تأكيد سيادة الإمارات على جزرها الثلاث ودعمها في قضية المبحوح
«إعلان سرت»: قمة استثنائية نهاية العام ورهن المفاوضات بالاستيطان وخطة لإنـقاذ القدس
اختتم القادة العرب، أعمال قمتهم الـ 22 في مدينة سرت الليبية، حيت ترأس وفد الدولة صاحب السمو الشيخ سعود بن راشد المعلا، عضو المجلس الأعلى حاكم أم القيوين، نيابة عن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، بالاعلان عن عقد «قمة عربية استثنائية» أواخر العام، لبحث مشروع إنشاء رابطة الجوار العربي وتطوير الجامعة. في البيان الختامي «إعلان سرت» أكد القادة تمسكهم بالتضامن العربي وتكريس لغة الحوار، ورهنوا استئناف المفاوضات بوقف الاستيطان، وأقروا خطة تحرك عربية لإنقاذ مدينة القدس، وتضمن البيان تأكيد السيادة الاماراتية المطلقة على جزرها الثلاث، واستنكار استمرار احتلال إيران لها، كما دان جريمة اغتيال القيادي في حركة المقاومة الاسلامية «حماس» محمود المبحوح واعتبرها انتهاكاً لسيادة وأمن دولة الإمارات.
وتفصيلاً، أعلن الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى في الجلسة الختامية للقمة العربية انه تقرر عقد قمة عربية استثنائية اواخر هذا العام، لبحث مشروع انشاء رابطة الجوار العربي، وتطوير الجامعة العربية. وأوضح موسى أن القادة العرب طلبوا منه تقديم تقرير حول اقتراحه سيتم تدارسه خلال القمة الاستثنائية. وقال موسى، في كلمة مقتضبة، إن القادة العرب بحثوا ستة موضوعات تتعلق بالقدس وتطوير العمل العربي المشترك ومكان انعقاد القمة المقبلة وزيادة موازنة الجامعة العربية. وأضاف: هناك قرارات صدرت في ما يتعلق بآلية دول الجوار واللجنة الثلاثية لحل أزمة العمل العربي ومبادرة السلام، مشيراً إلى أن القمة كان يسودها التفاهم، دون وجود خلافات في وجهات النظر، إنما تم التعرض بالبحث للنزاع العربي الاسرائيلي. وقال إن القادة العرب تنازلوا عن كلماتهم التي كانوا سيقومون بالقائها في الجلسة الختامية، وذلك لاعطاء مزيد من الوقت للمشاورات بينهم في تجاه التطورات الموجودة على الساحة. وقال موسى إن الاجتماعات المغلقة شهدت زخماً.
واتفق القادة في البيان الختامي «إعلان سرت»، على تمسكهم بالتضامن العربي ممارسة ونهجاً، والسعي لإنهاء أية خلافات عربية، وتكريس لغة الحوار بين دولهم لإزالة أسباب الخلاف والفرقة، مؤكدين اعتماد نهج لمعالجة الخلافات العربية، وفقاً لمقترح مقدم من قبل سورية. كما اتفقوا على مواصلة الجهود الرامية إلى تطوير وتحديث جامعة الدول العربية ومؤسساتها ودعمها بوصفها الإدارة الرئيسة للعمل العربي المشترك.
ووجه القادة العرب بتطوير منظومة العمل العربي المشترك، وفقاً للمبادرتين الليبية واليمنية، معلنين اتفاقهم على قيام البرلمان العربي الدائم، وتطوير مجلس السلم والأمن العربي وآليات عمله، بما يمكّنه من أداء مهامه على أكمل وجه.
وأكد البيان الختامي لقمة سرت السيادة الإماراتية المطلقة على الجزر الثلاث، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى، واستنكر استمرار احتلال ايران لها وانتهاك سيادة دولة الامارات، بما يؤدي الى تهديد الامن والسلم بالمنطقة، ودان المناورات العسكرية الايرانية التي تشمل الجزر الثلاث، مطالباً ايران بترجمة ما تعلنه عن رغبتها في تحسين العلاقات مع الدول العربية الى خطوات عملية ملموسة، بالاستجابة الى حل النزاع حول الجزر بالطرق السلمية ووفق الاعراف الدولية، وطلب البيان من الزعيم الليبي معمر القذافي، الاستمرار في بذل مساعيه لدى كل من إيران والامارات للقبول بإحالة القضية الى محكمة العدل الدولية.
وتضمنت البيان الختامي خطة تحرك عربية لإنقاذ القدس بدعوة المجتمع الدولي، خصوصاً مجلس الأمن والاتحاد الاوروبي واليونسكو لتحمل المسؤولية في الحفاظ على المسجد الاقصى، وتكليف المجموعة العربية في نيويورك بطلب عقد جلسة خاصة للجمعية العامة للأمم المتحدة، لإدانة الاجراءات الاسرائيلية بالقدس، وتشكيل لجنة قانونية في إطار جامعة الدول العربية لمتابعة توثيق عمليات التهويد ومصادرة الممتلكات العربية، بالاضافة الى رفع قضايا أمام المحاكم الوطنية والدولية ذات الاختصاص لمقاضاة اسرائيل قانونياً. وشدد القادة في بيانهم على عروبة مدينة القدس، ورفض كل الإجراءات الإسرائيلية التي تستهدف تهويد المدينة المقدسة، وطالبوا المجتمع الدولي برفع الحصار عن قطاع غزة، وفتح المعابر من وإلى القطاع.
