إسرائيل تصعّد بسلسلة غارات علــــــــى غزّة وتُهدد بعدوان واسع
أصيب ثلاثة أطفال فلسطينين بجروح إثر سلسلة من الغارات الاسرائيلية على قطاع غزة، وفيما هددت إسرائيل بتنفيذ هجوم واسع النطاق على القطاع إذا لم توقف حماس إطلاق الصواريخ منه، أعربت بريطانيا عن قلقها حيال الغارات ودعت إلى ضبط النفس، بينما أكد رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض ان الدولة الفلسطينية المرتقبة ستبصر النور بحلول اغسطس 2011 من خلال الوقائع على الارض.
وتفصيلاً، أكدت دائرة الاسعاف والطوارئ في وزارة الصحة الفلسطينية اصابة الاطفال ملك (عامان) وسعد العرابيد (4 أعوام) وعبدالله صرصور (11 عاماً) في القصف الاسرائيلي شرق مدينة غزة. وشنّت مقاتلات اسرائيلية من نوع إف-16 ست غارات فجر امس على قطاع غزة. وأكد شهود عيان ان الطيران الحربي شن ثلاث غارات على خان يونس، جنوب قطاع غزة، وقد استهدف صاروخ موقعاً تابعاً لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) من دون ان يبلغ عن وقوع اصابات. وأوضح الشهود ان غارتين على الاقل استهدفتا مدينة غزة. وأشاروا إلى ان صاروخاً استهدف بناية صغيرة فيها مصنع محلي صغير للاجبان شرق مدينة غزة، فيما استهدف صاروخان آخران ورشة للحدادة على طريق صلاح الدين الرئيسي في مخيم النصيرات.
من جانبها، أعربت بريطانيا عن قلقها حيال الغارات التي شنها الطيران الاسرائيلي على قطاع غزة ردا على إطلاق صواريخ من القطاع على إسرائيل، ودعت إلى ضبط النفس.
في الاثناء هدد نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي سيلفان شالوم بقيام الجيش الاسرائيلي بهجوم واسع النطاق على قطاع غزة اذا لم توقف حركة حماس اطلاق الصواريخ من القطاع على اسرائيل. وقال شالوم في تصريحات للاذاعة الاسرائيلية «إذا لم يتوقف اطلاق الصواريخ على اسرائيل، يبدو انه سيتعين علينا رفع مستوى نشاطنا وتكثيف عملياتنا ضد حماس». وأضاف محذراً لن نسمح مجددا برؤية اطفالنا مرعوبين في الملاجئ، وسيجبرنا ذلك في نهاية المطاف على شن هجوم عسكري جديد». وتابع «آمل ان نتمكن من تفادي ذلك، غير ان هذا من الخيارات التي نملكها واذا لم يكن امامنا من خيار (آخر) فسنستخدمه في المستقبل».
من جانب آخر طالب إسماعيل هنية رئيس وزراء الحكومة الفلسطينية المقالة المجتمع الدولي بالتدخل لوقف التصعيد والعدوان الاسرائيلي، عقب سلسلة من الغارات الاسرائيلية. وأكد هنية في بيان صحافي ان الحكومة تجري اتصالات مع الفصائل (الفلسطينية) للحفاظ على «التوافق الداخلي حماية لشعبنا وتعزيزا لوحدته»، في إشارة إلى توافق حكومته مع الفصائل الفلسطينية المسلحة على وقف إطلاق الصواريخ على جنوب اسرائيل.
من جهته، قال رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض إن السلطة الوطنية الفلسطينية ستعلن في اغسطس من العام المقبل إقامة دولة فلسطين، وأكد فياض في مقابلة شاملة مع صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية أن الفلسطينيين يريدون أن تكون دولتهم سيادية وليست دولة «ميكي ماوس» قزمية أو دولة «فضلات» حسب تعبيره. وتمنى أن يشارك الإسرائيليون في الاحتفالات بميلاد الدولة الفلسطينية، لينعم كلا الشعبين بالوئام والحرية من منطلق المساواة بينهما، كما أنه رحب بالإعلان الصادر عن الرباعية الدولية في اجتماعها الأخير في موسكو بشأن دعمها للخطة الفلسطينية القاضية بإقامة الدولة الفلسطينية.
وانتقد الممارسات الاسرائيلية بحق المتظاهرين في قريتي بلعين ونعلين قضاء رام الله، كما اتهم الحكومة الإسرائيلية بالرضوخ للمستوطنين على الرغم من أنهم لا يمثلون إلا أقلية لا تعكس مواقف معظم الإسرائيليين. وأعرب عن يقينه بإمكانية تجاوز الخلافات بين الجانبين حول القدس، رافضا تأجيل البحث حول هذه القضية إلى مفاوضات الوضع الدائم، كما أنه أشار ضمناً بموافقته على إحقاق حق عودة اللاجئين الفلسطينيين في أراضي الدولة الفلسطينية العتيدة قائلا إنه تجري حاليا الاستعدادات لاستيعابه، وأضاف أنه يتوقع ميلاد الدولة في الفترة الرئاسية الأولى من حكم الرئيس باراك أوباما، مشيراً إلى أن الإدارة الأميركية السابقة لم تبد أي جدية في التعامل مع القضية إلا في نهاية الفترة الرئاسية الثانية للرئيس جورج بوش. ورأى فياض أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو انصاعللمستوطنين الذين لا يعكسون رؤية أغلبية الإسرائيليين. وقال: «لدينا قيم متبادلة بشكل عام»، وأشار إلى أن« السلام سيقام بين أنداد وليس بين سادة وعبيد». وكان فياض اعلن تصميمه على اقامة دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة في ،2011 بصرف النظر عن تقدم المفاوضات مع اسرائيل. وحدد هدفه بإنشاء بنية دولة حقيقية قادرة على إدارة شؤونها.