كابول تحذر من تحديد موعد لانسحاب القوات الأجنبية
قال الموفد الدولي الخاص السابق الى افغانستان كاي إيدي أمس، إن اعتقال قياديين كبار من حركة طالبان في باكستان أغلق قناة اتصالات سرية للامم المتحدة مع الحركة، فيما حذرت الحكومة الأفغانية من تحديد الدول الأجنبية لموعد لسحب قواتها من أفغانستان.
وفي مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية (البي بي سي) أكد ايدي الذي استقال من منصبه في وقت سابق الشهر الجاري ولأول مرة انه اجرى محادثات مع مسؤولين بارزين من طالبان بدأت قبل نحو عام.
وقال إن محادثات مباشرة جرت مع «شخصيات بارزة في قيادة طالبان» في الخارج وأماكن اخرى، مضيفاً انه يعتقد ان زعيم الحركة الملا عمر اعطى الضوء الاخضر للعملية. وأكد الدبلوماسي النرويجي للاذاعة «بالتأكيد التقيت بقادة من طالبان خلال فترة وجودي في افغانستان».
وقال «كان الاتصال الاول على الارجح في الربيع الماضي ثم جاءت العملية الانتخابية حيث تراجع التحرك».
وأوضح ان الاتصالات عادت مع انتهاء العملية الانتخابية وتسارعت وتيرتها حتى وقت معين قبل اسابيع قليلة. وكان يشير بذلك الى اعتقال قادة كبار من طالبان في باكستان في الاسابيع الاخيرة الماضية، في خطوة رحبت بها الولايات المتحدة كدليل على تزايد الارادة في باكستان لمطاردة قادة المتمردين الافغان. لكن الدبلوماسي قال ان الاعتقالات كان لها اثر «سلبي» في مساعي ايجاد حل سياسي للحرب المستمرة منذ ثمانية اعوام، ملمحاً الى ان باكستان حاولت عمداً تقويض المفاوضات. وأكد ان هناك العديد من قنوات الاتصال مع طالبان، بما فيها مع ممثلين للرئيس الافغاني حامد كرزاي. وأوضح ان هذه الاتصالات كانت «في مراحلها الأولى، وحديث عن مفاوضات»، مضيفاً انه سيمر وقت طويل قبل الوصول الى ثقة كافية بين الطرفين للمضي قدماً. وقال ان «تأثيرها (الاعتقالات) بشكل عام كان بالتأكيد سلبياً في امكاناتنا لمواصلة العملية السياسية التي اعتبرناها ضرورية في ذلك المفصل بشكل خاص». وأضاف ايدي «ان الباكستانيين لم يقوموا بالدور الذي كان عليهم القيام به. لابد انهم كانوا يعلمون بالأمر»، وأعرب عن اعتقاده أن اعتقال هؤلاء الأشخاص لم يكن مصادفة. واعتقل القيادي العسكري في طالبان الملا عبدالغني بارادار الشهر الماضي في مدينة كراتشي الباكستانية، في ما وصفته وسائل الاعلام الاميركية بعملية مشتركة مع جواسيس اميركيين. وترددت انباء عن اعتقال قياديين بارزين آخرين كبار من طالبان في باكستان أخيراً. ورداً على سؤال حول مستوى التمثيل في المحادثات قال ايدي «التقينا شخصيات بارزة في قيادة طالبان» كما التقينا اشخاصاً مخولين من «شورى كويتا» بإجراء مثل تلك المحادثات. و«شورى كويتا» مجلس قيادة طالبان، ويحمل اسم مدينة كويتا الباكستانية التي يعتقد انها مركز كبار اعضاء الحركة. وفي كابول حذر مستشار كرزاي للأمن الوطني رانجين دادفار سبانتا، من تحديد موعد لانسحاب القوات الأجنبية من بلاده. وقال في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية «د.ب.أ» أمس، «إذا تحدثنا اليوم عن موعد سحب القوات الأجنبية قبل التوصل للشروط والظروف المنشودة فسيعني هذا أننا نسير في الاتجاه الخطأ». وأوضح أن الأفغان سيعتبرون ذلك سحباً للقوات قبل أن تقف أفغانستان على قدميها، بينما ستنظر حركة طالبان إلى تحديد موعد لسحب القوات الأجنبية على أنه مؤشر للانتظار لمدة عام أو عامين تمهيداً للانقضاض على السلطة والإطاحة بها. وحول مفاوضات السلام قال سبانتا الذي كان يشغل في الماضي منصب وزير الخارجية، إنها لن تقتصر على مقاتلي حركة طالبان وإدماجهم في المجتمع أو مقاتلي تنظيم القاعدة وإنما ستصبح المفاوضات خياراً ضمن منظومة للدفاع عن بلادنا والعيش في سلام. وأكد أهمية دور باكستان في عملية المصالحة بالنظر إلى نفوذها القوي على «طالبان».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news