استهدفت المقارّ الدبلوماسية لمصر وإيران وألمانيا وإسبانيا
35 قتيلاً بتفجـيرات انتحـاريـة ضـــربت منطـقة السفارات في بغداد
قتل ما لا يقل عن 35 شخصا، وأصيب أكثر من 200 بجروح، بهجمات انتحارية بواسطة سيارات مفخخة هزت بغداد، أمس، استهدفت سفارتي مصر وإيران في حين وقع الثالث بين السفارتين الالمانية والسورية. وفيما نددت القاهرة وطهران إلى جانب فرنسا بالتفجيرات، أعلنت قيادة عمليات بغداد أن القوات العراقية تتحمل المسؤولية وستتم محاسبة المقصرين.
وفي التفاصيل، قالت مصادر أمنية إن حصيلة جديدة اكدت مقتل 35 شخصا وإصابة 200 اخرين بثلاث هجمات انتحارية استهدفت اثنتان منها سفارتي مصر في حي المنصور (غرب)، وإيران في منطقة الصالحية (وسط). وتابعت ان الهجوم الثالث وقع في مكان مجاور لمقر سكني تابع للسفارة الالمانية في حي المنصور غير بعيد عن سفارة سورية ايضا.
واستهدف الانفجار الاول سفارة مصر في شارع الاميرات في حي المنصور الراقي. وتسبب في حفرة عرضها سبعة امتار وعمقها متر ونصف المتر امام السفارة، حيث دمر مقر الحماية ولحقت أضرار جسيمة بالسفارة والمباني المجاورة. وقال مصدر امني، إن احد حراس السفارة الالمانية قتل بينما كان قرب موقع الانفجار، مشيرا الى انه لم يكن في الوظيفة.
من جهته، اعلن المتحدث باسم عمليات بغداد اللواء قاسم عطا، أن «ما لا يقل عن 12 شخصا قتلوا في الهجوم الارهابي». وتابع ان الانفجار الثاني استهدف السفارتين الالمانية والسورية في تقاطع الزهور في حي المنصور ايضا. وأضاف «ربما بعض التنظيمات تسعى الى زعزعة الوضع والتأثير في المشهد السياسي والأمني وتلجأ الى تصعيد العمليات الارهابية لاستغلال الفراغ والتجاذبات السياسية»، كما اكد عطا أن قوات الامن ضبطت سيارة يقودها انتحاري وأبطلت مفعولها في منطقة المسبح في حي الكرادة في وسط بغداد.
بدوره، قال سيد محمد من سكان شارع الاميرات لـ«فرانس برس»، إن الانتحاري كان يستقل شاحنة صغيرة من طراز كيا وتوجه الى مبنى السفارة المصرية وعندما طالبه الحرس بالتوقف استمر بالسير مسرعا. وتابع عندها اطلق الحرس النار على الانتحاري الذي قام بتفجير سيارته على الفور.
يذكر ان الهجومين الانتحاريين في حي المنصور وقعا بفارق زمني قصير جدا. وبعد دقائق قليلة من الهجومين، دوى انفجار ضخم امام السفارة الايرانية في حي الصالحية قرب احد مداخل المنطقة الخضراء. وشاهد صحافيو «فرانس برس» سحبا كثيفة من الدخان وسط كتلة نارية كبيرة ترتفع من المكان حيث بدأت القوى الامنية المتمركزة في الجوار إطلاق النار في الهواء. وهرعت سيارات الاسعاف الى مقر السفارة القريب من مبنى محافظة بغداد في حين قطعت قوات الامن السير في الاتجاهين على جسر السنك.
وأعلنت قيادة عمليات بغداد أن القوات العراقية تتحمل مسؤولية الانفجارات التي استهدفت سفارات أجنبية وعربية وسط العاصمة وستتم محاسبة المقصرين.
وقال المتحدث العسكري في قيادة عمليات فرض القانون لتلفزيون العراقية الحكومي إن «المعركة مع الارهابيين مستمرة وسنكون لهم بالمرصاد وإن تنظيم القاعدة الارهابي مازال مؤثرا وعمليات اليوم كانت مؤثرة فينا وتتطلب منا المزيد من العمليات الامنية والعسكرية لتجفيف منابع الارهاب».
