إسرائيل عززت إجراءاتها الأمنية في القدس بمناسبة عيد الفصح اليهودي. أ.ف.ب

إسرائيل: سـياسة واشنطن تـؤدي إلى تشــدد العـرب و«السلطة»‏

‏قال وزير بارز في الحكومة الإسرائيلية أمس، إن الضغوط التي تمارسها إدارة الرئيس الاميركي باراك اوباما على إسرائيل للحد من أنشطة الاستيطان ستؤدي إلى تشدد في سياسة العرب والسلطة الفلسطينية، في حين فرضت قوات الاحتلال قيوداً على الدخول إلى باحة الحرم القدسي بمناسبة عيد الفصح اليهودي.

وفي التفاصيل، وصف عضو مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر بيني بيغن، رؤية واشنطن إزاء القدس المحتلة بأنها مخالفة لما ارتأته الادارات الاميركية السابقة من ضرورة تسوية وضع المدينة من خلال التفاوض.

وقال بيغن لراديو اسرائيل «إنه أمر مزعج ومقلق بكل تأكيد، سيسفر هذا التغيير قطعاً عما هو عكس الهدف المعلن. سيؤدي الى تشدد في سياسة العرب والسلطة الفلسطينية».

وعبر آخرون في مجلس الوزراء المصغر المؤلف من سبعة أعضاء عن مخاوفهم بشأن ادارة اوباما. غير أن وزير الحرب الاسرائيلي ايهود باراك اليساري الوحيد في هذا المجلس اتخذ مساراً مختلفاً بشأن الخلاف مع الولايات المتحدة.

وقال «تبحث الإدارة الاميركية عن إجابة لسؤال ما اذا كانت اسرائيل تسير معها بحيوية وجدية نحو تفاهمات عريضة في العملية الدبلوماسية».

وأضاف «بعبارة أخرى محادثات مباشرة بشأن قضايا محورية. يزعج هذا السؤال الادارة الاميركية أكثر من المطالب المحددة التي لايزال يجري بحثها في الاتصالات بيننا».

ويوجه المجلس المصغر سياسة الحكومة ويهيمن عليه اليمينيون ومن بينهم رئيس الوزراء.

وبيني بيغن هو ابن رئيس الوزراء اليميني الراحل منـاحم بيغن وهو يعـارض إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية.

وأملاً في انقاذ مفاوضات السلام تسعى الولايات المتحدة إلى أن تبادر اسرائيل بلفتات لم تحددها تنم عن حسن النية تجاه الفلسطينيين.

وقال وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان لصحيفة معاريف إن ذلك يشمل «تجميد البناء في معظم المناطق اليهودية في القدس». وذكر اربع مستوطنات شرقية كمثال.

وأضاف ليبرمان «أنا واثق بأننا سنقنع الولايات المتحدة بأن هذا المطلب غير معقول».

وكانت العلاقات بين اسرائيل وواشنطن توترت قبل ثلاثة اسابيع اثر اعلان اسرائيل خطة لبناء 1600 وحدة استيطانية إضـافية في مناطـق في الضـفة الغربية، ضمتها اسرائيل للقدس المحتلة.

وطالب الفلسطينيون بالغاء المشروع الجديد قبل بدء أي محادثات سلام مع اسرائيل في ظل وساطة أميركية.

على صعيد آخر، فرضت الشرطة الاسرائيلية أمس قيوداً على الدخول الى باحة الحرم القدسي مع اقتراب عيد الفصح اليهودي.

كما قررت السلطات الاسرائيلية أيضاً اغلاق الضفة الغربية المحتلة حتى 6 ابريل المقبل «لدواع أمنية» بمناسبة عيد الفصح الذي بدأ احتفالاته الليلة الماضية، التي تنتهي مساء الخامس من أبريل المقبل.

وتأتي هذه القيود على حركة تنقل فلسطينيي الضفة الغربية، وهي قيود معهودة قبل كل عيد يهودي.

وأعلن الناطق باسم الشرطة الاسرائيلية ميكي روزنفيلد، أن السماح بدخول باحة الحرم القدسي سيحصر بالرجال الفلسطينيين الذين تفوق أعمارهم 50 عاماً ويحملون إقامة دائمة في القدس، ما يستثني سكان الضفة الغربية. وأضاف أن قرار المنع لا ينطبق على النساء المسلمات، ولكنه ينطبق بالمقابل على جميع الزوار غير المسلمين، من دون ان توضح الى متى سيستمر العمل بقرار المنع هذا.

وكانت باحة الاقصى وشوارع البلدة القديمة في القدس المحتلة شهدت منتصف مارس الجاري مواجهات عنيفة على خلفية سياسية-دينية بين متظاهرين فلسطينيين والقوات الاسرائيلية اسفرت عن عشرات الجرحى في صفوف الفلسطينيين و15 جريحاً في صفوف القوات الاسرائيلية.

وكان ضابط في الشرطة الإسرائيلية أعلن أول من أمس، أن الآلاف من عناصر الشرطة سينتشرون في القدس.

وقال الضابط ان «الشرطة لن تسمح بحصول اي تظاهرة أو أي إخلال بالنظام العام من جانب اي كان، سواء من جانب متطرفي اليمين الاسرائيلي أو من جانب مسلمين متطرفين».

عواصم ــ وكالات‏

الأكثر مشاركة