القوات الأميركية تسلّم «سجن كروبر» إلى العراق
سلّمت القوات الاميركية أمس معتقل كروبر القريب من مطار بغداد الدولي وآخر سجن يخضع لسيطرتها في البلاد، الى السلطات العراقية، واختفى قاتل الناشطة البريطانية مارغريت حسن من داخل سجنه، فيما قتل ستة بهجمات متفرقة في العراق.
وفي احتفال رسمي اقيم بالمناسبة، قال نائب رئيس المعتقلات الاميركية في العراق الجنرال جيري كانون خلال مراسم تسليم المعتقل، إن «هذه بداية لعهد جديد». وسلم كانون خلال الاحتفال الذي اقيم في احد اقسام سجن كروبر الى وزير العدل العراقي دارا نور الدين، مفتاحاً كبيراً يرمز لانتقال المسؤولية في المعتقل للسلطات العراقية.
وتم بناء «كروبر» بعد اجتياح العراق في مارس ،2003 لاحتجاز قادة ورموز نظام صدام حسين اشهر سجين امضى في كروبر الجزء الاكبر من مدة سجنه منذ اعتقاله في ديسمبر ،2003 حتى إعدامه في ديسمبر .2006
ويضم «كروبر» اليوم نحو 1500 معتقل معظمهم من رموز النظام السابق. وقد سجل فيه منتصف ،2007 اعلى معدل للمعتقلين عندما كان هناك 26 الف معتقل. وعلى الرغم من انتقال المسؤولية الى العراق سيبقى 200 سجين بينهم ثمانية من قياديي القاعدة ورموز النظام السابق في احد مواقع «كروبر» تحت رقابة القوات الاميركية، وفقاً لقائد القوات الاميركية في العراق الجنرال راي اوديرنو.
وقال اوديرنو خلال مؤتمر صحافي الثلاثاء الماضي: «طلبنا ابقاء الحراسة على عدد من المعتلقين المهمين من عناصر تنظيم القاعدة اضافة لاشخاص اخرين».
وقال وزير العدل العراقي دارا نور الدين انه من بين الثمانية «أخوا صدام حسين غير الشقيقين وطبان ابراهيم الحسن (وزير الداخلية السابق) وسبعاوي ابراهيم الحسن (مدير الامن العام السابق) وسلطان هاشم احمد (وزير الدفاع السابق) وحسين رشيد التكريتي وعزيز صالح النومان عضو قيادة قطرية في حزب البعث».
من جهة أخرى، أفاد محامي عائلة الناشطة البريطانية في مجال الاغاثة مارغريت حسن التي خطفت وقتلت في 2004 في العراق أمس، ان المدان بالمشاركة في خطفها وقتلها اختفى من السجن، إذ يمضي عقوبة السجن مدى الحياة.
وارجأ قاضي المحكمة الجنائية المركزية أمس الى 29 يوليو وللمرة الخامسة جلسة استئناف الحكم الصادر على علي لطفي جسار الذي كان حكم عليه بالسجن مدى الحياة في الثاني من يونيو .2009
وقال سرمد الصراف محامي عائلة حسن في تصريح بعد جلسة مرافعة لصحافيين ان «المحكمة اكدت لنا بصورة غير رسمية ان علي لطفي جسار قد يكون هارباً». واضاف ان «القاضي اخبرني انه تسلم من الجهات المختصة ان المحكوم كان في سجن جمجمال (في محافظة السليمانية الواقعة ضمن اقليم كردستان) حتى ابريل الماضي».
واوضح الصراف انه ابلغ الثلاثاء الماضي بان جسار موجود في سجن في منطقة الكرادة في بغداد، لكنه لم يحضر الجلسات «دون ذكر اسباب».
وسلمت السفارة البريطانية المحكمة ادلة تشمل تسجيلات صوتية يظهر فيها جسار يتحدث اللغة الانجليزية بطلاقة ومسؤولين بالسفارة، بالاضافة الى 90 رسالة الكترونية. وطلب المدان مبلغ مليون دولار من الحكومة البريطانية لقاء تحديد مكان جثة حسن الذي لم يعرف بعد، بحسب محامي الحق الشخصي.
واعتقلت قوة عراقية اميركية مشتركة جسار (25 عاماً) في منزله في حي الجامعة (غرب بغداد) في 23 مارس .2008
وقال جسار الذي يعمل مهندساً انه بريء من التهمة وان اعترافاته جاءت نتيجة التعذيب الجسدي الذي تعرض له خلال الاعتقال.
وكانت مارغريت حسن خطفت في اكتوبر 2004 ثم قتلت بعد شهر. ولم يتم العثور على جثتها حتى الان.
واتهمت عائلة حسن الحكومة البريطانية بانها كانت سبب مقتلها برفضها التفاوض مع خاطفيها.
وقال ديدري وجيرالدين وكاثرين ومايكل فيتزسايمونس في بيان مشترك عقب شريط بثته وسائل اعلام لمقتل امرأة قيل إنها مارغريت حسن: «نعتقد ان رفض الحكومة البريطانية فتح حوار مع الخاطفين اودى بحياة شقيقتنا». وكانت حسن تحمل ثلاث جنسيات، البريطانية والايرلندية والعراقية.
على صعيد متصل اعلنت مصادر في الشرطة العراقية مقتل ثمانية اشخاص بينهم اربعة من الشرطة وجرح 14 آخرين في هجمات متفرقة في العراق.
وسقط ستة من القتلى بينهم ضابطان وشرطي و11 من الجرحى بينهم ستة من رجال الشرطة، في انفجار سيارة مفخخة وسط مدينة تكريت (شمال).
وقال المتحدث باسم شرطة صلاح الدين العقيد حاتم اكرم، لوكالة فرانس برس إن «ستة اشخاص بينهم ضابطان وشرطي قتلوا واصيب 11 اخرون بينهم ستة من عناصر الشرطة بجروح في انفجار سيارة مفخخة مركونة»، وأضاف ان «شخصاً قتل واصيب ثلاثة اخرون بجروح في انفجار عبوة ناسفة لاصقة على سيارة مدنية في شارع الشيخ عمر (وسط بغداد)». الى ذلك، اعلن مصدر في شرطة الرمادي «مقتل أحد عناصر الشرطة بهجوم مسلح صباح اليوم بسلاح كاتم للصوت في حي الضباط (جنوب)».