عرمان يؤكد تقدّمه في الجنوب رغم انسحابه.. والميرغني يطالب بإعادة عملية الاقتراع
السودان: إعلان نتائج الانتخابات يحتاج إلى وقت
أعلنت المفوضية السودانية للانتخابات انها غير قادرة على تحديد موعد لإعلان النتائج الكاملة للانتخابات، لأنها تحتاج إلى وقت اطول من المتوقع لفرز عشرات الملايين من بطاقات الاقتراع. وفيما أعلن ياسر عرمان مرشح الحركة الشعبية لتحرير السودان انه يتقدم في الانتخابات الرئاسية في كل ولايات جنوب السودان العشر رغم انسحابه من المنافسة، قال زعيم الحزب الاتحادي الديمقراطي محمد عثمان الميرغني ان حزبه يرفض النتائج ويطلب إعادة عملية الاقتراع.
وقال رئيس اللجنة الفنية في المفوضية الهادي محمد أحمد، للصحافيين «لا نستطيع ان نحدد تاريخاً لإعلان كل النتائج» التي كان يتوقع ان تصدر خلال أيام من بدء عملية الفرز. وأضاف «كنا نتوقع في البداية ان يتم إعلانها في الحادي والعشرين من ابريل ولكننا الآن لا نستطيع ان نحدد تاريخاً، لأن العملية ضخمة ومعقدة».
وقال عرمان خلال مؤتمر صحافي في الخرطوم ان حزب المؤتمر الوطني بزعامة البشير تلقى رسالة واضحة من اهل جنوب السودان. ورغم عدم مشاركتي في الانتخابات الرئاسية، فإنني في المقدمة في كل مكان في الجنوب. وأضاف عرمان، مسؤول الحركة الشعبية في شمال السودان، «إنها رسالة شديدة الوضوح من اهل جنوب السودان، من اهل جبال النوبة ومن جنوب (ولاية) النيل الازرق، حيث أتقدم نتائج الاقتراع». واتهم عرمان نظام البشير بنشر قوات في ولاية النيل الازرق المحاذية لولايات الجنوب وبالسعي الى تزوير نتائج الانتخابات في تلك الولاية.
وزير الإعلام السوداني يعتبر الحكومة القومية حقاً للبشير
دعا وزير الإعلام السوداني الزهاوي ابراهيم مالك مواطنيه الى توثيق أية خروقات انتخابية محتملة، كما طالبهم باستخدام حقهم في مخاطبة المفوضية القومية للانتخابات، ثم المحكمة الدستورية، بشأن هذه الخروقات. وقال إن تغليب خيار تشكيل حكومة قومية أمر يخص رئيس الجمهورية وحده. وقال الزهاوي في تصريحات خاصة لـ«الإمارات اليوم» ان الرئيس البشير يمكنه دعوة اي حزب معارض للمشاركة في الحكومة القومية المزمع تشكيلها بعد اعلان نتيجة الانتخابات. مشيراً الى ان السودان كان يحكم بهذه الحكومة قبل الانتخابات. واضاف: «عرضنا على الاحزاب فكرة الحكومة القومية لكنها رفضت المشاركة، الا اذا نفذ الحزب الحاكم جميع شروطها». وتابع: «رفضت احزاب المشاركة في الانتخابات منذ أيام، وترفض الآن المشاركة في الحكومة القومية. وتشكك في العملية الانتخابية التي تمت تحت رقابة محلية و دولية، فماذا تريد هذه الاحزاب بالضبط؟». واستطرد الزهاوي: «نطالب الافراد والاحزاب بتوثيق اي عملية تزوير يقولون عنها، وإبلاغ المفوضية بها. ولو لم تتخذ المفوضية اجراء، فليتقدموا الى المحكمة الدستورية». واختتم الزهاوي تصريحه بالاشارة الى ان الاحزاب ظلت طوال السنوات الماضية تطالب بالتحول الديمقراطي، وعندما جاءت الانتخابات أهدرت الفرصة. «كنت أتمنى ان يشارك حزب الامة الذي يتحدث عن شرعيته التاريخية، ليأخذ مكانه تحت قبة البرلمان. وكنت أتمنى ان يشارك الحزب الشيوعي السوداني ويحصل على شرعية دستورية في مواجهة حزب المؤتمر الوطني الذي يصفه كثيرون بأنه حزب ذو توجه إسلامي».خالد محمود ــ الخرطوم |
من جهته، أعلن الحزب الاتحادي الديمقراطي المشارك في الانتخابات رفضه لنتائجها واتهامه المفوضية القومية للانتخابات بالانحياز، لينضم بذلك الى موقف حزب المؤتمر الشعبي بزعامة حسن الترابي. وقال زعيم الحزب محمد عثمان الميرغني في بيان «نرفض نتائج الانتخابات ونطلب إعادة عملية الاقتراع». وأضاف «الطريقة التي جرت بها هذه العملية بعيدة عن ان تكون حرة ونزيهة، والمفوضية لم تكن طرفاً محايداً».
