موسى وبلير في مؤتمرهما الصحافي في القاهرة. أ.ف.ب

نتنياهو: «الاستيطان أولاً»في المفاوضات المباشرة

تعهد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن يكون مستقبل المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة بين أول المواضيع التي سيجري التفاوض حولها إذا استؤنفت محادثات السلام المباشرة مع الفلسطينيين، وفيما قالت منظمة التحرير ان نتائج لقاء أوباما ونتنياهو لا تلبي المطالب الفلسطينية والعربية، ولا تبشر بخير، قال الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أمس إن المفاوضات غير المباشرة تواجه فشلاً شاملاً.

وتفصيلاً، قال نتنياهو انه مستعد لأن يناقش على الفور مستقبل المستوطنات اليهودية، اذا دخل الفلسطينيون في محادثات سلام مباشرة مع إسرائيل. وسئل نتنياهو في مقابلة في برنامج «لاري كينج لايف» لشبكة تلفزيون «سي إن إن» هل سيمدد وقفا مدته 10 أشهر لعمليات البناء الجديدة في المستوطنات بالضفة الغربية المحتلة الى ما بعد سبتمبر؟ فأجاب انه حان الوقت لان يتخلى الفلسطينيون عن الشروط المسبقة للمحادثات المباشرة.

وأضاف قائلا «فلنشرع في المحادثات وأحد الاشياء التي سنناقشها على الفور هو مسألة المستوطنات هذه». وكرر نتنياهو في حديثه مع «سي إن إن» دعوته إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس للمشاركة في طاولة المفاوضات، «الآن، لا نريد أي ذريعة أو شروط مسبقة». وكان نتنياهو ألقى، أول من امس، خطابا أمام المسؤولين اليهود الاميركيين في نيويورك، حيث شدد على الروابط العميقة بين اسرائيل والولايات المتحدة. وقال أمام الحاضرين ان موضوعا آخر يجب ان يبحث في المفاوضات هو الضمانات بأن الدولة الفلسطينية المقبلة ستكون منزوعة السلاح وغير قادرة على تهريب اسلحة ثقيلة مثل الصواريخ. وأضاف ان الموضوع الآخر هو الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية. وأكد نتنياهو أن المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين ستنطلق قريباً، متوقعاً أن تكون مفاوضات صعبة للغاية، مشددا على أن القدس ستبقى تحت السيادة الإسرائيلية. ونقلت الإذاعة العبرية عن رئيس الوزراء الإسرائيلي قوله إنه لا يعقل أن يصل المبعوث الأميركي جورج ميتشيل إلى المنطقة من وراء البحار لكي ينقل رسائل بين القدس ورام الله.

من جهة اخرى، التقى نتنياهو في نيويورك الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، ولم يدل بأي تصريح بعد اللقاء الذي استمر 45 دقيقة. واكتفى مكتب الامين العام بالقول ان الرجلين بحثا عملية السلام والحصار على غزة والوضع في جنوب لبنان بشكل خاص.

وفي القاهرة، قال الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ان المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين تواجه فشلاً شاملاً. وقال موسى ان الانتقال إلى مفاوضات مباشرة غير ممكن إلا بتحقيق تقدم في المفاوضات غير المباشرة.

وأعلن موسى عقد اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية في الـ29 من يوليو الجاري بناء على طلب فلسطين لتقييم مفاوضات التقريب التي يقوم بها جورج ميتشيل بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

من جانبه، وصف بلير المباحثات التي أجراها مع موسى بأنها في غاية الأهمية، مؤكداً أن هناك حاجة إلى أن تشهد الأسابيع والشهور القليلة المقبلة تحسنا في الأوضاع الفلسطينية، خصوصاً عبر التحقق من تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها بالنسبة لتخفيف الحصار عن غزة. وأشار بلير إلى استمرار المناقشات الإسرائيلية - الفلسطينية برعاية الولايات المتحدة، وأن بحث موضوع الانتقال إلى المفاوضات المباشرة سيتم مع الولايات المتحدة الأميركية قريباً.

بدوره عقب عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية نبيل شعث، على نتائج لقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما مع نتنياهو في نيويورك، قائلا «إنه (اللقاء) لا يبشر بأي خير في ما يتعلق بالمفاوضات غير المباشرة، ولا بتسهيل حياة الفلسطينيين، ومعاكس لكل المتطلبات الفلسطينية والعربية، سوى وعود إسرائيلية بإمكان وقف الاستيطان».

وقال شعث عقب لقائه عمرو موسى، إن الانتقال إلى مفاوضات مباشرة يتطلب تحقيق تقدم بالتزام إسرائيل بالوقف التام للاستيطان في القدس، وهو أمر لم يتحقق إلا جزئياً، وتحقيق تقدم على طاولة المفاوضات بالالتزام بالاتفاقيات السابقة، وحدوث تقدم بموضوعي الحدود والأمن. وكشف شعث عن إعداد السلطة الفلسطينية لاجتماع للجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية ومركزية فتح، يشارك فيه الرئيس عباس لإحاطة أعضاء اللجنة بنتائج مفاوضات التقارب التي يقوم بها المبعوث الأميركي جورج ميتشيل، والتي لم تحقق أي تقدم على مستوى الملفات المطروحة وتحديد الخطوات المقبلة على حسب قوله. وأضاف أن الوضع في غزة لم يتحسن كما لم تشهد قضية المعابر التي تربط غزة بإسرائيل أي تقدم على صعيد دخول مواد تعمل على تسهيل حياة الفلسطينيين. ونفى شعث أن يكون الهدف من طلب عباس عقد اجتماع للجنة المبادرة، تفويضه لعقد مباحثات مباشرة مع الجانب الإسرائيلي.

ونقلت إذاعات محلية عن وزير الاقتصاد الفلسطيني حسن أبولبدة قوله ان الموقف الفلسطيني لم يتغير بشأن الانتقال إلى المفاوضات المباشرة.

وشدد الوزير الفلسطيني على ضرورة حدوث تقدم جدي في ملفي الأمن والحدود، حتى يتم الانتقال إلى مرحلة المفاوضات المباشرة.

واعتبر أن عدم حدوث تقدم يستحق معه الانتقال إلى المفاوضات المباشرة، فإن الجانب الفلسطيني يعد أن المفاوضات غير المباشرة ستبقى مستمرة إلى حين انتهاء مهلة الأربعة أشهر المحددة من لجنة المتابعة العربية والتي تنتهي في سبتمبر المقبل.

 

الأكثر مشاركة