرائيل المنطقتين في حرب 1967 «مع تبادلات متفق عليها».