10 قتلى بهجوم انتحاري في باكستان
قتل 10 أشخاص، أمس، بهجوم انتحاري في وادي سوات شمال غرب باكستان غداة سلسلة تفجيرات تسببت في فوضى وحمام دم في مدينة لاهور، ارتفعت حصيلتها، أمس، إلى 57 قتيلا. فيما قتل زعيم قبلي من اقليم مهمند وشرطيان في ضاحية بيشاور عندما اطلق مسلحون النار على سيارتهم.
وأعلنت الشرطة الباكستانية مقتل 10 أشخاص في هجوم انتحاري، في وادي سوات شمال غرب باكستان.
وفجر الانتحاري نفسه في سيدو شريف جنوب مينغورا كبرى مدن سوات، حيث قال العسكريون إنهم «سحقوا تمردا» لحركة طالبان قبل اشهر.
وقال مسؤول الشرطة في المنطقة قاضي جميل في اتصال هاتفي مع «فرانس برس» إن 10 اشخاص قتلوا وأصيب 37 آخرون في الاعتداء الانتحاري، وبين القتلى ثلاثة من عناصر الامن وصبي في التاسعة من عمره. وأضاف ان الانتحاري حاول دخول مبنى للحكومة تستخدمه الشرطة وقوى الامن، موضحا انه «حسب معلومات أولية كان الانتحاري راجلا وحاول دخول المبنى لكنه فجر نفسه عندما حاولت الشرطة توقيفه». وأكد ناطق باسم مركز الاعلام الذي يديره الجيش في سوات، أن عدد القتلى سبعة وشرطيان وجندي واحد، وانفجرت خمس قنابل صغيرة بعد ذلك من دون ان تسبب اصابات، لكنها اثارت موجة من الذعر.
وقال سكان ان قوات الامن طوقت المنطقة التي اغلقت فيها كل المحال التجارية على الفور.
وأكد قاضي جميل ان «نحو 20 سيارة تضررت في الانفجار»، موضحا أن الانتحاري كان يحمل 15 كيلوغراما من المتفجرات. وتبنت حركة طالبان باكستان الهجوم، وحذرت من أنها ستشن هجمات اخرى طالما أن الجيش الباكستاني يواصل عملياته في المناطق القبلية.
وقال المتحدث باسم الحركة عزام طارق «نتبنى هذه العملية الاستشهادية في سوات». وأضاف «هؤلاء الاشخاص (الجيش والشرطة) يقاتلوننا إرضاء للولايات المتحدة، سنشن هجمات اخرى من هذا النوع، طالما انهم لا يوقفون عملياتهم العسكرية».
ويأتي هذا الهجوم الانتحاري غداة تفجيرين انتحاريين استهدفا عسكريين في بازار لاهور كبرى مدن شرق باكستان، وأسفرا عن سقوط 57 قتيلا بعد وفاة 12 من الجرحى الليلة قبل الماضية.
ويرى الجيش الباكستاني والولايات المتحدة في سوات رمزا لنجاح السلطات الباكستانية، بعد انهاء تمرد استمر سنتين لمقاتلي حركة طالبان وتنظيم القاعدة.
وقد استعاد الجيش في ربيع 2009 الوادي الذي كان منطقة سياحية وشن فيها رجل الدين مولانا فضل الرحمن حملة عنيفة في يونيو ،2007 لفرض الشريعة الاسلامية. ولم يبد مقاتلو طالبان مقاومة مباشرة لكنهم انسحبوا الى الجبال والمناطق القبلية، وكثفوا هجماتهم منذ ذلك الحين.
ويؤكد الجيش أن المنطقة آمنة اليوم وعاد اليها اكثر من مليونين من سكانها الذين فروا منها. لكنها تشهد اعمال عنف متقطعة بينما يخشى البعض ان يكون مقاتلو طالبان الذين فروا من سوات يعيدون تجميع قواتهم في منطقة اخرى شمال غرب باكستان.
ودانت الهند، أمس، التفجيرات التي وقعت في مدينة لاهور الباكستانية، ولكنها اضافت انها تشعر بخيبة امل جراء ما يتردد حول تورط نيودلهي في هذه الهجمات.
وقالت وزارة الشؤون الخارجية الهندية إن «الحكومة الهندية تدين كلية سلسلة تفجيرات القنابل التي وقعت في لاهور في الثاني عشر من الشهر الجاري، والتي اودت بحياة عشرات الاشخاص».
وأكدت الوزارة انزعاجها إزاء البيانات الصادرة من باكستان، والتي تقول بتورط الهند في هجمات لاهور والأعمال الإرهابية الاخرى والاضطرابات التي تقع في باكستان. وأضافت ان الهند ليس لها ادنى مصلحة في زعزعة استقرار باكستان.
من ناحية أخرى قتل زعيم قبلي من اقليم مهمند وشرطيان من رجال القبائل في ضاحية بيشاور، عندما اطلق مسلحون النار على سيارتهم. وقال المسؤول في الشرطة كلام خان ان «المتمردين متورطون في الحادث».
ومسلحو وادي سوات يشكلون جزءا من حركة طالبان باكستان التي اكدت ولاءها للقاعدة. وأعلنت هذه المجموعة ومنظمة اسامة بن لادن «الجهاد» على اسلام آباد منددتين بدعمها لـ«الحرب على الارهاب» التي تقودها الولايات المتحدة.