‏اتهم غرايشن بالسذاجة وحمّله مسؤولية اعتبار البشير مرشحاً لأميركا ‏

‏المهدي: مشاركة محدودة في «التشريعي».. و«الرئاسي» قائم إلى آخر لحظـة‏

المهدي: مؤسسات الحزب قد تتخذ قرارات بمشاركات حسب ظروف معينة. أ.ف.ب ـ أرشيفية

‏أكد رئيس حزب الأمة القومي السوداني الصادق المهدي أمس قبيل صلاة الجمعة، أن حزبه سيشارك بأعداد محدودة، لها ظروفها الاستثنائية في الانتخابات التشريعية السودانية، لكنه احتفظ بموقفه الرافض المشاركة في الانتخابات الرئاسية حتى آخر، لحظة قبيل بدء الانتخابات، معلقا إمكان التراجع عن موقفه المقاطع إلى تغيير محتمل في موقف المؤتمر الوطني الحاكم. وأعلن المهدي في لقاء خاص بمنزله مع مجموعة من الاعلاميين أن حزبه سيشارك في الانتخابات التشريعية في المناطق التي لها وضعية خاصة، ويمكن أن تؤثر في قرار تقرير مٌصير الجنوب المقرر في يناير المقبل، وسمى المهدي منطقتي النيل الأزرق وكردفان. وقال إن مؤسسات حزبه قد تتخذ قرارات بمشاركات حسب ظروف معينة.

‏تعزيزات أمنية وتدابير

عززت قوات الامن السودانية والقوات الدولية والمنظمات الدولية انتشارها الامني عشية بدء اول انتخابات تعددية يشهدها السودان منذ ربع قرن. ومن جانبها أوصت السفارات في العاصمة السودانية رعاياها باتخاذ تدابير احتياطية بدءاً من تخزين الاغذية الى ملء سياراتهم بالبنزين، تحسباً من تنظيم تظاهرات قد تعيق الحركة خلال الانتخابات التي تبدأ غداً وتستمر ثلاثة ايام. وقال المتحدث باسم اللجنة العليا لتأمين الانتخابات، اللواء شرطة محمد احمد علي «لقد أعددنا أكثر من مئة الف رجل شرطة لتأمين الانتخابات في شمال السودان». وتمكن مشاهدة الانتشار الكثيف لقوى الامن في العاصمة الخرطوم، حيث تسري شائعات تدفع السكان إلى مغادرة المدينة.

وفي رده على سؤال لـ« الإمارات اليوم» حول ما تردد أن هذه الاستثناءات هي البوابة الخلفية لتراجع الحزب عن المقاطعة. قال المهدي، إنه لن يصدر قرار عام بخوض الانتخابات لجميع الولايات، وسيترك ذلك لأجهزة الحزب لتحدد كل حالة على حدة. واستطرد أن هذه الحالات ستظل خاصة، مهما اتسعت، ملمحاً إلى إمكان المشاركة الواسعة حتى في حالة عدم استجابة المؤتمر الوطني لكل شروط الأمة، وزاد «ما بين طرفة عين وانتباهتها، قد يغير الله من حال إلى حال».

ونفى المهدي ما تردد أمس بقوة في السودان من أن حزبه سيشارك في جميع الدوائر الانتخابية، وأضاف أنه في حال تغير موقف الحزب الحاكم وقبل بعضاً من شروطنا، وخصوصاً ما يتعلق بالتأجيل المحدود للانتخابات، فإنه يمكن أن يعود بالكامل عن قرار المقاطعة.

وقال المهدي إن مشاركتنا في الانتخابات كانت في مصلحة الجميع، بمن فيهم الوطني الحاكم، لأنها كانت ستضفي شرعية محلية وإقليمية ودولية على الانتخابات، مضيفا أن حزب الأمة أعقل خصوم الوطني الحاكم، وقيادته والمعارضة تصب في مصلحة النظام والدولة، على العكس من المؤتمر الشعبي، المرشح الآن لاحتلال هذه الخانة والمعروف عنه شططه وحدته.

وفي ما يخص الموقف الأميركي قال المهدي إن واشنطن تتعامل مع السودانيين بلسانين أولهما مؤيد لإجراء الانتخابات في موعدها، والثاني لا يعطي أهمية لها. وقال إن المبعوث الأميركي بالسودان سكوت غرايشن ممثل التيار الأول والذي يحبذ إقامة علاقة ملطفة مع المؤتمر الوطني، ووصف المهدي غرايشن بأنه «ساذج» وتم تضليله، بما أعطى الانطباع بأن البشير مرشح أميركا. في ذات الاتجاه توقع المهدي وقوع أحداث مأساوية في السودان تؤثر في الأوضاع في الدول المجاورة خصوصاً في ما يتعلق بفصل الجنوب، الذي يمكن أن يشكل بادرة تطالب باحتذائها جميع الأقليات في إفريقيا.

وتطرق المهدي إلى الموقف المصري من الانتخابات السودانية، مشيرا إلى غياب موقف يساوي حجم مصر وأهمية السودان لها، وقال إن زيارة وفد الرئاسة المصرية برئاسة اللواء حاتم باشات تأخر بحضوره، علاوة على أنه لم يكن على المستوى المطلوب في تشكيله، واتهم المهدي مصر بالتخوف من الدخول بفاعلية في المشكلة السودانية، وقال إن الموقف الأخير هو استمرار لغياب مصر في مؤتمر الدوحة، والذي كان مجرد ثرثرة لم تؤد إلى شيء.

تويتر