توقيف أميركي من أصل باكستاني على خلفيـة عملية «تايمز سكوير»
أوقفت السلطات الأميركية، أمس، أميركيا من أصل باكستاني على خلفية محاولة الاعتداء الفاشل في نيويورك السبت الماضي، بينما كان يستقل طائرة تابعة لـ«طيران الإمارات» متجهة من نيويورك إلى دبي، بعد إنزال ثلاثة ركاب من تلك الطائرة، في الوقت الذي تعهدت فيه السلطات الباكستانية بالتعاون مع الولايات المتحدة في التحقيق.
واشنطن تمنح باكستان 656 مليون دولار لدعم الأمن قال متحدث في اسم السفارة الاميركية في باكستان، أمس، أن الولايات المتحدة أعطت إسلام اباد 656 مليون دولار لتغطية بعض نفقات العمليات العسكرية التي قام بها الجيش الباكستاني ضد متشددي حركة طالبان. وتجيء هذه الاموال في اطار برنامج «صندوق دعم التحالف» وهو برنامج اميركي لدفع أموال لدول تحملت نفقات في دعم عمليات مكافحة الارهاب والمتشددين. وباكستان حليف قوي للولايات المتحدة بينما تحاول واشنطن جاهدة اعادة الاستقرار الى دولة أفغانستان المجاورة والقضاء على الخطر العالمي الذي تشكله «القاعدة» وحلفاؤها. وتحملت إسلام آباد نفقات محاربة «طالبان» على طول حدودها مع أفغانستان. وقال المتحدث باسم السفارة الاميركية في اسلام آباد ريتشارد سنيلساير، إن واشنطن حولت مبلغا قدره 188 مليون دولار الاسبوع الماضي و468 مليونا أخرى أول من أمس. وأضاف «نراجع فواتير أخرى ومطالبات اخرى خاصة بعام 2009 ونعمل على تسليمها». وقالت السفارة الاميركية في إسلام آباد في بيان ان الولايات المتحدة زودت باكستان بنحو 7.2 مليارات دولار، من صندوق دعم التحالف منذ عام ،2001 وأضافت ان المساعدات الاميركية المدنية والامنية الاخرى لباكستان زادت على أربعة مليارات دولار خلال السنوات الثلاث الماضية.إسلام آباد ــ رويترز |
وقال وزير العدل الاميركي إريك هولدر، إن المعتقل «يدعى فيصل شهزاد وقد ولد في باكستان ونال الجنسية الأميركية كما أفاد مكتب التحقيقات الفيدرالي (اف بي آي)».
وجاء في بيان صادر عن السلطات القضائية، أنه يعتقد أن المشتبه فيه الذي أوقف مساء أول من أمس في مطار جيه.اف كينيدي «قاد سيارة مفخخة الى تايمز سكوير مساء الاول من مايو الجاري». وقد أوقف فيما كان يحاول الصعود الى طائرة متجهة الى دبي.
وذكرت وسائل الاعلام ان المشتبه فيه في الثلاثين من العمر، وكان يقيم في كونكتيكت (شمال ـ شرق) وقد عاد في الآونة الاخيرة من رحلة استغرقت خمسة أشهر الى باكستان.
وأشارت الى انه قد يكون اقام في بيشاور المدينة الكبرى في شمال غرب البلاد قرب الحدود الافغانية وأحد مراكز تدريب عناصر حركة طالبان وحلفائهم من تنظيم القاعدة.
وكانت السلطات الاميركية شككت أول من أمس في صحة تبني حركة طالبان الباكستانية المتحالفة مع القاعدة، محاولة الاعتداء.
وقال هولدر خلال مؤتمر صحافي في واشنطن «اعتقل فيصل شهزاد وهو مواطن اميركي في مطار جون كينيدي اثناء محاولته الصعود الى طائرة متجهة الى دبي». وأضاف ان التحقيق حول محاولة الاعتداء بالسيارة المفخخة السبت في تايمز سكوير في قلب نيويورك يأخذ اتجاهات عدة لاسيما اتجاه «منظمات إرهابية في الخارج». وقال« من الواضح أن الهدف خلف هذا العمل الإرهابي هو قتل أميركيين»، مشيرا الى ان «التحقيق يتواصل وكذلك جهودنا من اجل جمع معلومات مفيدة». وأكد تقدم التحقيق في اتجاهات عدة.
وذكرت شبكة «سي إن إن»، أن المشتبه فيه كان موجودا على متن الطائرة المتوجهة الى من نيويورك الى دبي وأن وجهته النهائية كانت باكستان إلا أن السلطات الاميركية منعت الطائرة من الاقلاع واوقفته. وأعلنت شركة طيران الإمارات، أن ثلاثة ركاب أنزلوا من تلك الطائرة. وقال متحدث باسم طيران الإمارات ان رحلة «ئي كيه 202» غادرت مطار «جيه أف كينيدي» بعد أن تم إيقافها من قبل السلطات المحلية حيث تم إنزال ثلاثة من ركابها.
وأضاف المصدر في بيان له أنه تم تطبيق جميع إجراءات السلامة بما في ذلك إنزال جميع الركاب من الطائرة وإجراء تفتيش دقيق وشامل لكل من الطائرة والركاب والأمتعة بالتعاون والتنسيق مع السلطات المحلية. وقال «وإذ تأسف (طيران الإمارات) لأي إزعاج سببه هذا التأخير فإنها تؤكد أن سلامة ركابها وموظفيها ورحلاتها تحتل قمة أولوياتها على الدوام».
من جهة أخرى، تعهدت السلطات الباكستانية بالتعاون مع الولايات المتحدة في التحقيق.
وقال مسؤول حكومي في إسلام آباد، إن «باكستان والولايات المتحدة يقيمان تعاونا وثيقا في مجال مكافحة الارهاب، وسنعزز هذا التعاون إذا لزم الامر». وأجرت السفيرة الاميركية في إسلام آباد آن باترسون محادثات مع وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي.
وقال مسؤول بارز في الحكومة الباكستانية «جرت مناقشة اولية عندما التقت السفيرة الاميركية وزير خارجيتنا».
من جهته، أعلن النائب الجمهوري عضو لجنة الامن الداخلي في مجلس النواب الاميركي بيتر كينغ، أن التحقيق «يتجه بوضوح نحو الارهاب الدولي».
وأعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي أن المشتبه فيه سيمثل امام المحكمة الفيدرالية في مانهاتن.
وذكرت محطة «ايه بي سي نيوز»، أن المحققين تمكنوا من الوصول الى شهزاد عبر استخدام الادلة المتعلقة بالسيارة المفخخة التي عثر عليها في مكان الاعتداء الفاشل. ونقلت عن السلطات أن شهزاد اشترى السيارة قبل أسبوع ودفع ثمنها 1300 دولار من فئة المئات.