‏‏‏إسرائيل تعتقل قيادياً من «حماس» في الضفة.. والحركة تتهم السلطة بـ «التنسيق مع الاحتلال»

نتنياهو يطلب تحقيقاً بشأن المستوطنات لاحتواء الأزمة مع واشنطن‏

فلسطينيون ونشطاء سلام خلال مواجهات مع الاحتلال في بيت لاهيا ضد الجدار والاستيطان. آي.بي.إيه

‏‏كلف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لجنة إدارية التحقيق في الاخفاقات خلال زيارة نائب الرئيس الاميركي جو بايدن، حيث أثارت اسرائيل أثناءها موجة استنكار دولية بإعلانها الموافقة على بناء 1600 وحدة استيطانية في القدس المحتلة ، فيما تبادلت حركة حماس والسلطة الفلسطينية الاتهامات على خلفية اعتقال اسرائيل القيادي في الحركة ماهر عودة الذي اعتقله الجيش الاسرائيلي أول من أمس بعد ملاحقه لأكثر من عشر سنوات. وتفصيلاً قال متحدث باسم الحكومة الاسرائيلية إن رئيس الوزراء قرر تشكيل لجنة تضم مديري وزارات للنظر في ما حصل خلال زيارة بايدن ووضع قواعد تمنع تكرار مثل هذه الاحداث في المستقبل. وكان نتنياهو اتصل بالمستشارة الالمانية أنغيلا ميركل ورئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني، مؤكداً لهما عدم تسريع وتيرة الاستيطان في القدس. وأكد نتنياهو ان سياسته لا تختلف عن سياسة اسلافه، مشيراً إلى ان كل الحكومات المتعاقبة في اسرائيل شجعت على بناء أحياء يهودية في القدس بعد احتلالها في يونيو .1967

واعتبر نتنياهو أن الاعلان الاسرائيلي اقامة وحدات استيطانية جديدة شمال شرق القدس ، خلال زيارة بايدن إسرائيل الأسبوع الماضي ، كان حادثاً مؤسفاً ومؤذياً للمشاعر وقع من دون سوء نية، وما كان له ان يحدث البتة. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن نتنياهو القول: «لقد طالعتنا الصحف الصادرة بتحليلات وتقييمات على اختلاف اشكالها، وأقترح قبل كل شيء عدم الانجرار والانسياق وراء هذه التحليلات، ونحن نعرف كيف نتعامل مع مثل هذه الحالات برباطة جأش وبمسؤولية».

ويأتي هذا بعد يومين من استدعاء الخارجية الأميركية الجمعة السفير الاسرائيلي مايكل اورن للإعراب عن تحفظها على الإعلان الإسرائيلي. وقلل نتنياهو من خطر تدهور العلاقات مع واشنطن بعد الازمة الدبلوماسية التي نشبت بعد المشروع الاستيطاني. وأعربت الصحف الاسرائيلية أمس عن قلقها من الأزمة المفتوحة مع واشنطن نظراً الى ردود الفعل الاميركية لدى الاعلان عن المشروع الذي اعتبرته واشنطن إهانة حقيقية.

وكتبت صحيفة هآرتس اليسارية أن الأزمة التي كنا نتوقعها منذ زمن بين اسرائيل والولايات المتحدة منذ تولي نتنياهو مهامه (رئيساً للوزراء) قد نشبت.

وقالت الصحيفة إن ساعة الحقيقة دقت بالنسبة الى نتنياهو الذي سيضطر للاختيار بين قناعاته الايديولوجية وتحالفه مع اليمين من جهة، وبين ضرورة الحفاظ على دعم واشنطن من جهة أخرى. وكتبت صحيفة معاريف أن «الأزمة بين الادارة الاميركية والحكومة الاسرائيلية هي الاخطر منذ عقد تحت رسم كاريكاتيري ظهر فيه الرئيس الاميركي باراك أوباما وهو يطهو نتنياهو في إناء. وأضافت الصحيفة أن رد فعل نتنياهو على الانتقادات الاميركية يدل على هلعه عندما استدعى (السبت) وزراءه السبعة المقربين لاجتماع طارئ.

وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت انه إنذار أميركي حول تجميد الاستيطان ستواجهه اسرائيل بعد أن «بصقت في وجه» حليفها الرئيسي.

من جهة أخرى تبادلت «حماس» والسلطة الفلسطينية أمس الاتهامات على خلفية اعتقال إسرائيل القيادي في الحركة ماهر عودة الذي اعتقله الجيش الاسرائيلي ليل اول من أمس بعد ملاحقه لأكثر من عشر سنوات. وصرح المتحدث باسم الاجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة الغربية اللواء عدنان الضميري لوكالة فرانس برس «نحن على ثقة بأنه لو وقع زلزال في الضفة الغربية أو فيضان، فإن حماس ستتهم السلطة بأنها مسؤولة عنه، وهم (حماس) لا يريدون الاعتراف بأنها حركة مخترقة من المخابرات الاسرائيلية، وتريد أن تصدر أزمتها هذه إلى السلطة الوطنية». وأضاف أن ليس لدى السلطة أي معلومات عن ماهر عودة (47 عاماً)، «لأنه كان مطلوباً اصلاً لإسرائيل وليس لدينا أي معلومات عنه».

واتهمت «حماس» السلطة الفلسطينية بالتنسيق مع الجيش الاسرائيلي، واعتبرت اعتقال أحد القادة البارزين في جناحها العسكري في الضفة الغربية ثمرة التنسيق الامني الخطر بين السلطة الفلسطينية واسرائيل. وقال فوزي برهوم المتحدث باسم حماس لوكالة فرانس برس، إن اعتقال عودة «ثمرة التنسيق الامني الخطر بين السلطة الفلسطينية والاحتلال، حيث كان مطلوباً ومطارداً من قبل الطرفين»، مضيفاً أن الاعتقال «جزء من المنهج الصهيوني لقمع حماس والمقاومة في الضفة». وكان متحدث عسكري اسرائيلي أعلن أمس ان الجيش الاسرائيلي اعتقل أحد قادة حركة (حماس) في الضفة الغربية المحتلة تطارده إسرائيل منذ سنوات، ويعتبره جهاز الامن الداخلي المطلوب رقم واحد. وأوضح المصدر نفسه، أن ماهر عودة، أحد مؤسسي الجناح العسكري لحماس في الضفة الغربية، اعتقل في منطقة رام الله ليل السبت الاحد.وقالت مصادر أخرى، ان الجيش الاسرائيلي اعتقل أيضاً زوجة ماهر عودة التي كانت ترافقه لحظة الاعتقال. ويتحدر عودة من قرية عين يبرود شمال شرق رام الله، وكان معروفاً لأهالي المنطقة بأنه مطلوب للإسرائيليين منذ سنوات، إلا أنه كان متخفياً على الدوام.

تويتر