ودعا القادة العرب الرئيس الاميركي باراك اوباما الى التمسك بموقفه المبدئي والاساسي الذي دعا فيه الى الوقف الكامل لسياسة الاستيطان في كل الاراضي المحتلة، بما في ذلك النمو الطبيعي وفي القدس الشرقية. واكد القادة رفضهم القاطع لسياسة الاستيطان المستمرة التي تمارسها اسرائيل في الاراضي الفلسطينية المحتلة، كما طالبوا اللجنة الرباعية بعدم قبول الحجج الاسرائيلية لاستمرار الاستيطان والاعتداءات المستمرة على القدس لتهويدهاً.
كما تضمن البيان الختامي للقمة قراراً بإدانة الارهاب بجميع أشكاله وصوره، وضرورة التفريق بين الارهاب والمقاومة المشروعة ضد الاحتلال، ورفض الخلط بين الارهاب والدين الاسلامي، والعمل على معالجة جذور الارهاب ودعوة دول العالم، خصوصاً بريطانيا والاتحاد الاوروبي، الى التعامل بجدية مع الاشخاص الداعمين للارهاب وابعادهم عن ارضيها وعدم منحهم حق اللجوء السياسي أو السماح لهم باستغلال مناخ الحرية لالحاق الضرر بأمن واستقرار الدول العربية.
لمعلا يلتقي القذافي على هامش القمة التقى صاحب السمو الشيخ سعود بن راشد المعلا، عضو المجلس الأعلى حاكم أم القيوين، الليلة قبل الماضية، العقيد معمر القذافي قائد الثورة الليبية، وذلك على هامش اجتماعات القمة العربية الـ .22 ونقل سموه تحيات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة إلى العقيد معمر القذافي، وتمنيات سموه لاعمال القمة العربية بالتوفيق والنجاح.
|
ودان البيان جريمة اغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح في دولة الامارات، باعتبارها انتهاكاً لسيادة وأمن الامارات، مع ادانة استغلال المزايا القنصلية التي منحت لرعايا الدول التي استخدمت جوازات سفرها في عملية الاغتيال.
وفي ما يتعلق بمبادرة السلام العربية أكد البيان الختامي ان السلام العادل والشامل هو الخيار الاستراتيجي، وان عملية السلام شاملة ولا يمكن تجزئتها، وان السلام لن يتحقق إلا من خلال الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الاراضي الفلسطينية والعربية المحتلة والتأكيد على ان دولة فلسطين شريك كامل في عملية السلام، وضرورة استمرار دعم منظمة التحرير الفلسطينية مع رفض المواقف الاسرائيلية بمطالبة الفلسطينيين بالاعتراف بيهودية الدولة والاعراب عن القلق من التراجع في الموقف الاميركي بشأن سياسة الاستيطان بالاراضي الفلسطينية المحتلة، ودعوة الرئيس الاميركي باراك أوباما للتمسك بموقفه بشأن الوقف الكامل لسياسة الاستيطان والتشديد على عروبة القدس، ومطالبة المجتمع الدولي برفع الحصار عن قطاع غزة وفتح المعابر من وإلى القطاع. وتضمن البيان الختامي التأكيد على حق الجماهيرية الليبية في الحصول على تعويضات عن ما أصابها من أضرار مادية وبشرية بسبب العقوبات التي فرضت عليها من جراء قضية لوكيربي.
وأكد القادة في بيانهم تضامنهم الكامل مع سورية ولبنان في مواجهة الاعتداءات والتهديدات الإسرائيلية، وتعهدوا بأن أي تعد على احدهما هو اعتداء على الأمة العربية كلها، وتعهدوا ايضاً بتوفير الدعم السياسي والاقتصادي للبنان، بما يحفظ الوحدة الوطنية اللبنانية، وبما يحفظ أمنه واستقراره.
وفيما يتعلق بالجولان المحتل فإن البيان الختامي تضمن التأكيد على دعم الدول العربية ومساندتها الحازمة لسورية في مطلبها باستعادة كامل الجولان المحتل والعودة إلى خط الرابع من حزيران 1967 استنادا إلى أسس عملية السلام وقررات الشرعية الدولية.
وحول الوضع في العراق أكد البيان الختامي أن التصور العربي للحل السياسي والامني لما يواجهه العراق يستند الى احترام وحدته وسيادته واستقلاله وهويته العربية والاسلامية، ورفض اي دعاوى إلى تقسيمه.
وحول الوضع في السودان أكد البيان الختامي التضامن مع السودان والرفض التام لاي محاولات تستهدف الانتقاص من سيادته، وان تكون الوحدة السودانية خياراً جاذباً، عملا بأحكام اتفاق السودان الشامل.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news