انتخابات السودان: 60٪ نسبة المشاركة والبشير يتصدّر مع بدء الفرز
أعلنت المفوضية القومية للانتخابات في السودان امس، ان نسبة المشاركة فاقت 60٪ وذلك بعد بدء فرز الاصوات، فيما اتهم عضو كبير في الحزب الحاكم جماعات المعارضة بالتآمر على رفض نتائج الانتخابات وإثارة الفوضى من اجل الاطاحة بالحكومة من خلال «ثورة شعبية».
بان كي مون يدعو الساسة إلى حل المشكلات بالحوار رحب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون امس باجراء السودان اول انتخابات تعددية منذ 24 عاماً، داعياً الاطراف الى انهاء العملية الانتخابية من دون عنف. وهنأ بان جميع المشاركة في الانتخابات «التي جرت من دون حادث يذكر رغم تسجيل تجاوزات ومقاطعة المعارضة». ودعا جميع القادة السياسيين ومن يدعمونهم الى الاحجام عن اعمال يمكن ان تحول دون انتهاء العملية الانتخابية في شكل سلمي. واكد بان انه ينبغي التعبير عن المطالب الانتخابية عبر القنوات القانونية والمؤسساتية على ان تدرس في شكل شفاف وعادل. كذلك حض جميع اللاعبين السياسيين في السودان على معالجة المشكلات في جو من الحوار، والعمل بروحية اتفاق السلام الشامل الذي وقع العام ،2005 لإنهاء تمرد للجنوبيين استمر اكثر من 20 عاماً.نيويورك ــ أ.ف.ب |
وتفصيلاً قال رئيس المفوضية ابل الير، خلال مؤتمر صحافي: «بدأت صباح امس عمليات العد والفرز وسنواصل حتى الثاني والعشرين من أبريل». واكدت المفوضية ان «نسبة المشاركة حسب التقارير الاولية اعلى من 60٪». كما افادت بان عدد الناخبين المسجلين البالغ قرابة 16 مليوناً، يشكل نسبة 79٪ ممن يحق لهم التصويت. واوضحت المفوضية انه نتيجة للاخطاء الادارية واللوجستية تقرر اعادة اجراء الانتخابات في 33 دائرة خلال 60 يوماً.
واعتبرت ان نسبة الاخطاء المرتكبة لا تتجاوز 3٪، في حين اكتملت الانتخابات بنجاح في 97 من 1060 دائرة انتخابية في عموم البلاد. وستجري الانتخابات في الدوائر المتبقية على مستوى المجلس الوطني (البرلمان الاتحادي) - 17 دائرة - او مجلس الولاية - 16 دائرة.
ويبدو ان عملية الفرز ستستغرق اطول من الوقت المعلن سابقاً لان على المفوضية فرز نحو 100 مليون بطاقة اقتراع في هذه الانتخابات الشديدة التعقيد.
ففي الشمال، سجل الناخبون خياراتهم على ثماني بطاقات لاختيار الرئيس وحاكم الولاية واعضاء المجلس الوطني والنساء في المجلس وقوائم الاحزاب والمجلس المحلي. والعملية كانت اكثر صعوبة في الجنوب حيث نسبة الامية تفوق 70٪، وحيث تعين على الناخبين كذلك اختيار رئيس حكومة الجنوب واعضاء برلمان الجنوب وقائمتي الاحزاب والنساء.
واحيطت مراكز الفرز، التي استخدمت مراكز اقتراع طيلة الايام الخمسة الماضية، باجراءات امنية مشددة، حيث يقوم رجال الامن بفحص الداخلين اليها فحصاً دقيقاً باجهزة الكشف عن المتفجرات. وفي قاعة مدرسة في حي العمارات وسط الخرطوم حيث افرغت صناديق الاقتراع على طاولة كبيرة في الثامنة صباحاً بدأ مختار بشير مسؤول المركز بفرز اول بطاقة اقتراع وصاح بصوت عالٍ «عمر حسن أحمد البشير».
وبدا ان اسم الرئيس عمر البشير يتكرر اكثر بكثير من اسم منافسه الرئيس حاتم السر مرشح الحزب الاتحادي الديمقراطي الذي شارك في الانتخابات الى جانب حزب المؤتمر الشعبي بزعامة حسن الترابي.
وحصل البشير على 802 صوت من أصوات 953 ناخباً أدلوا بأصواتهم في أحد مراكز الاقتراع في حي راق في الخرطوم، وحصل منافسه على 31 صوتا. ولم تحصل الاحزاب التي قاطعت الانتخابات على أي صوت تقريباً، ما يشير الى أن دعوتهم الى مقاطعة الانتخابات كانت مؤثرة بين أنصارهم في هذا الحي.
من جهته اتهم مساعد رئيس الجمهورية نافع علي نافع، جماعات المعارضة بالتآمر على رفض نتائج الانتخابات واثارة الفوضى من اجل الاطاحة بالحكومة من خلال ثورة شعبية. وأثار اتهام نافع احد أقوى الشخصيات نفوذاً في السودان التوترات، ورفض أحد الاحزاب الذي ذكر كمصدر محتمل لاثارة الاضطرابات تصريح نافع ووصفه بأنه زائف تماماً. وقال نافع في مؤتمر صحافي ان جماعات المعارضة لن تعترف بنتائج الانتخابات وستتظاهر في الشوارع وتحاول تغيير النظام من خلال الصراع وأعمال الشغب. ونقل عنه القول إن بيانات المعارضة تعد بتنظيم احتجاجات وترفض الادارة التي تم انتخابها حديثاً واستبدالها بحكومة وحدة وطنية. وتساءل هل يعني ذلك شيئاً عدا اثارة الفوضى والسعي الى تغيير النظام من خلال الثورة الشعبية، مضيفاً أنه لا يملك تفسيراً اخر. وقال نافع انه سمع تهديدات مماثلة من حزب الامة للاصلاح والتجديد وكذلك من الجناح الشمالي للحركة الشعبية لتحرير السودان المهيمنة على الجنوب. وشكك في أن تنظم المعارضة احتجاجات حاشدة، لكنه قال إنه سيجري التصدي لاي محاولة.