«قمة القدس» تحدد الموقف العربي إزاء تطورات التسوية
توافد القادة العرب أمس، الى مدينة سرت الليبية لحضور القمة العربية التي تبدأ اليوم، وتم التوافق على تسميتها «قمة دعم صمود القدس»، فيما صاغت لجنة متابعة مبادرة السلام العربية في اجتماعها امس الموقف العربي إزاء تطورات مسيرة التسوية.
ووصل صاحب السمو الشيخ سعود بن راشد المعلا، عضو المجلس الأعلى حاكم أم القيوين، أمس، الى ليبيا ليترأس وفد الدولة المشارك في الدورة الثانية والعشرين للقمة العربية العادية التي تعقد اليوم وغدا في سرت. ويضم الوفد الرسمي المرافق لصاحب السمو حاكم أم القيوين، سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية.
وبحثت لجنة المتابعة أمس، في حضور الامين العام للامم المتحدة بان كي مون والرئيس الفلسطيني محمود عباس، الموقف الذي سيتبناه القادة العرب إزاء عملية التسوية التي تبذل الولايات المتحدة جهوداً لاعادة اطلاقها، ولكن شكوكاً كبيرة تحيط بامكان نجاحها. وقال الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى، في ختام الاجتماعات الوزارية التحضيرية للقمة مساء الخميس إن لجنة متابعة مبادرة السلام العربية ستناقش الموقف الذي سيتخذه العرب في حالة فشل الجهود الاميركية والدولية لوقف الاستيطان الاسرائيلي، معتبراً ان «احتمالات الفشل اكبر بكثير».
وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، للصحافيين ان عباس سيعرض على القمة العربية آخر ما وصله من الادارة الاميركية بشأن الاتصالات التي تجريها الاخيرة مع إسرائيل لوقف الاستيطان. وأعلن الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابوردينة أن مبعوث الادارة الاميركية ديفيد هيل، ابلغ الرئيس الفلسطيني خلال لقاء في عمان مساء الخميس أنه لم يتم التوصل بعد الى اتفاق بين الرئيس اوباما ونتنياهو لوقف الاستيطان في القدس والضفة الغربية من اجل استئناف المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي. لكن ابوردينة اوضح ان هيل أكد للرئيس الفلسطيني ان الادارة الاميركية «ستستمر في جهودها وستبقي الاتصالات الفلسطينية الاميركية مستمرة».
واتفق وزراء الخارجية العرب الخميس على مشروع قرار سيعرض على القمة لاقراره، يتضمن خطة لدعم صمود القدس. واضافة الى دعم مالي قدره 500 مليون دولار سيخصص لضمان بقاء المقدسيين على اراضيهم. وأوضح وزير الخارجية الفلسطيني للصحافيين انه تم الاتفاق على إنشاء مفوضية للقدس تتبع الأمانة العامة للجامعة العربية، والتوجه لمحكمة العدل الدولية إما مباشرة أو من خلال جلسة خاصة للجمعية العمومية للأمم المتحدة من أجل تأكيد عدم شرعية الاستيطان الاسرائيلي في القدس، ونزع أي صفة قانونية عن كل الانتهاكات الاسرائيلية، بما فيها هدم منازل المقدسيين.
وقال المالكي إن وزراء الخارجية العرب ناقشوا كذلك إمكان عقد مؤتمر دولي خاص بالقدس.
واكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي، انه «كان هناك توافق بين وزراء الخارجية العرب على تسمية قمة سرت بـ«قمة دعم صمود القدس».
ولم تعلن السعودية بعد مستوى تمثيلها، غير أن وزير خارجيتها سعود الفيصل شارك في الاجتماعات الوزارية الخميس. ولن يشارك الرئيس المصري لاسباب صحية في القمة التي يغيب عنها كذلك الرئيس اللبناني ميشال سليمان.
ويترأس العقيد معمر القذافي، القادة العرب لاول مرة في بلاده. وستسعى ليبيا التي ستترأس الجامعة العربية لمدة عام الى زيادة صلاحيات رئاسة القمة العربية. وقال مصدر دبلوماسي عربي لوكالة فرانس برس إن ليبيا ستعرض على القمة منح المزيد من الصلاحيات لرئاسة القمة.
كما أكد نائب وزير الخارجية الليبي محمد الطاهر سيالة لفرانس برس أن «ليبيا تتحدث دائماً عن تطوير المنظومة العربية وعمل الجامعة»، وهي لذلك تسعى الى تفعيل مجلس الامن والسلم، بحيث تصبح هناك آليات لصلاحيات الرئاسة وليس ان تكون (محصورة) في اجتماع قمة يعقد وينفض.
واشار المصدر الدبلوماسي العربي الى ان ليبيا ستقترح إنشاء مفوضية عربية على غرار المفوضية الاوروبية وتلك الافريقية، مع تعيين وزير عربي للشؤون الخارجية واستحداث منصب مسؤول مكلف الدفاع.