وتفيد النتائج الجزئية الصادرة عن المفوضية حتى الآن بأن الرئيس السوداني عمر البشير ضمن الفوز بنسبة عالية من الأصوات، مع تحقيق حزب المؤتمر الوطني الذي يتزعمه تقدما على بقية الاحزاب المشاركة وأبرزها حزب المؤتمر الشعبي بزعامة حليفه السابق حسن الترابي، والحزب الاتحادي الديمقراطي بزعامة محمد عثمان الميرغني. ولكن هذه النتائج لا تشمل سوى عشرات من مكاتب الاقتراع التي يصل عددها الى 17 الفاً. ونظراً لاجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية والاقليمية في الوقت نفسه في البلد المترامي الاطراف، فإن عملية العد والفرز تشمل زهاء 90 مليون بطاقة اقتراع، حيث تعين على الناخبين في الشمال ان يملأوا ثماني بطاقات اقتراع وفي الجنوب 12 بطاقة. ووفق الارقام الاولية للمفوضية بلغت نسبة المشاركة 60 من أصل 16 مليون ناخب مسجل في ولايات السودان الـ.25
ويخشى ان يترافق إعلان نتائج الانتخابات مع احتقان سياسي مع صدور تصريحات متضاربة عن حزب المؤتمر الوطني بشأن اشراك المعارضة في الحكم. ففي حين أكد مستشار الرئيس غازي صلاح الدين العتباني، أنه سيسمح للمعارضة بالمشاركة، قال مساعد الرئيس السوداني نافع علي نافع انه لا سبيل للذين قاطعوا الانتخابات للمشاركة في الحكومة المقبلة. وأضاف نافع الذي يشغل منصب نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني الحاكم للصحافيين «لا سبيل للذين قاطعوا الانتخابات للمشاركة في الحكومة المقبلة، ولا ترضية لشخص أو كيان على حساب ارادة الشعب». وتعليقاً على إعلان المراقبين الدوليين ان الانتخابات السودانية لا تفي بالمعايير الدولية للانتخابات الشفافة، قال نافع «لم يقولوا ان الانتخابات في كل جوانبها لم ترق الى المستوى الدولي، ولكنهم قالوا انها في بعض جوانبها، وفي هذا فرق كبير». وأضاف «هذه الانتخابات اخرست الالسن وفتحت العيون العمشاء ويكفيها الحضور الكبير والمشاركة الكبيرة».
وذكرت وكالة السودان للانباء أن السودانيين المقيمين في الخارج يدعمون البشير دعما كبيرا، حسب ما أظهرت النتائج المبدئية في مراكز الاقتراع التي أقيمت في ليبيا وسلطنة عمان ومصر وقطر والكويت والامارات العربية المتحدة، وقالت انه فاز بأغلبية تراوحت بين 77 و92٪. وأشارت الوكالة الى فوزه بنسبة 90٪ من الاصوات في انتخابات الرئاسة بالولاية الشمالية. من جانبها، دعت الصحف السودانية المستقلة والمعارضة المجتمع الدولي الى عدم الاعتراف بنتائج الانتخابات التي قالت انها لا تؤدي سوى الى الحفاظ على الوضع القائم المتمخض عن تقاسم السلطة بين المتمردين الجنوبيين السابقين والنظام الحاكم في الخرطوم منذ انقلاب .1989
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news