واشنطن تؤكد تحالفها الاستراتيجي مع إسرائيل رغم «أزمة» الاستيطان
أكدت واشنطن أن التوتر الفعلي الذي يشوب حالياً العلاقات الاميركية-الإسرائيلية بسبب ازمة الاستيطان الاخيرة لا يهدد التحالف الاستراتيجي الوثيق القائم بين البلدين، وفيما طلب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو عقد لقاء مصالحة مع نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، اعتبر وزير الخارجية ليبرمان ان الازمة الدبلوماسية الخطيرة بين اسرائيل والولايات المتحدة والناجمة عن سياسة الاستيطان سيتم تجاوزها، وانتقد بشدة المجتمع الدولي.
وفي التفاصيل قال المتحدث باسم الخارجية الاميركية فيليب كراولي أول من أمس، إن اسرائيل «حليف استراتيجي وستبقى كذلك». واضاف انه رغم مسألة الاستيطان التي كانت وراء ازمة الثقة بين البلدين، فإن «التزامنا بامن اسرائيل يبقى قائماً ولا يمكن ان يتزعزع»، وذلك في إشارة الى الملف النووي الايراني. واتت هذه التصريحات بعد سيل الانتقادات التي انهمرت على رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، المتهم من جانب ادارة اوباما بـ«تقويض» الجهود التي تبذلها الاخيرة من اجل إعادة احياء عملية السلام في الشرق الاوسط. والسبب في هذا التوتر بين البلدين هو قرار اعلنته الحكومة الإسرائيلية، في خضم زيارة نائب الرئيس الاميركي الى المنطقة الاسبوع الماضي، يقضي بالسماح ببناء 1600 وحدة سكنية استيطانية في القدس الشرقية المحتلة، ما أشعل فتيل ازمة غير مسبوقة. وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن نتنياهو طلب عقد لقاء مصالحة مع جو بايدن خلال زيارته لواشنطن الأسبوع المقبل.
وقالت الصحيفة إن هذا الطلب يأتي عقب إعلان اسرائيل عن مشروع البناء الاستيطاني الجديد في حي رمات شلومو شمال القدس، تزامناً مع زيارة بايدن لاسرائيل والذي فجر الأزمة الحالية مع واشنطن.
من جهته اعتبر وزير الخارجية الاسرائيلي ان الازمة الدبلوماسية الخطيرة بين اسرائيل والولايات المتحدة، الناجمة عن سياسة الاستيطان اليهودي في القدس سيتم تجاوزها. وقال ليبرمان للاذاعة العامة الإسرائيلية إن الامور ستهدأ لانه ليس للولايات المتحدة ولا إسرائيل مصلحة في التصعيد». وقال ليبرمان إن «الفلسطينيين والعرب، بمنفي ذلك عرب اسرائيل، يبحثون عن ذرائع لتأجيج العنف، لكننا نسيطر على الوضع». وانتقد بشدة المجتمع الدولي غداة إجرائه مكالمة هاتفية مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون. وقال ليبرمان للصحافيين في القدس «تحادثت ليلة (الاثنين) مع بان كي مون ويبدو لي ان المجتمع الدولي لا يتجاوب تماماً مع الاجراءات التي اتخذتها اسرائيل خلال السنة الماضية».
واتصل ليبرمان ببان كي مون الذي من المقرر أن يقوم بزيارة إلى اسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة نهاية الشهر الجاري، في إطار جولة يجريها في سياق اجتماع اللجنة الرباعية حول الشرق الأوسط المقرر في موسكو.