صورة وظلال
إياد علاوي.. علماني قومي منقذ للعراق
فازت كتلة القائمة العراقية بقيادة رئيس الوزراء العراقي السابق إياد علاوي بالانتخابات العراقية، حيث حصلت على 91 مقعدا مقابل 89 مقعدا لائتلاف دولة القانون بقيادة رئيس الوزراء نوري المالكي.
وأعلن علاوي الذي درس الطب في جامعة بغداد وأول رئيس للوزراء في العراق بعد انتهاء مهمة حاكمه بعد الغزو بول بريمر، أنه منفتح على الحوار مع جميع الكتل والقوى الاخرى، وأنه شرع في اتصالاته ومشاوراته السياسية لتشكيل الحكومة الجديدة.
ولد الدكتور علاوي في حي الأعظمية في بغداد ،1946 وكان أبوه الطبيب هاشم حسين علاوي من أوائل استشاريي طب الأمراض الصدرية ومؤسس مستشفى أمراض التدرن في العراق في ثلاثينات القرن الماضي.
ويشهد عراقيون ومحللون سياسيون بأنه خلال فترة رئاسته للحكومة تخلص العراق من 80٪ من ديونه وأنه عارض قرارات بريمر حل الشرطة والجيش ورفض تكوين أي ميليشيا للقتل والترويع ولكن فترة حكمه كانت قصيرة لم يتمكن خلالها من بناء العراق. وكان علاوي العلماني النزعة، عضواً في حزب البعث عام 1958 قبل أن يختلف مع الرئيس العراقي احمد حسن البكر ونائبه صدام حسين حينها، ويترك العراق إلى بيروت عام ،1971 ليغادرها في العام التالي إلى لندن لإكمال الدراسات العليا ثم استقال من حزب البعث عام ،1975 ليتابع شؤون تنظيم سري كان قد أنشأه قبل ذلك بعام. وتعرض لمحاولة اغتيال في فبراير ،1978 واستمر في تطوير التنظيم السري حتى أعلن عنه في بيروت عام ،1990 تحت مسمى حركة الوفاق الوطني العراقي، حيث انتخب أمينا عاما لها في العام التالي.
وتم اختيار علاوي عام ،2003 في مجلس الحكم العراقي الذي أسسته القوات الغازية للعراق قبل ان يتم تعيينه من قبل ما كان يسمى سلطة الائتلاف المؤقتة برئاسة بريمر وبقرار من الأمم المتحدة رئيساً للوزراء في أول حكومة مؤقتة في العراق.
ويقول عنه بعض مؤيديه إن علمانيته وأفكاره القومية العروبية البعيدة عن الطائفية في صفوف المثقفين والسياسيين تسير سريان الشعاع الذهبي للشمس فمنبعه عراقي ومصبه إنساني، ولا فرق لديه بين زيد وعمر إلا بمقدار الوعي والإيمان. وفي هذا السياق يقول الدكتور حميد فاضل، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد «أعتقد أن علاوي أصبح رقماً صعباً والمشهد العراقي حاليا مفتوح على كل الاحتمالات، وعلاوي لا يرغب في التحالف مع كتلة المالكي الذي تبدو فرصه ضعيفة في استمالة القوى الأخرى، وعليه اعتقد ان المالكي لن يكون رئيسا للحكومة المقبلة، وأن علاوي هو المرشح المرجح لذلك».
من جهته، يرى أستاذ ثان للعلوم السياسية في الجامعة ذاتها، وهو الدكتور حسين حافظ، أن حظ علاوي سيكون عظيماً وسيستمر طويلاً في الحكم لأنه سيتجه إلى البناء والإعمار وسينال ثقة الناس الذين سيعتبرونه منقذا، لأن النجاح الكبير الذي حققته قائمته عكس سخط الشارع العراقي إزاء البرامج التي طرحتها الأحزاب والكتل الدينية وأظهر رغبة الشارع العراقي في التغيير.
ويتساءل مراقبون، كيف يمكن أن يصبح علاوي الذي انشق عن النظام البعثي للبكر وصدام حسين وعاد الى العراق مع غزوه منقذا حقيقيا له ومحل آمال العراقيين في التخلص من العنف والطائفية والفساد والانتقال بهم الى حياة طبيعية ذات مستوى كريم من العيش؟ وهل بلغ العراق حقا مرحلة اصبح فيها في أمسّ الحاجة إلى رجل قومي عربي علماني غير طائفي مثل علاوي؟
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news