ناصر البحري.. حارس بن لادن التائب
أكد اليمني ناصر البحري الذي كان في السابق حارساً شخصياً لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، والذي نشر بالشراكة مع صحافي فرنسي كتاباً عن حياته الى جانب زعيم القاعدة، أنه يريد ان يثني الشباب عن الانضمام الى «التنظيم المتطرف».
وقال في مقابلة مع «فرانس برس» إن الفكرة من وراء نشر الكتاب كانت تدور حول منح الشباب القدرة على أن يفهموا ان لهم حقاً في قول «لا» للمتطرفين، وبما في ذلك لتنظيم القاعدة. وأكد أنه فوجئ بقرار فرنسا عدم منحه تأشيرة دخول ليطلق كتابه الجديد «في ظلال بن لادن».
وقال «فوجئت بالخبر في الصحافة مثلي مثل بقية الشعب. يرفضون دخولي ولايزالون ينظرون الى ناصر البحري على أنه ذلك الارهابي، وتلك الشخصية الخطيرة». وأكد البحري ان كتابه الذي كتبه مع الصحافي الفرنسي جورج مالبروني والذي صدر في 15 ابريل الجاري، «فيه قصص كثيرة حول شخصية بن لادن وطريقة تعامله مع الآخرين كشخصية قيادية».
والبحري من جنوب اليمن، ولد في ميناء جدة، حيث كان والده وجده عاملي ميكانيك في شركة بن لادن للانشاءات. وغادر السعودية عام 1990 حين كان في الـ18 من عمره، بعد سماعه خطبة ألقاها اسامة بن لادن، وتوجه الى «الجهاد» ضد الروس في أفغانستان، وفي البوسنة، حيث أمضى البحري فترة التسعينات، عمل في تدقيق الدوافع الدينية للمجندين الجهاديين من اجل القتال في سبيل قضية مسلمي البوسنة.
وانضم البحري الى بن لادن في قندهار عام ،1996 لكنه غادر أفغانستان في اكتوبر عام ،2000 بعدما اختلف مع بعض رفاقه إثر تعرضه للاعتقال والسجن في صنعاء عقب الهجوم على المدمرة الاميركية «يو اي اس كول» في عدن. وانفصل البحري عن «القاعدة» عام 2000 وتخلى عن فكرها وأعطى الاستخبارات الاميركية معلومات اعتبرت قيمة جداً بعد هجمات 11 سبتمبر.
كلف بن لادن البحري بمهمات جسيمة من بينها إيجاد زوجة رابعة يمنية له، وإطلاق الرصاص عليه إذا واجه خطر الوقوع في الأسر حياً.
ومنذ عام 2002 اشتملت نشاطات البحري على العمل سائقاً لسيارة أجرة، وثلاثة لقاءات مع الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، ودورات في التسويق والبيع والبرمجة اللغوية ـ العصبية شبه العلمية بعد ما أصبحت رائجة.
تقول مراسلة صحيفة «تايمز» فكتوريا كلارك التي التقت البحري في صنعاء، إن سلوكه دافئاً وحيوياً، ابتسامته خاطفة وحركاته رشيقة، ساحر، دمث ويرتدي قميصاً مكوياً حديثاً وساعة باهظة الثمن، وفوطة ذات نقشة رصينة. وهو بعيد عن أي فكرة غربية لصورة الجهادي العنيف. وتفترض كلاك انه «عرف خطأ أساليبه، وأعاد تأهيل نفسه من الأساس». وعن انضمامه في السابق الى صفوف «القاعدة»، قال البحري «تكونت عندي فكرة أن مواجهة الغرب، او الظالم الأكبر الذي هو الغربي، لا تكون الا بالجهاد والقوة المسلحة، فبحث عن أفضل تنظيم وافضل من يستطيع ان يواجه الغرب، فكان تنظيم القاعدة».
الا انه أضاف «لكن بعد انخراطي في وسط التنظيم وتعمقي فيهم ورؤيتي أشياء كثيرة جداً، علمت أن تنظيم القاعدة ضعيف من الداخل».
ووجه نداء الى الشباب المسلم، وقال «أنصح الشباب بألا يتعجلوا وان يستمعوا الى الطرف الآخر».