الاستيطان يشوّه طبيعة «وادي قانا»
لا يمر يوم إلا ويتعرض فيه سكان وادي قانا (شمال غرب بلدة دير استيا) في مدينة سلفيت الفلسطينية لاعتداءات المستوطنين الذين يخربون أراضيهم الزراعية بحماية الجيش ويسرقون أنابيب ري المزروعات، بينما تمنع سلطة البيئة الإسرائيلية المواطنين من الزراعة في هذه المنطقة في الوقت الذي تُبنى فيه المستوطنات على قمم جبالها. فيما يقوم جيش الاحتلال بإغلاق وادي قانا أمام السكان حسب مزاجه بدعوى تأمين الحماية لمجموعات المستوطنين للتنزه بالوادي إلا أن ذلك يدفع المستوطنين للاعتداء على أراضي الفلسطينيين.
ويحيط وادي قانا الواقع على امتداد ثمانية جبال كبيرة تسع مستوطنات مقامة على تلك الجبال والتي تسببت في تشويه طبيعة الوادي الخلابة، والتهمت مساحات كبيرة من أراضيه ولم يتبق سوى عشرات الدونمات الزراعية التي لا تسلم من اعتـداءات المستوطنين.
وقال رئيس بلدية دير استيا نظمي سلمان لـ«الإمارات اليوم» في اتصال هاتفي «إن أطماع الاحتلال في الوادي بدأت عام ،1979 عندما أعلن الحاكم العسكري الإسرائيلي أن الوادي منطقة عسكرية مغلقة وعمل المحتل بعدها على تهجير الفلسطينيين من المنطقة على مراحل». وأضاف «في بداية الثمانينات بدأ الاستيطان في وادي قانا وكانت مستوطنة (ياكير) هي أولى المستوطنات التي أقيمت على جبال قانا عام ،1980 وحتى يتم توصيل الخدمات لها من الوادي تم مد خطوط مياه منه إلى المستوطنة كما تم ربطها بمستوطنة (كرنيه شمرون) المطلة على الوادي».
وتوسعت المستوطنات التي تحيط وادي قانا بحسب سلمان، حتى بلغ عددها تسعاً، ما بين كبيرة وبؤر استيطانية. فمستوطنتا «عمانوئيل» و«نوف قانا» تمتدان من غرب الوادي إلى «نفيه مناحم»، وتجمع شمرون الذي يضم «جينات شمرون» و«كرنيه شمرون» وحتى «الماتان» في الجهة الشرقية أما من الجهة الجنوبية لقانا، فتقام مستوطنات «نوفيم» و«ياكيرأ» و«ياكيرب».
وأوضح رئيس بلدية دير استيا، أن سكان وادي قانا يتعرضون لمضايقات يومية من قبل المستوطنين، متمثلة في اقتلاع أشجارهم وحرق المحاصيل الزراعية إضافة إلى مصادرة الأراضي داخل الحدود الأمنية للمستوطنات حيث وضع اسرائيليون أسلاكاً شائكة حول المناطق الزراعية المحيطة ومنعوا السكان الفلسطينيين من الوصول إليها. وأشار إلى أن الاحتلال يمنع إحداث أي تغييرات في وادي قانا أو البناء فيه منذ عام ،1982 حيث تزعم سلطة البيئة الإسرائيلية أن أعمال الزراعة واستصلاح الأراضي مساس بالبيئة فتمنع وتغرم كل من يقوم بذلك في الوقت الذي تلتهم فيه المستوطنات مساحات كبيرة من أراضي قانا.
وبين سلمان أن وادي قانا يأتي في المنطقة المصنفة (ج) حسب اتفاقية أوسلو حيث تعتبر سلطة الأراضي الإسرائيلية أن أي أحراش فيه هي ملك عام للدولة. ويواجه وادي قانا بحسب سلمان، معاناة مريرة منذ 20 عاما متمثلة في تدفق المياه العادمة من المستوطنات وأولها مستوطنة عمانوئيل إلى وادي قانا، ما تسبب في تلوث المياه الجوفية والعذبة في الوادي كما دفع عشرات السكان إلى ترك المنطقة والسكن داخل بلدة دير استيا. وأشار رئيس بلدية دير استيا، إلى أن الاحتلال لم يكتفِ بسياسة التهجير وإغلاق الوادي أمام الفلسطينيين حتى أطلق مئات الخنازير البرية من المستوطنات في أحراشه لتدمير المزروعات والاعتداء على المزارعين.
ولفت إلى أن منطقة وادي قانا تفتقر إلى وجود خطوط كهرباء أو مياه، حيث يعتمدون في توصيل المياه إلى منازلهم على الينابيع، أما الكهرباء فيعتمدون في الحصول عليها على المولدات الكهرباء المخصصة لتشغيل مضخات مياه الوادي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news