الشرطة المصرية تهاجم مسيرة انتخابية وتعتقل 12 من «الإخوان»
أكدت مصادر في جماعة الاخوان المسلمين وشهود، امس، ان نحو 30 شخصا أصيبوا في هجوم شنته قوات الشرطة المصرية على مسيرة انتخابية في مدينة أبوحمص بمحافظة البحيرة في دلتا النيل ، فيما دانت جماعة الاخوان المسلمين، الانتهاكات التي رافقت حملة انتخابات مجلس الشورى المقرر اجراؤها غدا في مصر.
ونظمت المسيرة مساء اول من أمس. وقال الشهود ان مئات من أنصار مرشح جماعة الاخوان في انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشورى، محمد الزيات شاركوا في المسيرة قبل أن تهاجمها الشرطة بقنابل الغاز المسيل للدموع وطلقات الرش التي تستخدم في صيد الطيور، بحسب شهود العيان. وستجرى الانتخابات غدا ويشارك فيها نحو 12 مرشحا اخوانيا. وقال مصدر في جماعة الاخوان ان نحو 12 من المصابين أعضاء فيها، وانهم يخضعون للعلاج في أكثر من مستشفى. وأضاف أن الشرطة استخدمت أيضا الرصاص المطاطي في مهاجمة المسيرة. وقال شاهد ان المصابين من السكان رفضوا العلاج في المستشفيات خشية إلقاء القبض عليهم. وأضاف أنهم نقلوا إلى بيوتهم أو بيوت أقارب لهم. وتابع أن الشرطة هاجمت المسيرة عند وصولها إلى ميدان المهاجرين في وسط مدينة أبوحمص. وقالت جماعة الاخوان ان نحو 12 من أعضائها ألقي القبض عليهم بعد المسيرة. وقال مصدر أمني في أبوحمص لرويترز «الشرطة اضطرت لاستخدام القنابل المسيلة للدموع بعد قيام عناصر الاخوان برشقها بالحجارة». وأضاف أن سبعة مجندين أصيبوا وتحطمت سيارة شرطة. وقالت مصادر في المدينة ان اثنين من المصابين المدنيين يعالجان من اصابة عين لكل منهما، يمكن أن تؤدي الى فقد الابصار. وقال مصدر ان الجرحين نتجا عن اصابتين مباشرتين بقنبلتي غاز مسيل للدموع. ومنذ بداية الحملة الانتخابية قبل نحو 10 أيام اشتكت جماعة الاخوان المسلمين، مما قالت انها اعتداءات من الشرطة على أنصارها وتضييق أمني على مرشحيها. وقالت الجماعة انها رشحت عددا محدودا من أعضائها للانتخابات الحالية، تجنبا للايحاء بأنها في منافسة مع الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم. من جهة اخرى، قال المرشد العام للاخوان المسلمين محمد بديع في مؤتمر صحافي، عندما قررنا خوض انتخابات مجلس الشورى، كان يحدونا الامل في ان يفي النظام الحاكم بجزء صغير من وعوده التي شهدتها الحملة، ولكنه بكل اسف خيب ظن شعبنا بممارسة انتهاكاته الدستور والقانون وحقوق المرشحين والناخبين. وكان بديع يشير الى الوعود التي قطعتها الحكومة المصرية على نفسها بأن تكون المنافسة حرة خلال الحملة الانتخابية. واضاف بديع ان جهاز الامن استخدم في غير ما هو منوط به وقام رجال الامن بملاحقة مرشحينا وانصارهم ومنعهم من الحركة للدعاية الانتخابية ومنعهم من الالتقاء بأبناء دوائرهم من الناخبين. وتابع «وصل الامر إلى حصار منازل المرشحين ومنعهم من اداء الصلوات إلا بمرافقة رجال الامن ومحاصرة المساجد الكبرى جميع ايام الجمعة لمنع المسيرات الانتخابية لمرشحي الاخوان». واعتبر المرشد العام للاخوان ان ما شهدته الحملة الانتخابية من انتهاكات هو مؤشر على ما ينوي النظام الحاكم الاقدام عليه يوم الانتخابات. وأعلن بديع تمسك الاخوان بشعار «الإسلام هو الحل» خلال التجديد النصفي لانتخابات مجلس الشورى. وقال إن الأخوان معتزون ومتمسكون بشعار الإسلام هو الحل، وإنه ترجمة للنص الدستوري في المادة الثانية من الدستور، والذي وافق عليه الشعب المصري بكل طوائفه واتجاهاته، وهو ما أكده القضاء المصري في أحكامه. وأشار إلى أن الأخوان المسلمين ماضون في طريقهم السلمي للإصلاح، ومستمرون في تواصلهم مع الجماهير، داعيا النظام الحاكم إلى النزول عند إرادة الناس لتحقيق الإصلاح المنشود، للتصدي للمشروع الصهيوني الأميركي في المنطقة.