‏موشيه هيرش.. حاخام مناهض للصهيونية

تُوفي الاحد الماضي الحاخام المناهض للصهيونية موشيه هيرش، زعيم حركة «ناطوري كارتا » الدينية اليهودية المحافظة، بعد صراع طويل مع المرض في منزله في القدس المحتلة. وأصبح هيرش الذي ولد عام 1931 في نيويورك، وعاش في حي ميا شعاريم اليهودي المتشدد في القدس، زعيماً للحركة الصغيرة عام ،1974 بعد وفاة الحاخام امرام بلو، كما كان قريباً من الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، الذي عينه وزيراً للشؤون الدينية في حكومته الأولى عام ،1995 وكان يصف عرفات بـ«الاخ والصديق»، وكان يدعم القضية الفلسطينية بقوة، ويعتقد بأن إسرائيل التي ينظر إليها اتباعه على أنها «بدعة»، لابد لها أن تزول تماماً. وهيرش هو صهر كاتزنيل بوغين، مؤسس حركة «ناطوري كارتا» التي تعني «حراس المدينة»، فقد إحدى عينيه عندما رشه يهودي متطرف بمادة حمضية حارقة. وينحدر معظم أتباع هذه الطائفة من أصول هنغارية، واستقروا في المدينة القديمة في القدس في بداية القرن التاسع عشر، وينحدر بعضهم من اليهود الليتوانيين. ووفقاً لعقيدة «ناطوري كارتا»، فإن «إعادة دولة إسرائيل ستتم فقط عندما يأتي السيد المسيح، وأن أي محاولة لاسترداد أرض إسرائيل بالقوة هي مخالفة للإرادة الالهية». كما تثير معتقدات «ناطوري كارتا» الجدل حتى داخل التيار اليهودي المتشدد في ميا شعاريم. وتضم الحركة نحو 10 آلاف يهودي متدين يعيش معظمهم في القدس الغربية، وبعضهم في لندن ونيويورك، ولهم لباس ديني خاص، ولحاهم وسوالفهم طويلة جداً، ولا يحبذون الاختلاط باليهود الصهاينة. ويؤكد هيرش أن حركته تؤمن بالحق الوطني الفلسطيني في جميع أرجاء فلسطين، ولا تعترف بإسرائيل، وتعتبر أن الجيش الاسرائيلي في فلسطين هو جيش إرهابي محتل، وليس له حق في تعذيب أبناء الشعب الفلسطيني، وأن هذه الأرض المقدسة ليست أرض «إسرائيل»، كما يزعم الصهاينة، وأن قادة الصهيونية عبارة عن لصوص مارقين، وأن أعضاء حركته يرفضون الاقتراب من حائط البراق، لاعتقادهم بأنه تم تدنيسه من الصهاينة. وحول موقفه من منظمة التحرير الفلسطينية، أكد هيرش غير مرة أنه يحب الفلسطينيين، ويعتبر عرفات رئيساً لهم جميعاً. كما طلب هيرش من عرفات تمكين «ناطوري كارتا» اليهودية كأقلية دينية في فلسطين، من التمتع بمزايا جواز السفر الفلسطيني عند إصداره وأنه لا يرغب بحمل جواز السفر الإسرائيلي، مشيراً إلى إيمانه القوي بأن الصهاينة في فلسطين هم حركة استعمارية تريد أن تسيطر على فلسطين، بالتعاون مع الاستعمار الغربي، خصوصاً الأميركي. ‏