قطع طريق بلدة لبنانية احتجاجاً على توقيفات في اطار تحقيق في مقتل مواطن مصري

الضحيتان آمنة(9 أعوام) وزينة(7 أعوام).

قطع حوالي 300 شخص من بلدة كترمايا جنوب شرق بيروت، الطريق عند مدخل البلدة بعد ظهر أمس، احتجاجاً على توقيف شخصين من بلدتهم في اطار التحقيق في مقتل مواطن مصري والتمثيل بجثته بعد الاشتباه بقتله أفراد عائلة في كترمايا الأسبوع الماضي.

وأفاد مصدر أمني أن القوى الأمنية، تجاوباً مع توجيهات المسؤولين المعنيين، أوقفت شخصين "يشتبه بأنهما شاركا في الاعتداء على الموقوف محمد سليم مسلم المصري الجنسية"، الذي ضرب حتى الموت وسحل وطعن ومن ثم علق على أحد أعمدة الكهرباء في كترمايا في 29 أبريل الماضي.

وكانت القوى الأمنية اقتادت مسلم (38عاماً) إلى كترمايا في اطار التحقيق في جريمة اشتبه بأنه نفذها في اليوم السابق في البلدة. واستغل الأهالي الأمر لاخراج الرجل بالقوة من سيارة الشرطة وتنفيذ "عملية ثأر" لقتلاهم.

وأفادت مصادر التحقيق أن مسلم أقدم على قتل رجل وزوجته وحفيدتيهما لأسباب مجهولة. ونشرت بعض المواقع الإلكترونية والمجلات صوراً مريعة عن الجريمة التي حصلت بواسطة سكين تظهر ان القاتل عمد الى تقطيع بعض أوصال الضحايا وتشويههم.

وقال مراسل وكالة فرانس برس إن "المحتجين الذين يبدون في حالة غضب شديد أشعلوا الجمعة (أمس) اطارات في وسط الطريق الرئيسية للبلدة ووضعوا مستوعبات نفايات وعوائق حديدية ومنعوا السيارات من المرور".  ويسجل انتشار للجيش اللبناني في المكان.

من جهته، أكد رئيس بلدية كترمايا، محمد نجيب حسن، أن "التحرك سلمي، وتتم معالجة الأمور بهدوء مع السلطات السياسية والأمنية المعنية من أجل استيعاب الوضع وتنفيس الاحتقان".

وقال المواطن سليمان سليمان، الذي وقف بين الحشد الغاضب، "لسنا مجرمين كما صورنا الإعلام"، مضيفاً أن مسلم "ارتكب جريمة بشعة أودت بحياة أربعة أشخاص، وعلى القوى الأمنية اطلاق الموقوفين أو اعتقال كل أبناء البلدة، لأن كل البلدة انتقمت للجريمة".

وبدا المحتجون مستائين من وسائل الإعلام وحاولوا منعها من التصوير. وكان قتل مسلم أثار حملة استنكار في الأوساط السياسية والإعلامية في لبنان، التي أكدت أن مرجعية العقاب يجب أن تكون في يد الدولة وحدها.

وقدم وزير العدل ابراهيم نجار اعتذاراً إلى الشعب المصري عن "ردة الفعل التي حدثت في كترمايا والتي ما كانت لتحدث لولا الجريمة الشنعاء الفظيعة"، مؤكداً أن "لبنان سيتابع الموضوع بكل جدية وصلابة".

وقالت سيدة في كترمايا رافضة الكشف"هل سيعيد الاعتذار الضحايا؟" الذين قتلوا في البلدة. وناشدت المسؤولين "التدخل لانصاف البلدة والتضامن مع أهلها".

ومن الناحية القانونية، اعتبر المحامي اللبناني ريمون عازار أن "ما قام به محمد مسلم جريمة بربرية لا تغتفر"، إلا أنّه أكد في الوقت عينه أن ردة فعل أهالي كترمايا هي "تصرف همجي مع أنّه تم وسط غضب عارم".

وأوضح "لم يصدر الحكم النهائي بادانة مسلم بارتكاب الجريمة ما يرجح امكانية ولو ضئيلة ألا يكون هو الجاني كما أن أقواله قد تكون سحبت منه تحت الضغط ما يعني أن أهالي كترمايا قتلوا مسلم قبل تثبيت الاتهام عليه"، متخوفاً من أن تكون الحقيقة قد غابت مع مسلم.

ولفت عازار الى أن عناصر قوى الأمن الذين اقتادوا الجاني إلى ساحة كترمايا يتحمّلون مسؤولية كبيرة ويجب أن تتم معاقبتهم.

تويتر