اختطاف 3 موظفين دوليين في دارفور

تشاد تمنع زعيم «العدل والمساواة» من دخول أراضيها

خليل إبراهيم. أ.ف.ب

قالت حركة العدل والمساواة ان السلطات في تشاد رفضت، أمس، دخول زعيم لمتمردي دارفور الى أراضيها لدى وصوله الى مطارها الرئيس في طريق عودته الى ميدان المعركة، فيما أعلن عن اختطاف ثلاثة موظفي إغاثة في دارفور.

وقال متحدث باسم الحركة ان مسؤولين تشاديين استقبلوا زعيم الحركة خليل إبراهيم حين وصل الى العاصمة التشادية نجامينا قادماً من ليبيا في الواحدة صباحا «بتوقيت غرينتش». وأضاف أنهم صادروا جوازات سفر مرافقيه وأمروه بالعودة الى طرابلس.

وتعتبر هذه المواجهة انتكاسة كبيرة للجماعة المتمردة التي كانت لها فيما مضى صلات قوية بقيادة تشاد، واستغلت البلاد بشكل منتظم قاعدة لقواتها ونقطة عبور لمسؤوليها.

وقال المتحدث باسم الحركة احمد حسين آدم لـ«رويترز» «ان الواقعة جزء من مؤامرة من تدبير الحكومة التشادية والوسطاء الدوليين ضد الحركة لإجبارها على العودة الى محادثات السلام المتعثرة معحكومة السودان.

وأضاف آدم أن ابراهيم رفض العودة الى ليبيا وكذلك طاقم طائرة الخطوط الجوية الافريقية، وأن زعيم المتمردين يجلس حالياً داخل الطائرة مع مرافقيه بمطار نجامينا.

وحركة العدل والمساواة واحدة من مجموعتين متمردتين حملتا السلاح ضد الحكومة السودانية عام 2003 متهمة إياها بإهمال منطقة دارفور (غرب البلاد) وتهميش سكانها.

ويهيمن على الحركة أفراد قبيلة الزغاوة الذين ينتشرون من دارفور عبر الحدود الى تشاد المجاورة. وتوجه الخرطوم الاتهام لتشاد منذ فترة طويلة بدعم وتسليح حركة العدل والمساواة خلال الصراع المستمر منذ سبعة أعوام. لكن الدولتين المنتجتين للنفط بدأتا جهوداً للتقارب في نهاية عام .2009 وفي فبراير الماضي توسطت تشاد في اتفاق لوقف اطلاق النار واتفاق مبدئي للسلام بين حركة العدل والمساواة وحكومة السودان.

وعلقت الحركة هذا الشهر مشاركتها في المحادثات التي تستضيفها العاصمة القطرية الدوحة متهمة الخرطوم بقصف المدنيين، واندلعت اشتباكات بين الجانبين منذ ذلك الحين في دارفور.

وقال آدم ان الحركة تود أن توضح للسلطات التشادية أنها تندد بسلوكها وتندد بتصرفاتها وتحثها على السماح لخليل بالعودة الى الميدان.

وأضاف أن الحركة لديها معلومات تفيد بأن السلطات التشادية على اتصال برئيس فريق الوساطة المشترك الخاص بدارفور جبريل باسول، ويضم ممثلين من الامم المتحدة والاتحاد الافريقي. وتابع قائلاً انهم يحاولون خطف خليل والآخرين لنقلهم الى الدوحة. وقال انهم اذا فعلوا هذا فسيرتكبون خطأ كبيرا جدا.

ولم يتسن الاتصال على الفور بمسؤولين من حكومة تشاد او فريق التفاوض للتعليق.

وقال آدم ان السلطات التشادية تريد من ابراهيم العودة الى طرابلس في طريقه الى الدوحة.

وكان السودان طلب من الشرطة الدولية (الانتربول) توزيع أمر اعتقال لإبراهيم فيما يتصل بهجوم شنته حركة العدل والمساواة على الخرطوم عام ،2008 لكن السلطات التشادية لم تصرح ان كانت ستتعاون ام لا.

من جهة أخرى، قال مسؤول حكومي سوداني إن مسلحين خطفوا ثلاثة من موظفي الاغاثة -هم سودانيان وأميركية - في دارفور غرب السودان.

وهذه هي العملية الاحدث في موجة من أعمال الخطف التي اجتاحت دارفور خلال العام الماضي.

وقال وزير الدولة السوداني للشؤون الانسانية عبدالباقي الجيلاني لـ«رويترز» ان امرأة أميركية ورجلين سودانيين خطفوا.

وأضاف أنه يدعو المنظمات غير الحكومية الاجنبية إلى فرض ضوابط على تنقلات موظفيها الاجانب.

وتابع الجيلاني «وضعنا آلية.. آلية فعالة للغاية، تضم الحكومة السودانية مع وكالات الامم المتحدة والمنظمات غير الحكومية لأن أي تقييم أو تقدير للشؤون الانسانية على الارض يجب أن يقوم على هذه المهمة المشتركة».

ومضى يقول «نقوم بتنسيق جيد ونعتقد ان هذه الآلية فعالة للغاية وبرهنت على أنها عملية. لقد تجنبنا كما تعلمون الكثير من الخلافات التي تحدث.. التي تحدث عادة، وسأبذل قصارى جهدي للاتصال بالاشخاص المعنيين.. السفارة الاميركية أو وكالات الامم المتحدة أو حتى مقار المنظمات غير الحكومية، حتى نتمكن من اقامة تنسيق جيد ونتبادل المعلومات معاً. أنا واثق تماما بأننا في نهاية المطاف سنحقق هدفنا بالافراج عن هؤلاء الثلاثة سالمين».

وقال المتحدث باسم الامم المتحدة في الخرطوم سام هندريكس إن ثمانية مسلحين أوقفوا قافلة من سيارتين وسرقوا السيارتين وخطفوا ثلاثة من موظفي الاغاثة وتركوا ثلاثة آخرين على أطراف مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور.

وكان أربعة جنود من جنوب إفريقيا يعملون ضمن بعثة حفظ السلام المشتركة بين الاتحاد الافريقي والامم المتحدة قد خطفوا في نيالا الشهر الماضي، ولكن أفرج عنهم بعد أن توصلت الحكومة السودانية إلى اتفاق مع الخاطفين.

تويتر