في غضون ذلك، قال وزير الخارجية هوشيار زيباري، إن من المبكر تحديد الجهة المسؤولة عن الهجمات، مشيرا في الوقت ذاته الى احتمال ان تكون من تدبير «القاعدة»، وتابع انها «تحمل بصمات مشابهة لتلك السابقة من حيث التوقيت والتزامن في استهداف اماكن عدة في وقت واحد لإحداث اكبر تأثير ممكن في اشارة الى الهجمات السابقة».
من جهته، ندد السفير الايراني في بغداد حسن كاظمي قمي بالهجوم قائلا لـ«فرانس برس»: «إنها عملية ارهابية امام السفارة لكن لسنا متأكدين من ان السفارة هي المستهدفة». وأكد عدم وقوع ضحايا بين موظفي السفارة.
وفي القاهرة، أعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، أن أحد الانفجارات التي وقعت في منطقة حي المنصور بالعاصمة العراقية وقع بالقرب من القنصلية المصرية هناك وأسفر عن إصابة أربعة من المصريين العاملين بالقنصلية وأضرار في المبني. وأوضح المتحدث الرسمي أن التقارير الأولية الواردة من سفير مصر في العراق ومن القنصل المصري في بغداد أفادت بأن إصابات الموظفين المصريين الأربعة ليست خطرة، وأنها نتجت بشكل أساسي عن تطاير شظايا الزجاج من جراء إالانفجار وأنه تم نقلهم إلى مستشفى اليرموك حيث يتلقون الرعاية اللازمة. وأضاف المتحدث الرسمي أنه من المؤسف أن الانفجار أدى كذلك إلى مقتل قائد وحدة الحماية العراقي وعدد من أفراد الوحدة. وأضاف المتحدث أن وزير الخارجية أحمد أبوالغيط وجه بتشكيل مجموعة عمل داخلية بالوزارة لمتابعة الوضع بتفصيلاته كافة وأجرى اتصالا هاتفيا مع نظيره العراقي دان فيه الوزيران بأقوى العبارات تلك الأفعال الإرهابية.
من جهتها، أعلنت الإذاعة الاسبانية أن سفارة اسبانيا في بغداد تعرضت لانفجار اسفر عن إصابة مبنى السفارة بأضرار بالغة دون أنباء عن وقوع ضحايا.
في الوقت نفسه ذكرت صحيفة ألباييس الاسبانية في موقعها على شبكة الانترنت، استنادا لمصادر دبلوماسية، أن مدخل السفارة الاسبانية تعرض أيضا لانفجار أسفر عن مقتل أحد الحراس وإصابة اثنين آخرين بجروح.
وفي باريس ندد وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير بأقصى درجات الشدة، بالاعتداءات التي وقعت في بغداد واستهدفت سفارات مصر وإيران وألمانيا .
وقال كوشنير «اندد بأقصى درجات الشدة بهذه الاعمال الارهابية التي تتسم بالوحشية والتي ينبغي ملاحقة مرتكبيها واحالتهم الى العدالة ليحاكموا على افعالهم».
في الوقت نفسه لقي خمسة عراقيين مصارعهم وأصيب 18 آخرون بينهم ضابط شرطة جراء انفجار سيارة مفخخة لدى مرور دورية للشرطة بمنطقة وادي حجر وسط مدينة الموصل التي تقع على بعد 400 كلم شمال بغداد. وأعلن مصدر أمني مسؤول في محافظة ديالى امس، أن 10 مدنيين أصيبوا بجروح نتيجة انفجار دراجة نارية مفخخة وسط مدينة بعقوبة.
ويأتي ذلك بعد مذبحة شهدها العراق في ساعة متأخرة من مساء الجمعة إثر قيام مسلحين يرتدون زيا عسكريا باقتحام ثلاثة منازل في قرية البوصيفي جنوب بغداد وقتلوا 25 شخصا على الأقل بينهم نساء وأطفال وفروا إلى جهة مجهولة.
وكانت حكومة نوري المالكي قد حذرت من تصعيد محتمل للعنف نتيجة تزايد التوترات بشأن الانتخابات البرلمانية التي أجريت في السابع من مارس الماضي، ولم تسفر عن فوز أي كتلة بأغلبية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news