شهيد في تظاهرات يوم الأرض.. والاحـــــــتلال يهدّد غزة
استشهد فتى فلسطيني وأصيب 11 من الفتية والأطفال بينهم طفل حالته خطيرة، بنيران الجيش الاسرائيلي، خلال تظاهرات لإحياء ذكرى يوم الأرض في قطاع غزة. وفيما هدد الاحتلال بعملية عسكرية في القطاع، وفيما دعت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) الى المواجهة، أكدت حركة فتح تمسكها بـ«المقاومة السلمية»، على الأرض جنبا إلى جنب مع الحراك السياسي الرافض لاستئناف المفاوضات في ظل الاستيطان.
وفي التفاصيل، قال مدير عام الاسعاف والطوارئ في وزارة الصحة الطبيب معاوية حسنين، لوكالة «فرانس برس» انه «استشهد الفتى محمد زيد اسماعيل الفرماوي (15 عاماً) برصاص قوات الاحتلال عندما اقترب من السياج الفاصل قرب مطار غزة الدولي في شرق رفح». وكان الفتى من بين عشرات من الفلسطينيين شاركوا في تظاهرة في رفح اقتربت من السياج الحدودي بين اسرائيل وقطاع غزة في ذكرى يوم الأرض الذي يحييه الفلسطينيون في 30 مارس. واكد حسنين ان 11 مواطناً فلسطينياً معظمهم فتية واطفال اصيبوا برصاص الجيش الاسرائيلي خلال مشاركتهم في تظاهرة في ذكرى يوم الارض شرق خان يونس، في جنوب القطاع، وفي المغازي. ومن بين الجرحى الذين نقلوا الى مستشفى ناصر، وصف مصدر طبي حالة الطفل رائد ابوناموس البالغ من العمر تسع سنوات، بأنها خطيرة جداً حيث اصيب برصاصة في الرأس.ووصلت التظاهرة التي شارك فيها مئات المواطنين الى المنطقة الحدودية شرق بلدة عبسان، حيث رشق الفتية بالحجارة الجنود الاسرائيليين المتمركزين قرب الحدود منذ ايام عدة.
وأكدت حركة حماس التى تسيطر على قطاع غزة، في بيان لها في ذكرى يوم الأرض «ليكن يوم الأرض تجسيدا للالتفاف الجماهيري حول خيار المقاومة في مواجهة المخططات الصهيونية، دفاعاً عن الأرض والعرض والمقدسات، وتجسيداً للتمسك بحقوق وثوابت شعبنا وعلى رأسها حق العودة لكل اللاجئين الفلسطينيين الذين شردوا من ارضهم وديارهم بفعل العدوان الصهيوني». ودعت «حماس» «الى اعتماد استراتيجية عربية عملية وفاعلة لمواجهة التحديات ومواجهة الغطرسة الصهيونية والعدوان المتواصل على الأرض والمقدسات».
وشهدت معظم المناطق في قطاع غزة تظاهرات عدة تنظمها الفصائل الفلسطينية والفعاليات الوطنية للذكرى الـ34 ليوم الأرض. وانطلق مئات المتظاهرين بينهم عشرات النساء في تظاهرة سلمية نظمتها هيئة العمل الوطني التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية باتجاه حاجز نحال عوز الاسرائيلي في منطقة الشجاعية شرق مدينة غزة. ووقعت مواجهات بين المتظاهرين الفلسطينيين وجنود اسرائيليين شرق غزة قرب معبر المنطار من دون وقوع اصابات.
ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها «الأرض لنا.. والعودة للاجئين». وقام عشرات الاطفال بزرع عشرات شتلات الزيتون في اراضي عائلة السموني التي جرفتها القوات الاسرائيلية خلال حربها على غزة قبل اكثر من عام في منطقة الزيتون جنوب شرق مدينة غزة. ورفع الاطفال في هذه الفعالية التي نظمتها وزارة الزراعة في الحكومة المقالة لافتات كتب عليها «في يوم الأرض حق العودة لا عودة عنه.. الأرض عنوان وجودنا» و«ازرع فلن يقهرك الجدار ولا الحصار».
وقال وكيل الوزارة حسن ابوعيطة في مؤتمر صحافي «جئنا لنثبت للعدو ان مغتصباته وتوسعة البناء في الجدار العنصري سيزول عما قريب». وتابع ان زراعة اشجار الزيتون «ضمن فعاليات احياء ذكرى يوم الارض».
من جهة اخرى، ذكر الموقع الالكتروني لصحيفة «يديعوت احرونوت» الاسرائيلية ان جيش الاحتلال سيبدأ عمليات ضد فصائل المقاومة الفلسطينية بعد انتهاء الأعياد اليهودية، مشيرة الى ان قيادة الجيش تتعرض لضغوط كبيرة من ضباط في قيادة المنطقة الجنوبية لتوجيه ضربات الى البنى التحتية لأجهزة المقاومة الفلسطينية.
وذكرت مصادر عسكرية إسرائيلية أن صاروخاً محلي الصنع أطلق امس على منطقة استيطانية في النقب الغربي من قطاع غزة، من دون الإبلاغ عن وقوع إصابات أو أضرار. من ناحية أخرى، قال جهاد جبريل أحد أفراد المجموعة التابعة لكتائب الجناح العسكري للجبهة الشعبية القيادة العامة، إن المدفعية الإسرائيلية المتمركزة على تخوم القطاع أطلقت الليلة الماضية صاروخ أرض ـ أرض مستهدفة مجموعة مقاومين فلسطينيين في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة. وأضاف أن المقاومين نجوا من القصف حيث سقط الصاروخ قرب مدرسة عمر بن الخطاب إلى الشمال من بلدة بيت لاهيا، مشيرا إلى أن حريقاً نشب في احدى الغرف المدرسية من دون وقوع إصابات.
وفي رام الله أكدت حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس امس تمسكها بالمقاومة السلمية، مطالبة إسرائيل بالإفراج الفوري عن عضو لجنتها المركزية عباس زكي الذي اعتقل قبل يومين خلال مسيرة في بيت لحم في الضفة الغربية.
وقال عضو اللجنة المركزية للحركة ومفوض العلاقات الدولية نبيل شعث، إن «فتح» بكل أطرها القيادية متمسكة بـ«المقاومة السلمية على الأرض جنبا إلى جنب مع الحراك السياسي الرافض لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل في ظل الاستيطان». واتهم شعث خلال مؤتمر صحافي بحضور عدد من أعضاء اللجنة المركزية لفتح إسرائيل بتعمد انتهاك القوانين الدولية واتفاقية جنيف الرابعة عبر قمع المظاهرات الشعبية السلمية في مناطق السلطة الفلسطينية. وقال شعث إن السلطات الإسرائيلية تحاول فرض شروط للإفراج عن القيادي عباس زكي المعتقل في سجن عوفر العسكري، وفي مقدمتها أن يكون مستعداً للعودة إلى التحقيق في أي وقت.