أوباما: طهران قررت عزل نفسها
قال الرئيس الأميركي باراك اوباما، إن قادة طهران اتخذوا قرار عزل انفسهم، بعد عام على عرضه تجاوز الخلافات المستمرة منذ 30 عاما بين البلدين، مؤكدا في الوقت نفسه أن الباب يبقى مفتوحا للحوار مع ايران، مشددا على انه سيعمل على توفير شبكة الانترنت للايرانيين «من دون خوف من الرقابة».
وبعد عام من «البداية الجديدة» مع ايران، انتهز اوباما فرصة السنة الإيرانية الجديدة، أمس، ليؤكد ان الباب يبقى مفتوحا للحوار، لكنه توجه الى الشعب الايراني اكثر من القادة في طهران.
وقال اوباما في فقرات من خطابه نشرها البيت الأبيض «على الرغم من استمرار وجود خلافات مع الحكومة الإيرانية، نبقى على التزامنا بمستقبل افضل للشعب الإيراني».
وكرر اوباما الفكرة التي تطرح دائماً في الوقت الراهن بأن ايران فشلت في تنفيذ التزاماتها بشأن برنامجها النووي، لذلك تجب محاسبتها من قبل القوى الكبرى التي تسعى الى فرض عقوبات اقسى عليها.
وقال مسؤول اميركي في جلسة خاصة، ان الرئيس اوباما مازال حريصا على الا يقف في صف اي من الاطراف في النزاع السياسي الداخلي للقيادة الايرانية، معترفاً في الوقت نفسه بأن رسالته تعكس تغيراً طفيفاً في خطاب واشنطن حيال طهران.
وعرض اوباما مزيداً من البرامج التعليمية من شأنها ان تتيح للشبان الإيرانيين التوجه الى الولايات المتحدة للدراسة فيها.
وشدد على اهمية الانترنت للحد من جهود حكومة طهران في قمع المعارضين وعلى دور اكبر للولايات المتحدة لضمان استمرار الاتصالات عبر الانترنت داخل ايران. ووعد اوباما بأن تعمل الولايات المتحدة «على ضمان ان يتمكن الإيرانيون من الحصول على الوسائل المعلوماتية وتقنية الانترنت التي ستجعلهم قادرين على الاتصال في ما بينهم ومع العالم من دون خوف من الرقابة».
وكانت واشنطن قررت مطلع الشهر الجاري، السماح بتصدير المعدات المرتبطة بالإنترنت من اجل استخدام الشبكة والعمل عليها في ايران لضمان اتصال الإيرانيين في ما بينهم لا تعرقله الحكومة.
ويستخدم مؤيدو المعارضة في ايران مواقع التواصل الاجتماعي مثل «تويتر» و«فيس بوك» و«يوتيوب» التي تملكها «غوغل»، في جهودهم للاتصال في ما بينهم بعد النزاع على نتائج الانتخابات الرئاسية.
وفي الفقرات التي نشرها البيت الأبيض من خطابه، اشار اوباما الى عرضه الحوار مع ايران.وقال «خلال السنة الماضية اختارت الحكومة الإيرانية ان تعزل نفسها واختارت التركيز بشكل هدام على الماضي بدلاً من الالتزام ببناء مستقبل افضل».
واضاف «لكن عرضنا من اجل اتصالات دبلوماسية شاملة وحوار مازالا قائمين».
واكد انه تجب «محاسبة» الحكومة الإيرانية لأنها رفضت تنفيذ التزاماتها بشأن برنامجها النووي. وأوضح ان السياسة الأميركية موضوعة لتحريك «قوس التاريخ باتجاه العدالة». وربط اوباما بين مصير الشعب الايراني والارث التاريخي للولايات المتحدة، مؤكدا ان واشنطن تريد تشجيع الايرانيين على اثراء العالم عبر المبادلات الثقافية والتعليمية. وقال «انه المستقبل الذي نبحث عنه وهذا ما تؤيده اميركا».
ويأتي خطاب اوباما بينما تبذل الولايات المتحدة جهوداً كبيرة لحشد تأييد لفرض عقوبات دولية على ايران بشأن برنامجها النووي.