روسيا تصمت حيال أعداد مواطنيها المتورّطين في قضية تجسس
رفضت وزارة الخارجية الروسية الكشف عن أعداد المواطنين الروس المتورطين في فضيحة التجسس المزعومة في الولايات المتحدة لحساب الكرملين من بين الـ11 مشتبهاً فيهم، مشيرة إلى وجود نقص في المعلومات الواردة في هذا الشأن، فيما تلاحق السلطات القبرصية عضواً مفترضاً في الشبكة أفلت من الرقابة القضائية.
وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة اندري نيستيرينكو في تصريحات نقلها التلفزيون الروسي «لا يمكنني قول شيء. لا أملك معلومات كافية عن هذا الموضوع».
وكانت روسيا اعترفت الثلاثاء الماضي بوجود مواطنين لها من بين الـ11 جاسوسا مفترضا الذين تم توقيف 10 منهم في الولايات المتحدة، وواحد في قبرص فقد اثره بعدها. لكنها نفت تورطهم في اعمال تضر بالمصالح الاميركية.
ومن بين هؤلاء الموقوفين، انا شابمان (29 عاماً) وهي سيدة أعمال شابة مقيمة في نيويورك منذ شباط الماضي، والتي تعتبر الشخص الوحيد الذي تم التثبت من جنسيته حتى الآن. وأكد نيستيرينكو ان موسكو ستمد مواطنيها المتورطين في هذه الفضيحة بمساعدة رسمية.
وتحدد المحاكم الاميركية خلال ساعات، كما هو مفترض طلب إطلاق سراح 10 جواسيس لقاء كفالة مالية.
من جهة أخرى، تلاحق الشرطة القبرصية كنديا اعتقل في الجزيرة المتوسطية لصلاته بالشبكة ثم فقد اثره بعد 24 ساعة من وضعه تحت الرقابة القضائية.
وقد وضعت كل نقاط الخروج من الجزيرة تحت رقابة مشددة، وكذلك المنطقة العازلة التي تفصل الجنوب، الذي تسكنه اكثرية يونانية، حيث اعتقل روبرت ميتسوس (54 عاما) الثلاثاء الماضي، عن جمهورية شمال قبرص التركية، كما قال مصدر في الشرطة.
وطلب من عناصر متخصصة من الشرطة ملاحقة ميتسوس عن كثب لدى تخلية سبيله، كما ذكرت صحيفة «اليثيا»، معتبرة ان قدرته على الافلات من رقابة الشرطة «تطرح كثيراً من الاسئلة»..
ورد المتحدث باسم الحكومة ستيفانوس ستيفانو بالقول «لو راقبناه على مدار الساعة لاعتبرت الرقابة قيودا عليه وانتهاكا لحقوقه، مشيرا إلى ان قرار تخلية سبيله من اختصاص القضاء.
وصدرت مذكرة توقيف ضد هذا الكندي الملاحق الذي قد يحاول اللجوء الى جمهورية شمال قبرص التركية التي لا تخضع لرقابة دولية، ولا ترتبط بأي معاهدة تسليم مع بلدان اخرى، بسبب وضعها دولة معلنة من جانب واحد وتعترف بها تركيا وحدها. وقال متحدث باسم الشرطة انها وجهت دعوة إلى الشهود للادلاء بإفاداتهم، ووزعت صورة هذا الرجل المطلوب ذي العينين الزرقاوين والشاربين الاشيبين.
وعنونت صحيفة «سايبرس مايل» الناطقة باللغة الانجليزية «قبرص: تجسس غير محدود»، مؤكدة ان الجزيرة «منصة تقليدية لعملاء ينشطون في العالم العربي والاتحاد السوفييتي السابق والولايات المتحدة وبريطانيا».
وتقطن في قبرص، الكائنة شرق البحر المتوسط، جالية روسية كبيرة وتقيم السلطات القبرصية علاقات جيدة مع موسكو.
وكان روبرت ميتسوس اعتقل الثلاثاء الماضي في مطار لارنكا بينما كان يستعد للسفر الى بودابست. وقد أفرج عنه في اليوم نفسه، مقابل كفالة بقيمة 26 ألفا و500 يورو، في انتظار احتمال تسليمه الى الولايات المتحدة.
وكانت واشنطن تلاحقه بتهمة التجسس لحساب روسيا وتبييض 40 ألف دولار (32 ألفا و800 يورو). وأصدر القاضي أمراً بوضعه تحت الرقابة القضائية، معتبرا أن إمكانات فراره ضعيفة، لكن ميتسوس لم يحضر أول من أمس الى مركز شرطة لارنكا، كما كان يفترض به أن يفعل.