صورة وظلال
فيصل زاد..من الحلم الأميركي إلى الإرهاب
يجمع أصدقاء المتهم في حادثة تفجير سيارة مفخخة في ساحة «تايمز سكوير» في نيويورك، قبل أسبوعين، فيصل شاه زاد، على أن هذا الأخير عاش حياة تعد نموذجية بالنسبة لمهاجر في الولايات المتحدة. وقد حصل شاه زاد على الجنسية الأميركية بعد أدائه اليمين في محكمة بريدجبورت بولاية كونتكت في 17 ابريل .2009 ومنذ ذلك الحين أصبح مواطناً أميركياً كامل الحقوق، حيث بات بإمكانه استضافة أفراد عائلته من باكستان، وأن يصوت في الانتخابات، وأن يتمتع بجميع الحقوق المدنية والدستورية الأميركية، ما عدا الترشح لمنصبي الرئيس أو نائب الرئيس، اللذين يقتصران على المولودين في الولايات المتحدة. والمفاجأة أن هذا الشاب الطموح والودود، بعد عام من حصوله على الجنسية، اعتقل بتهمة الإرهاب ومحاولة الهجوم على نيويورك، التي يعاقب عليها القانون الأميركي بالسجن مدى الحياة.
ويتساءل مراقبون كيف وصل الحال بمهاجر ينحدر من أسرة عريقة، إلى محاولة زعزعة الأمن في أكبر مدينة أميركية.
وقد وصف الرئيس الأميركي باراك أوباما الحادث بأنه تصرف وحشي، وقد حصل فيصل (31 عاماً) على تأشيرة دراسية في الولايات المتحدة عندما كان في الـ19 من العمر، وتخرج في جامعة بريدجبورت في ،2004 حاصلاً على شهادة في الكمبيوتر وأخرى في إدارة الأعمال، وعمل شاه زاد بعد تخرجه في القطاع المالي، ولم يكن في حياته أي شيء يثير القلق أو يجذب انتباه السلطات الأمنية.
ويقول زميل له يدعى تيموثي ديليو «كان (فيصل) دائماً طيباً جداً»، وقد تزوج فيصل من هوما ميان، الأميركية من أصل باكستاني وأنجب منها طفلين.
استقرت العائلة في بيت جميل اشتراه شاه زاد بأكثر من ربع مليون دولار، وكان يرتدي الزي الغربي، ولا ينسى ربطة العنق عندما يتوجه إلى مقر عمله في وول ستريت. ويصفه المقربون منه بأنه مسلم معتدل في أفكاره ومرح في طبعه. إلا أن إمام مسجد بريدج بورت الشيخ أبوحسن أبومار، يؤكد أنه لم يصادفه يوماً في المسجد.
ويذكر أنه ترك عمله بشكل مفاجئ، في أواسط العام الماضي من دون تقديم أي مبررات وعاد إلى باكستان. ويقول جيرانه إنه أخبرهم بأنه راحل إلى ولاية ميزوري. ولسوء حظ شاه زاد، وحتى قبل حصوله على الجنسية، خسر منزله بسبب تعثره في دفع مستحقات البنك، شأنه شأن آلاف الأميركيين، وسببت الأزمة المالية انتكاسة كبيرة في حياته، وكأن نجاحه الذي حققه في غضون سنوات طويلة يذهب أدراج الرياح فجأة.
يحاول المحققون معرفة تفاصيل الفترة التي قضاها شاه زاد في باكستان، إلى أن عاد إلى الولايات المتحدة في فبراير .2010 وحسب محققين في نيويورك فإن فيصل اعترف بأنه تلقى تدريبات في معسكر بمنطقة وزيرستان، تعلم فيه كيفية التعامل مع القنابل المصنوعة يدوياً. إلا أنه قام بالهجوم الفاشل الأخير بمفرده، وقد قامت السلطات الباكستانية باعتقال أفراد من عائلته، في الوقت الذي يعتقد فيه من يعرفون عائلة شاه زاد أن هناك مؤامرة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news