‏‏‏تأخر العملية في بعض اللجان وحذر في الخرطوم والأقاليم

السودان: سيـر هادئ للانتخـابـات رغــم تعقيدات التصويت‏

حالة من الإرباك شابت اليوم الأول من عملية التصويت. أ.ب

‏توجه أمس الناخبون السودانيون إلى صناديق الاقتراع، في اليوم الأول من الانتخابات العامة للبلاد، التي تستمر لمدة ثلاثة أيام، والمقرر أن يشارك فيها 16 مليون سوداني بأصواتهم، وفيما شهدت لجان انتخابية ازدحاما ملحوظا، شهد الشارع السوداني هدوءا ملحوظا، فسره البعض على أنه توجس من جانب الجماهير، بوقوع حالات عنف، أو فوضى. وبدأت بعض اللجان عملها بالخرطوم متأخرة عن موعدها، لعدم وجود ناخبين لأسمائهم في الكشوف.

وبدا الرئيس السوداني عمر البشير واثقا من فوزه، واكتفى بالتلويح للجماهير بعد ان أدلى بصوته، ولم يدل بأي تصريحات للإعلاميين الذي حضروا بكثرة في المكان. وقال وكيل الرئيس عبدالقادر همت في لجنة التصويت لـ«الإمارات اليوم» إن الرئيس يحمل بطاقة رقم 3000 تضم فقط اثنين من المدنيين، وبقية النسبة لمصلحة القوات النظامية والأمنية، مضيفاً أن عدد المسجلين في اللجنة ،3500 أدى منهم حتى مقدم البشير ظهر أمس نحو ،220 وأقر همت بوجود تأخير في عمل اللجنة في بداية عملها، كما أقر بوجود مشكلات في قوائم المسجليين، لكنه أرجعها لإخفاق الأحزاب باستثناء الوطني الحاكم في عدم مراجعة المفوضية، بعد تسليمهم القوائم منذ وقت مبكر، وقال إن الأحزاب لم تراجع الكشوف، وإن المؤتمر الوطني لم يجد مشكلة في هذا الأمر. وكشف وكيل البشير أن المفوضية وافقت على مد فترة التصويت للناخب من أربع دقائق لتسع دقائق، لتعقيد العملية الانتخابية، التي تطلب التصويت على ثماني بطاقات دفعة واحدة.

 ‏‏لقطات‏

حضر البشير للإدلاء بصوته بصحبة زوجته الثانية وداد بابكر، واكتفى بالابتسام للجماهير التي استقبلته بشكل حاشد دون الإدلاء بتصريحات منتظرا عودة زوجته من عملية التصويت.

ناخبون سودانيون انتظروا أمام لجنة بالسوق العربي بالخرطوم منذ السادسة والنصف صباحا قبل موعد التصويت.

علي الميرغني المرشح عن الحزب الاتحادي الديمقراطي تقدم ببلاغ قال فيه إن منافسه عبدالله مسار مستشار الرئيس السوداني وزع مطبوعات كتب فيها أنه مرشح عن حزبين (المؤتمر الوطني الحاكم والأمة الوطني المعارض). ‏

 

من جهته، أكد نائب رئيس الجمهورية علي عثمان طه في مؤتمر صحافي أن قانون الانتخابات سيعالج كل الثغرات التي شابت العملية الانتخابية، وأكد حسن سير الانتخابات خصوصاً في الجنوب ودارفور.

وأكد وزير الدفاع السوداني عبدالرحيم محمد حسين أن الانتخابات تسير حتى الآن بصورة معقولة، رغم التأخر في بعض الأماكن. وقال عبدالرحيم لـ«الإمارات اليوم» إن التقارير الواردة من الولايات، خصوصاً دارفور والجنوب تمضي بصورة ممتازة، مضيفا أنه رغم التعقيدات الفنية التي صاحبت العملية في بدايتها، إلا أن المواطن كان واعيا بإجراءات العملية، واستبعد عبدالرحيم حدوث جولة ثانية في الانتخابات، متوقعا فوز البشير بنسبة كبيرة.

