«أسطول الحرية» يبحر اليوم صــوب غزة
أعلن منظمو «أسطول الحرية» الذي يضم ثماني سفن وأكثر من 700 متضامن، تأجيل الإبحار صوب غزة إلى اليوم، على الرغم من التهديدات والتحذيرات الإسرائيلية باعتراضهم بمجرد دخول المياه الخاضعة لسيطرة الاحتلال قبالة سواحل القطاع، وفيما أعادت اسرائيل فتح «طريق الفصل العنصري» للفلسطينيين في الضفة الغربية، أعلن البيت الابيض ان الرئيس باراك اوباما سيستقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس في التاسع من يونيو المقبل في واشنطن.
وفي التفاصيل، قالت المتحدثة باسم حركة غزة الحرة، وهي إحدى الجهات المنظمة للأسطول أودري بومسي «تأجل الى اليوم انطلاق السفن الراسية قبالة قبرص والتي كان مقررا أن تبحر الى قطاع غزة لكسر الحصار، لقد غيرنا الإحداثيات مرتين، لأنه تردد ان اسرائيل هددت باحتجاز السفينة التركية، ولذلك قررنا تأجيل انطلاق كل السفن». وأضافت «وهذا يعني تأجيل كل شيء يوما واحدا لأن تغيير الإحداثيات يستغرق وقتا، كما واجه أحد القوارب مشكلات فنية، ولذلك اضطررنا إلى نقل الركاب منه الى قارب تركي».
وأضافت بومسي، أن سفينة ثامنة غادرت ايرلندا وستتأخر عن بقية الاسطول بسبب المسافة التي يجب ان تقطعها، ولن تصل مع السفن الاخرى. وتابعت ان اسرائيل تقول إنها ستوقفنا، وقد يكون الامر مجرد تهديدات. ننوي الوصول الى القطاع والبقاء فيه يومين. وأوضحت ان الجزء الاكبر من المساعدات التي تزن 10 آلاف طن وتنقلها السفن، هو مواد بناء وأوراق وكتب تعليمية. ويشارك40 سياسيا من 10 دول في هذه الرحلة التي يقوم بها بين 700 و800 متضامن.
وكانت غريتا بيرلين، احدى منظمات حملة «غزة الحرة»، الهادفة الى كسر الحصار عن القطاع قالت «من حقنا الابحار في المياه الدولية للوصول الى مياه غزة». وصرحت لوكالة فرانس برس بأن الوجود الوحيد غير القانوني في المنطقة هو اسرائيل، مضيفة ان اسطول الحرية سيصل في الموعد المحدد الى القطاع اليوم السبت.
من جهته، قال الناشط الايرلندي فينتان لين «نحن مصممون على كسر الحصار الاسرائيلي، ولن نخشى التهديدات».
وأضاف ان لسكان غزة الحق في الوصول الى العالم الخارجي ولهم حق تقرير مصيرهم.
وعقدت وزارة الخارجية الاسرائيلية اجتماعات مع سفراء الدول التي انطلقت منها السفن المشاركة في الاسطول، وحثتهم على عدم التعاون مع الحملة التي وصفتها بأنها عمل استفزازي. وقالت الوزارة إن المنظمين تجاهلوا عروضا إسرائيلية بأن ترسو السفن في أشدود، شمال غزة، ونقل شحناتها من هناك الى القطاع الساحلي. وقال المتحدث باسم الخارجية الاسرائيلية ييجال بالمور، إنه في حال حاولت السفن كسر الحصار المفروض على قطاع غزة، فستوقفها البحرية الإسرائيلية وتقودها إلى ميناء أشدود شمالي القطاع، حيث يخضع ركاب هذه السفن للإجراءات الإدارية من قبل وزارة الداخلية وسلطات الهجرة، ثم يرحلون إلى الدول التي وصلوا منها. ويعتزم المنظمون اتباع أساليب غير عنيفة لمقاومة البحرية الاسرائيلية بما في ذلك ربط انفسهم بسلاسل في السفن.
وقد دعت الامم المتحدة الى ضبط النفس بعدما هددت اسرائيل باعتراض السفن. وقال المتحدث باسم الامم المتحدة مارتن نيسيركي في بيان «نحث بقوة الاطراف كافة على التصرف بحذر ومسؤولية والعمل من اجل التوصل الى حل مرض». وجدد نيسيركي معارضة الامم المتحدة لإغلاق قطاع غزة.
من جهة اخرى، اعلن الجيش الاسرائيلي، امس، إعادة فتح الطريق رقم 344 الذي يطلق عليه طريق «الفصل العنصري»، احد اهم الطرق التي تربط القدس بتل أبيب، للفلسطينيين وقد كانت ممنوعة عنهم منذ 10 سنوات، وذلك بموجب قرار من المحكمة العليا. وسلكت الطريق نحو 20 سيارة فلسطينية، وتم وضع سياج من الاسلاك الشائكة على جانبي الطريق واقيمت مراكز مراقبة وحواجز جديدة لمراقبة تنقل الفلسطينيين. ويواصل الجيش منع الوصول الى الطريق رقم 344 من طرق فرعية، ولا سيما من معبر بيتونيا باتجاه رام الله.
وفي واشنطن، أعلن البيت الابيض ان اوباما سيستقبل الرئيس الفلسطيني في التاسع من يونيو، وذلك بعد اسبوع من المحادثات التي سيجريها الرئيس الاميركي مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن. وقال الناطق باسم الرئيس الاميركي روبرت غيبس ان اوباما سيستقبل محمود عباس في البيت الابيض في التاسع من يونيو. واضاف ان الرئيس يتطلع الى الاطلاع مع عباس على التقدم الذي تحقق حتى الآن في اطار المفاوضات غير المباشرة والوسائل التي يمكن ان تعمل عليها الولايات المتحدة مع الاطراف للانتقال الى مفاوضات مباشرة.
وتابع غيبس أن أوباما وعباس سيبحثان في «جهودنا المتواصلة للتعاون من أجل تطوير المؤسسات التي يتطلع إليها الشعب الفلسطيني ودعم قيام دولة فلسطينية». وسيلتقي أوباما الثلاثاء المقبل نتنياهو في البيت الأبيض، وقام الأمين العام للبيت الأبيض رام إيمانويل الأربعاء الماضي بتسليم نتنياهو دعوة شخصية من أوباما خلال زيارة خاصة إلى إسرائيل.