المعارضة تكرّر اتهاماتها.. وكارتر يتحدث عن مشكلات لوجستية وليس عن تزوير في الانتخابات
السودان: إقـبال ضـعيف على التصـويـت بعد التمديد
شهدت مراكز الاقتراع في اليوم الثالث للانتخابات العامة السودانية، أمس، أجواءً هادئة بعد تمديد فترة الانتخابات يومين إضافيين، وبدا إقبال الناخبين ضعيفاً على التصويت، وكررت الأحزاب المقاطعة للانتخابات اتهاماتها لحزب المؤتمر الوطني الحاكم بالتزوير، فيما قال الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر، إنه تم تسجيل العديد من المشكلات اللوجستية، ولم يتم رصد أي حالات تزوير في الانتخابات. وبدت شوارع العاصمة السودانية هادئة، على غير عادتها، صباح أمس، على الرغم من عدم الإعلان عن إجازة رسمية خلال فترة الاقتراع، التي بدأت الأحد وتستمر حتى الخميس. وقالت موظفة في مركز اقتراع بوسط الخرطوم، إن «الضغط خف الآن مع التمديد. ليس على الناس ان يسرعوا، الوضـع أهدأ». ولكن الناخـبة سـلوى الأمـير (56 عاماً)، وهي متقاعدة، اعتبرت أن «التمديد لا يحدث الكثير من الفرق، ما الفائدة منه في الأصل؟ إن كانت هناك مشكلات في البداية، ستكون هناك مشكلات في النهاية». وأعربت السيدة التي كانت تعمل مضيفة طيران عن خشيتها من اندلاع مواجهات مع الإعلان عن نتائج الانتخابات. وقالت «كل ما نريده هو السلام. عليهم ان يقوموا بعملهم بشكل جيد. لا نطلب اكثر من أن نأكل ونشرب ونصلي وننام». وقالت فوزية احمد الميرغني في مركز اقتراع في وسط الخرطوم «الناس قلة، لقد استرخوا لأن لديهم يومين اضافيين للتصويت». ولم يكن هناك حشد كبير من الناخبين في المركز، في حين بدا أن صناديق الاقتراع تكاد تمتلئ بعد يومين من التصويت. وقال ياسر عبدالله الذي يشرف على الكشوف في المركز «لدينا 1020 ناخباً مسجلاً في هذا المركز، صوت منهم نحو 450 خلال يومين». وأضاف أن الناس ليسوا مستعجلين، فهم يعرفون أن لديهم يومين إضافيين. وأعلن الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر، الذي تشرف مؤسسته على الانتخابات، ورئيسة بعثة المراقبين الأوروبيين فيرونيك دي كيسير، عن ارتياحهما لتمديد الانتخابات، نظراً للصعوبات المسجلة خلال اليوم الأولين. وقال كارتر خلال زيارة لمراكز اقتراع في مدينة جوبا عاصمة الجنوب «انا سعيد لذلك، أستطيع أن أقول إنها عملية الاقتراع الأعقد والأصعب التي نتولى مراقبتها». بدورها قالت رئيسة المراقبين الأوروبيين التي تقوم بزيارة منفصلة للجنوب، بعد لقائها رئيس حكومة الجنوب والمرشح للمنصب سالفا كير، إن اليومين الإضافيين سيتيحان بلاشك ظروفاً افضل للتصويت، هذا سيحل بعض المشكلات التي واجهناها. وأضافت أن «العملية انطلقت بصعوبة بعض الشيء مع تسجيل حوادث صغيرة، لكنها تثير غضب الناس الذين عليهم أن ينتظروا في هذا الحر ثم يكتشفون انهم في المركز الخطأ، هذا مؤسف حقاً». وقال مسؤولون بجنوب السودان، أمس، إن العراقيل اللوجيستية تمنع مئات الألوف من الجنوبيين من التصويت، وأشارت بعض التقديرات الأولية الى نسبة مشاركة أقل من 10٪. ومن التجاوزات التي سجلتها الحركة الشعبية، وفق بيان وزعته في جوبا عاصمة جنوب السودان «تهديدات بعضها باستخدام السلاح في ولاية أعالي النيل»، حيث سجلت كذلك السماح لنحو 2000 ناخب بالتصويت في مركز يوني بوما في فشودة، على الرغم من انهم غير مسجلين فيه. وقالت الحركة ان أطفالاً بعمر خمس سنوات تسلموا بطاقات اقتراع وأدلوا بأصواتهم. وفي ولاية غرب الاستوائية قام ناخبون بمحو الحبر عن اصابعهم. وقالت الشبكة السودانية للديمقراطية والانتخابات (سبدي) في تقريرها عن اليوم الثاني للانتخابات، ان تقارير مراقبيها المنتشرين في 15 ولاية شمالية وفي منطقة ابيي المتنازع عليها بين الشمال والجنوب، كشفت عن تعليق العمل في ست محطات اقتراع بسبب عدم توافر مواد الاقتراع واختلاط الرموز، من دون ان تحدد اين حصل ذلك. واشارت الى ان عدداً من المراكز شهد بعض المخالفات وسجلت اخطاء إدارية في 18 محطة اقتراع. وتمثلت المخالفات، وفق الشبكة، في نقص مواد الاقتراع والتأخر في فتح المراكز عن الزمن المحدد علاوة على غياب بعض موظفي المفوضية. وسجل اوفيستو كون حاكم ولاية غرب بحر الغزال، في جنوب السودان، في تصريح لوكالة الأنباء السودانية (سونا) شكوى بسبب عدم نشر الكشوف بالطريقة السليمة في المراكز المخصصة، وتحدث عن مشكلات في المواصلات بالمناطق الريفية. وفي اقليم دارفور، افاد المتحدث باسم رئيس بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي نور الدين المزني، انه لم تسجل خروقات امنية في الإقليم عموماً منذ بدء عملية الاقتراع.