ورداً على سؤال يتعلق بتهديدات حركة العدل والمساواة بعرقلة العملية الانتخابية في دارفور وكردفان قال عبدالرحيم إن الحركة لا تمثل شيئاً على أرض الواقع، ولا تولي الحكومة أي أهمية لهذه التهديدات. وحث عبدالرحيم جماهير الشعب السوداني على ضرورة الإقبال على العملية الانتخابية لتحقيق التحول الديمقراطي بالبلاد. وفي الخرطوم وقف الناخبون أو جلسوا في صفوف طويلة لاكثر من ساعة ليشاركوا في عملية التصويت المعقدة التي يتسلم الناخبون فيها ثماني بطاقات اقتراع في الشمال و12 في الجنوب. واصطف الرجال في طوابير منفصلة عن النساء وطلب من الناخبين غمس اصبع في حبر أخضر اللون لا يمكن ازالته بسهولة قبل الادلاء بأصواتهم. ووفرت شركات الحافلات مزيدا من المركبات مع مغادرة عدد ضخم من السكان للمدينة خشية وقوع اعمال انتقامية متصلة بالانتخابات وآخرين لانتهاز فرصة الانتخابات التي تستمر ثلاثة ايام لزيارة قراهم.

 وسرى شعور بالحماس في شوارع جوبا لأن كثيرين يعتبرون أن الانتخابات مقدمة لاستفتاء على استقلال الجنوب من المقرر اجراؤه في يناير .2011

على صعيد متصل، قال رئيس الحركة الشعبية للتغيير الديمقراطي د.لام أكول لـ«الإمارات اليوم» «حدثت تجاوزات في مركز انتخابي بولاية جونقلي بالجنوب، حيث تم طرد وكلاء أحزاب جنوبية من غير الحركة الشعبية من داخل اللجان، مشيراً إلى أن العملية الانتخابية تسير بأمان حتى الآن، وأن هناك تدافعاً للمواطنين للمشاركة في التصويت، وفسر خلو الشارع إلى أن هناك بعض التهديدات للمواطنين بأنه ستجرى أحداث عنف. من جهته قال مرشح المؤتمر الشعبي للرئاسة عبدالله دينق نيال، إن كشوف الناخبين بدائرته بضاحية أمبدة بالخرطوم لم تجد أي مشكلات، وأنها كانت متطابقة مع الناخبين، متوقعاً أن تصل نسبة التصويت إلى أكثر من 50٪ نظراً لانسحاب بعض الأحزاب.‏


‏مرشح «الاتحادي» يلوح بالانسحاب

لوح مرشح الاتحادي الديمقراطي الأصل حاتم السر علي بالانساحاب من الانتخابات الرئاسية، أمس، بسبب خروقات قال إنها قد تكون متعمدة، وأضاف السر في تصريح خاص لـ«الإمارات اليوم» أن تبديل الكشوف وفساد الحبر السري الذي لم تعلن المفوضية عن مصدره، وعدم تطابق أسماء الناخبين المسلمة للمرشحين مع السجلات الانتخابية، تسببت في إرباك غير عادي للعملية الانتخابية. وقال السر إن الأمر إذا مضى بهذه الصورة سوف يعلن انسحابه من الانتخابات.

من جهة أخرى، أعلن ثلاثة رؤساء تحرير صحف سودانية، هي الأهرام اليوم، و التيار، والسوداني، انسحابهم من انتخابات المجلس الوطني السوداني أمس بسبب ما أسموه بخروقات انتخابية مباشرة.

وفي مؤتمر صحافي عقد بالخرطوم قال رئيس تحرير الأهرام اليوم الهندي عز الدين، إن مواطني دائرته اكتشفوا تبديل كشوف انتخابية للجان مع دوائر أخرى. ومن جانبه، قال رئيس تحرير السوداني محجوب عروة، إنه تعرض في دائرته للخروقات نفسـها، واعتبر رئيس تحرير التيار عثمان ميرغني أن الأمر يحتاج إلى وقفة ومراجعة.

 

تويتر