غرانما: المنشق الكوبي المضرب عن الطعام قد يفارق الحياة
في تغطية غير معهودة لتحرك احتجاجي لمنشق كوبي، ذكرت صحيفة «غرانما» الكوبية الرسمية أن المعارض الكوبي غييرمو فارينياس «قد يفارق الحياة» قريباً، من دون أن تشير إلى الإضراب عن الطعام الذي ينفذه منذ 130 يوماً للمطالبة بإطلاق سراح السجناء السياسيين المرضى.
وتحدث الطبيب الذي يعالج المعارض في مقابلة مع الصحيفة عن «خطر موته» إثر إصابته «بجلطة في الشريان الوداجي الأيسر».
واختصرت هذه المعلومات في أخبار التلفزيون الكوبي لتقتصر على الإشارة إلى أنه يواجه خطر الموت.
وأكدت اليشا هرنانديز والدة فارينياس لوكالة فرانس برس أن ابنها في وضع حساس، لكنها قالت انه «صامد»، وسيواصل إضرابه عن الطعام.
وبدأ فارينياس (عالم النفس البالغ 48 عاما) إضراباً عن الطعام في 24 فبراير الماضي، غداة وفاة المنشق اورلاندو زاباتا في 23 فبراير.
وكانت الإضرابات عن الطعام التي يقوم بها منشقون في كوبا سببت إرباكا سياسيا لهذا البلد الوحيد في اميركا الذي يحكمه حزب وحيد هو الحزب الشيوعي.
إلا أن الرئيس التشيلي سيباستيان بينيرا قال ان حكومته ستتحدث مع كوبا ومنظمة الدول الاميركية «لمحاولة إنقاذ حياة غييرمو فارينياس».
وقال رئيس قسم العناية الفائقة في مستشفى ارنالدو ميليان دي سانتا كلارا في وسط كوبا الطبيب ارماندو كاباليرو إن حال المريض رهن بتطور الجلطة التي «قد تتحرك في أي لحظة وتنتقل إلى القلب ثم الى الرئتين، حيث يمكن ان تسبب انسداداً رئوياً قاتلاً».
والمقابلة غير معهودة في كوبا، التي لا تصدر سلطاتها أي معلومات أو تقارير عن السجناء السياسيين ولا تعترف إلا باعتقال من تصفهم بأنهم «مرتزقة يعملون لحساب حكومات أجنبية». ولم يذكر في المقابلة مع الطبيب ان فارينياس من اهم شخصيات المعارضة.
وقال رئيس لجنة حقوق الانسان الكوبية المنشقة اليزيو سانشيز إن تقرير الصحيفة والمقابلة «تحرك متعمد من قبل النظام»، لخفض الانتقادات الدولية اذا توفي فارينياس. وكان الرئيس راول كاسترو أكد أن حكومته لن ترضخ أبداً للاضرابات عن الطعام التي اعتبرها «ابتزازاً». لكنه أجرى محادثات في مايو الماضي مع الكنيسة الكاثوليكية لتتوسط في قضية فارينياس.
وأضاف سانشيز أنه على الرغم من هذا التحرك ستكون الحكومة «المسؤولة الوحيدة» اذا توفي فارينياس.
وقال بينيرا في خطاب في سانتياغو انه يحاول، بتدخله في قضية فارينياس عدم «تكرار القصة الحزينة لاورلاندو زاباتا» الزعيم الكوبي المنشق الذي توفي بعد إضراب عن الطعام استمر 85 يوماً. وطالب فارينياس الصحافي الذي يعمل على الانترنت والذي قام بـ22 إضراباً عن الطعام منذ ،1995 البدء بالإفراج عن 26 سجينا سياسيا مرضى. وكانت موجة من الاستياء الدولي وضغوط من الكنيسة الكاثوليكية دفعت السلطات الكوبية إلى الافراج عن منشق مصاب بالشلل، ونقل 12 آخرين إلى سجون قريبة من منازل عائلاتهم.
وبعد وساطة قامت بها الكنيسة الكاثوليكية، أعلن فارينياس انه مستعد لوقف إضرابه عن الطعام اذا أفرج عن 10 إلى 12 سجيناً سياسياً. ويصل وزير الخارجية الاسباني انخيل ميغيل موراتينوس إلى كوبا اليوم في محاولة لتسهيل الحوار. وقد عرض نقل فارينياس إلى إسبانيا لمعالجته، لكن المنشق رفض هذا العرض. وقال فارينياس لصحيفة «البايس» الاسبانية «هناك لحظات في التاريخ يجب أن يسقط فيها شهداء».