المراقبون يبيتون مع صناديق الاقتراع حتى الفرز قتيلان على يد الجيش الشعبي في الجنوب
تصاعدت الخلافات داخل الجنوب السوداني وقتل شخصان في أحد مراكز الاقتراع، واعتقل العشرات من منسوبي الحركة الشعبية للتغيير، فيما أعلن عن اعتقال 400 فرد من أنصار حزب المؤتمر الوطني الحاكم بالجنوب.
وهدد المرشح لمنصب رئيس حكومة جنوب السودان لام اكول، الذي ينافس سلفا كير على المنصب بعدم المشاركة في انتخابات باطلة اذا استمرت عمليات القتل والاعتقال والمطاردة لمنسوبيه في الجنوب على ايدي ضباط الحركة (الجيش الشعبي التابع للحركة الشعبية). وعدد اكول الانتهاكات التي تعرض لها انصاره في اليوم الثالث للانتخابات، موضحاً ان منطقة رياك التابعة لولاية الوحدة شهدت احداث عنف دامية حيث دخل ضباط وجنود الجيش الشعبي وأطلقوا الرصاص في اماكن متفرقة، ما اسفر عن قتل اثنين من مناصري أكول واختفاء اثنين اخرين من انصاره اضافة إلى استيلاء الجيش الشعبي على سيارتين إحداهما للمؤتمر الوطني الحاكم والأخرى لـ«الشعبية للتغيير». وتابع أكول ان مسلحي الجيش الشعبي اختفوا في الغابات المجاورة عقب الهجوم. وكشف أكول عن قيام قوات الجيش الشعبي بالسيطرة على مراكز اقتراع والإدلاء بالأصوات بدلاً من المواطنيين. واضاف ان الجنوب السوداني يقع تحت سيطرة الحركة الشعبية بالكامل مع غياب ممثلي المفوضية والمراقبين، ما سهل على الجيش هناك عملية الاستيلاء على مراكز. وشن أكول هجوماً عنيفاً على المفوضية القومية للانتخابات، وقال انها اكتفت بإرسال خطابات الاعتذار للأحزاب الجنوبية ورسائل الاستجداء لحكومة الجنوب، وطالبها على الفور بتفعيل مواد قانون الانتخابات التي تعاقب كل من يعطل العملية الانتخابية.
وفي سياق متصل، اكد الناطق الرسمي باسم اتحاد الأحزاب الجنوبية رودولف ماكاو غياب المراقبين عن الولايات الجنوبية. وقال رادولف هناك عدد محدود جداً من المراقبين في جوبا، وبعض المدن ولا اثر لهم في المحليات والقرى، وهو ما سمح بارتكاب انتهاكات غير مسبوقة ضد منافسي الحركة الشعبية في كل الولايات الجنوبية. من جهته أكد مدير عام قوات الشرطة بالسودان الفريق اول هاشم عثمان حسين، أنه لا توجد تهديدات للعملية الانتخابية في جميع ولايات الشمال السوداني، وان عملية تأمين الجنوب تقع على عاتق حكومة الجنوب. وقال حسين لـ«الإمارات اليوم» إنه يجري رفع تقارير دورية على مدار الساعة للشرطة عن سير العملية الانتخابية، مبيناً أن صناديق الاقتراع تظل في مواقعها بالمراكز تحت حراسة الشرطة، وأن كل المراقبين وطاقم المفوضية يبيتون مع الصناديق طيلة أيام الانتخابات حتى يتم في مكان الاقتراع نفسه. ورداً على سؤال حول أسباب الوجود المكثف لقوات الشرطة قبل الانتخابات بأيام في الشوارع، واختفاء هذه الظاهرة مع بداية الانتخابات، قال حسين إن الخطط التأمنية دائماً تنبئ عن اقتراحات وتوقعات نظرية، مضيفاً نتحسب لهذه التوقعات والأسوأ فيها، مؤكداً أن قوات الشرطة كانت تريد أن تُطمئن المواطنيين بأنها جاهزة لتأمينهم تماماً موضحاً أن هناك أكثر من 100 ألف جندي يشاركون في تأمين العملية الانتخابية. من جهته، اكد نائب رئيس الإعلام الخارجي محمد جبارة لـ« الإمارات اليوم» أن قوات الحركة الشعبية قامت صباح اليوم (امس) باعتقال 400 شخص من انصار المؤتمر الوطني الحاكم.
لام أكول يهاجم المفوضية ويهدد بالانسحاب
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news