العراق: الصدريون يحيون ذكــرى الغزو بمظاهرات ضدّ الاحتلال
تظاهر عشرات الآلاف من انصار التيار الصدري في النجف أمس، مطالبين بخروج الاحتلال الاميركي، وذلك بمناسبة الذكرى السابعة للاجتياح، وموجهين انتقادات مبطنة الى رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي، الذي دعا الى تشكيل حكومة شراكة وطنية وليس حكومة استحقاق انتخابي، فيما قال زعيم المجلس الاسلامي الأعلى عمار الحكيم ان الشراكة تحتاج الى خريطة طريق للتحالفات.
وتفصيلاً، خرج عشرات الآلاف من أتباع الزعيم الشيعي البارز مقتدى الصدر امس في مظاهرات حاشدة لإحياء الذكرى السابعة للاحتلال الأميركي للعراق في التاسع من أبريل عام 2003 وللإطاحة بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وحمل اتباع الصدر أعلام العراق وهم يهتفون بشعارات تطالب بإخراج الاحتلال من العراق وإطلاق سراح المعتقلين، وموجهين انتقادات مبطنة الى رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي.
وقال القيادي في التيار رجل الدين حازم الاعرجي أمام المتظاهرين «نحن مقبلون على مرحلة جديدة لا مكان فيها للمحتلين ولا للظالمين ولا للبعثيين ولا للارهابيين ولا للمنشقين ولا للمخربين ولا للطائفيين ولا للذين ملأوا السجون بالمقاومين»، في إشارة إلى نوري المالكي.
وأضاف في كلمته التي ألقاها نيابة عن مقتدى الصدر، المقيم في ايران، «يجب ألا يبقى المتسلقون والراغبون في السلطة». ودعا إلى رفض كل انواع الطائفية والتفرقة والى التآخي بين الشيعة والسنّة. وقام بعض الاشخاص في مقدمة المسيرة بجر اعلام اميركية وبريطانية واسرائيلية على الارض، كما جرّ آخرون يرتدون قمصانا كتب عليها العراق نعوشا لفت بأعلام هذه الدول. وجرى تنظيم المظاهرة وسط إجراءات أمنية مشددة وانتشار واسع لقوات الجيش والشرطة.
وفي كربلاء المجاورة، دعا عبدالمهدي الكربلائي الوكيل الشرعي للمرجع الكبير آية الله علي السيستاني إلى عدم إقصاء أي كتلة سياسية (عن تشكيل الحكومة)، لأن ذلك سيهدد سلامة العملية الديمقراطية.
وأضاف امام مئات المصلين في ضريح الامام الحسين إن الاجواء التي يعيشها العراقيون تثير نوعا من الخوف والرعب بسبب العمليات الارهابية الاخيرة، هذه الاجواء تحتم على الكتل السياسية بدء حوارات جادة وتفاهمات للاسراع بتشكيل حكومة قوية قادرة على حفظ الامن والاستقرار وتقديم الخدمات.
على صلة، قال نوري المالكي رئيس القائمة العراقية إنه يسعى بالتعاون مع شركائه في العملية السياسية، إلى تشكيل حكومة شراكة وطنية وليس حكومة استحقاق انتخابي تضم جميع شرائح المجتمع العراقي. وقال في مقابلة مع محطة العراقية التلفزيونية الحكومية إن الحوارات لم تبدأ بشكل جدي، بل هي استكشافات، والبداية الحقيقية ستتم بعد إعلان نتائج الطعون، ولابد أن تكون هناك تحالفات لتشكيل حكومة الشراكة الوطنية، وأشار المالكي إلى وجود مصاعب تواجهالعملية السياسية.
من جهته، قال عمار الحكيم زعيم المجلس الاسلامي الأعلى «حينما نتحدث عن شراكة وطنية، لابد ان نضع خريطة طريق لتحالفات ثنائية وثلاثية ورباعية ووطنية وهذه الشراكة الوطنية هي ليست إلا مجموع هذه اللقاءات والاتصالات والتحالفات والرؤى الواحدة وحول الطاولة المستديرة». وقال الحكيم خلال اجتماع بزعيم حزب الاصلاح الوطني ابراهيم الجعفري إن هذه المشاورات الجارية حاليا لتشكيل الحكومة الجديدة، هي مشاورات دورية تقوم بها القوى الأساسية في الائتلاف الوطني العراقي خصوصاً أنها تأتي في بداية مرحلة تحالفات.
على صعيد التفجيرات، تبنى تنظيم القاعدة في العراق العمليات الانتحارية الثلاث التي استهدفت سفارات عربية واجنبية في بغداد وأوقعت 30 قتيلا في الرابع من ابريل، في رسالة صوتية نشرها مركز «سايت الاميركي» لمراقبة المواقع الالكترونية الاسلامية.