الجيش يطرد «القمصان الحمر» من بانكوك وقادتهم يستسلمون
أنهى متظاهرو حركة «القمصان الحمر» المناهضون للحكومة التايلاندية، أمس، احتجاجهم واستسلم قياديوهم للشرطة بعد هجوم خاطف شنه الجيش على موقع اعتصامهم في بانكوك، وأسفر عن سقوط ما لا يقل عن خمسة قتلى بينهم صحافي إيطالي. وبعد نحو شهرين من التظاهرات التي بدأت سلمياً، ثم تخللتها حوادث عنف ومفاوضات لم تثمر عن أي نتيجة، سيطر الجيش في غضون ساعات قليلة على منطقة «القمصان الحمر»، وأرغم قيادييهم على الاستسلام. وهجم مئات الجنود في وقت مبكر من صباح أمس، على الحي التجاري والسياحي في العاصمة الذي تحصن فيه المتظاهرون طويلاً، بعد اقتحام المدرعات للمتاريس التي أقامها المتظاهرون بواسطة الإطارات المطاطية والأخشاب والأسلاك الشائكة، واستخدم الجيش الدبابات.
وقُتل خلال الهجوم أربعة مدنيين وصحافي إيطالي اثر اصابته برصاصة في بطنه، بحسب الشرطة. كما أصيب صحافي هولندي أيضاً بجروح «ليست خطرة». ودارت معارك في حديقة لومبيني، حيث تعود التايلانديون والسياح على التنزه.
وإثر ذلك أعلن قادة المتظاهرين في تصريح مؤثر من موقع «القمصان الحمر» المحصن استسلامهم للسلطات. وقال جاتوبورن برومبان وعيونه تدمع «سأستسلم مع رفاقي للشرطة الوطنية. أعلم أنكم تتألمون وبعضنا عاجز عن الكلام لكننا لا نريد مزيداً من القتلى».
بدوره قال القيادي ناتاووت سايكوار «إننا نوقف التظاهرة الآن. أعلم أن بعضكم سيعتبر ذلك غير مقبول،لكننا نبادل حريتنا بأمنكم، لقد بذلنا كل ما في وسعنا، وأطلب منكم جميعاً العودة إلى منازلكم».
وتمكن أحد القياديين من الفرار بينما استسلم آخرون للشرطة الوطنية.
وقبل استسلام هؤلاء أعلن الناطق باسم الشرطة الجنرال بيا ويثايو، ان شرطة بانكوك «نشرت 1000 من عناصر التدخل السريع الذين تلقوا أمراً باطلاق النار فوراً إذا قام (المتظاهرون) بعمليات نهب وإضرام النار أو إثارة الشغب».
وفرض حظر التجول مساء أمس في العاصمة بانكوك.
ولايزال التوتر شديداً في بانكوك على الرغم انتهاء الهجوم، ووقعت حوادث عنف وانفجارات عدة، وأصيب صحافي أجنبي ثالث كندي الجنسية بجروح خطرة في هجوم بقنبلة يدوية بحسب مصور «فرانس برس». كما عمد متظاهرون في العاصمة إلى اضرام النيران في بورصة بانكوك والعديد من المراكز التجارية، كما اعلنت فرق الإطفاء. واستمع آلاف من «القمصان الحمر» وبينهم العديد من النساء، في هدوء إلى خطب قيادييهم والدموع تسيل من عيون بعضهم، بينما أنشد بعض المغنين أناشيد ثورية حين وقع الهجوم ورفعوا لافتة كتب عليها «كفوا عن قتل الشعب». وبعد الخطب النهائية خلا الموقع من المتظاهرين الذين أخذوا ينسحبون. وكانت السلطات رفضت أمس استئناف المفاوضات التي حاول بعض نواب مجلس الشيوخ تحريكها حتى آخر لحظة بموافقة «القمصان الحمر».