بكين ترفض انتقادات واشنطن في ملف حقوق الإنسان
ردت الصين أمس، بلهجة قوية، على انتقادات الولايات المتحدة بخصوص وضع حقوق الإنسان ومستوى اليوان، متهمة واشنطن في كلا الحالتين بالتدخل السياسي في شؤونها في وقت تشهد فيه العلاقات الثنائية أساساً توتراً.
وللسنة الـ11 على التوالي نشر مجلس الدولة (حكومة) تقريراً مضاداً حول وضع حقوق الإنسان في الولايات المتحدة، رداً على تقرير وزارة الخارجية الاميركية حول وضع حقوق الانسان في العالم.
واعتبر هذا النص، الذي نشرته وكالة انباء الصين الجديدة، أن الولايات المتحدة «نصّبت نفسها مجدداً القاضي العالمي في مجال حقوق الانسان». واتهم التقرير المضاد واشنطن «التي تنشر تقريراً مملوءاً بالاتهامات حول وضع حقوق الانسان في 190 دولة، بغض الطرف وتجنب او حتى تغطية تجاوزات حقوق الانسان على أراضيها».
وأضاف أن الولايات المتحدة «تستخدم حقوق الانسان أداة سياسية للتدخل في الشؤون الداخلية لدول اخرى، وتشويه صورة دول اخرى ومتابعة مصالحها الاستراتيجية الخاصة».
واتهمت الصين الولايات المتحدة، التي انطلقت منها الازمة الاقتصادية العالمية عام ،2008 بأنها «تسببت في كارثة في مجال حقوق الانسان»، عبر منح صحافتها «حرية نسبية عملاً بخدمة مصالحها»، و«تضييق الحريات الفردية»، مع الاجراءات الامنية التي فرضتها منذ اعتداءات 11 سبتمبر.
ونشر هذا التقرير غداة إصدار وزارة الخارجية الاميركية أول من أمس، تقريرها السنوي حول وضع حقوق الانسان في العالم، الذي اعتبرت فيه ان سجل الصين في مجال حقوق الانسان لايزال سيئاً، وقد تدهور في بعض المناطق، لاسيما في شينجيانغ، الاقليم المسلم في شمال غرب البلاد الذي شهد السنة الماضية مواجهات اثنية.
واضاف التقرير ان بكين «كثفت قمعها الشديد على الصعيدين الثقافي والديني للاقليات الاثنية في شينجيانغ الذي شهد اعمال عنف في صيف 2009 بين الاويغور، الاثنية المسلمة الناطقة بالتركية، واثنية الهان التي تشكل غالبية في الصين». كما انتقد التقرير بكين بخصوص قضية التيبت التي تحظى بحكم ذاتي، بسبب «الرقابة الحكومية المشددة».
وقبل ساعات من ردها على هذا التقرير، رفضت الصين بلهجة شديدة أيضاً «تسييس» مسألة قيمة اليوان غداة الدعوة التي وجهها الرئيس الاميركي باراك اوباما الى ان يكون سعر صرف اليوان «أكثر تجانساً مع الاسواق».