‏‏‏تستوعب 100 ألف مستوطن وتشرّد أعداداً كبيرة من الفلسطينيين

مدينة لليهود «المتزمّتين» تفصل بين 3 قرى عـربية في النقب‏

المستوطنة ستقام على أرض يسكنها الفلسطينيون. الإمارات اليوم

‏ضمن المخطط الإسرائيلي الأوسع لإقامة مدن يهودية في النقب والمثلث والجليل في الأراضي الفلسطينية المحتلة الـ،48 صادقت لجنة التنظيم والبناء الإسرائيلية أخيراً على بناء مدينة «كسيف» اليهودية في منطقة النقب جنوب الأراضي المحتلة لإسكان 100 ألف من اليهود المتزمتين «الحيرديم».

وستقام هذه المدينة على حيز مأهول بآلاف الفلسطينيين في النقب، وعلى حساب أراضي فلسطينية صُودرت على مدار الفترات الماضية، كما ستفصل بين ثلاث قرى فلسطينية، هي «كسيفة» و«عراد» و«الفرعة».

وكان الموقع الالكتروني لصحيفة «معاريف» العبرية قد ذكر أن هذا المشروع سيرى النور قريباً، بعد أن حظي بتأييد 14 من أعضاء لجنة التنظيم والبناء الإسرائيلية، فيما عارضه سبعة أعضاء فقط.

وقال النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي طلب الصانع، من «القائمة الموحدة العربية للتغيير» لـ«الإمارات اليوم»، في اتصال هاتفي، «هذا القرار يندرج ضمن مخطط الحكومة الإسرائيلية لتهويد النقب والجليل والمثلث، وفي إطاره يتم استقطاب يهود متزمتين (الحيرديم) من مركز دولة الاحتلال إلى المناطق الفلسطينية».

وأضاف «قامت الحكومة بخطوات عدة أخيراً سبقت هذه الخطوة، وهي مخطط لإقامة مدن يهودية خالصة في الأحياء العربية، وتوزيع قسائم بناء مجاناً للجنود المسرحين في الجيش وللمتزمتين للسكن في تلك المناطق، بالإضافة إلى شرعنة 59 مستوطنة فردية في النقب على مساحة 81 ألف دونم».

وأوضح الصانع أن إسرائيل تسعى إلى بناء مدينة كسيف اليهودية في النقب من أجل تغيير الواقع الديموغرافي بشكل متسارع وزيادة عدد اليهود في ظل الحضور الفلسطيني القوي في النقب.

وستقام مدينة كسيف اليهودية بحسب الصانع، في قلب حيز جغرافي مأهول بالسكان الفلسطينيين وفاصل بين ثلاث مدن وقرى فلسطينية هي «كسيفة» و«الفرعة»، و«عراد»، وبالتالي سيتسبب ذلك في تشريد الآلاف من الفلسطينيين الذين يسكنون في تلك المناطق.

وقال النائب العربي في الكنيست «هذا المشروع تمت المصادقة عليه من قبل حكومة الاحتلال، ودوائر التخطيط والبناء الإسرائيلية، وأخذ طريقه للتنفيذ، ولكن لا يمكن إغفال وجود الفلسطينيين في تلك المنطقة الذين ستقام على أراضيهم هذه المدينة، فسيكون هناك رفض من قبلهم، وتقديم التماسات للمحكمة العليا الإسرائيلية».

ويدعي الاحتلال أن مدينة كسيف اليهودية ستقام من أجل إيجاد حلول لأزمة السكن لدى المتدينين اليهود، الذين سيتم استقطابهم للعيش في منطقة النقب الفلسطينية.

وأكد الصانع أن إسرائيل لا تعاني من أزمة سكن، حيث قال «هذه مبررات غير موضوعية، هدفها تبرير إقامة مثل هذه المدن، فإسرائيل لا تعاني من أزمة سكن كما تدعي، فهناك قرى يهودية يسكنها فقط 10 عائلات، بينما تم إخلاء قرى زراعية يهودية لعدم وجود سكان فيها».

وأوضح أن الهدف الحقيقي لبناء هذه المدينة وغيرها من المدن اليهودية التي يخطط الاحتلال لإقامتها هو الاستيلاء على المزيد من الأراضي الفلسطينية، وإصدار قسائم بناء لعدد أكبر من اليهود بالإضافة إلى استقطاب أكبر عدد من اليهود لتحقيق أغلبية يهودية في النقب.

وفيما يتعلق بسبب تخصيص إسرائيل هذه المدن لإسكان اليهود المتدينين دون غيرهم من شرائح المجتمع الإسرائيلي، قال الصانع إن «التكاثر الطبيعي لليهود المتدينين متزايد وينافس التكاثر الطبيعي للفلسطينيين، كما أن وزير الإسكان الإسرائيلي الحالي هو يهودي متزمت، بالإضافة إلى أن هذه المدن ستمنـح تسهيلات ضخمة لمن يسكنها من اليهود».

وفي سياق متصل قال النائب عن القائمة الموحدة العربية للتغيير «في الوقت الذي تبني فيه إسرائيل مدناً يهودية ومستوطنات في النقب ترفض الاعتراف بـ 45 قرية فلسطينية في النقب موجودة من قبل نكبة عام ،1948 يسكنها 90 ألف مواطن محرومون من الخدمات الأساسية، بل إنها تهدد أكثر من 30 ألف منزل فلسطيني بالهدم».

وأضاف أن «هدم إسرائيل للمنازل والاستيلاء على أراضي الفلسطينيين يمنحها مناطق نفوذ واسعة لإقامة مسطحات سكنية يهودية».

وذكر الصانع أن الاحتلال أقام أكثر من 120 مدينة يهودية في النقب منذ النكبة.‏

تويتر