واشنطن والاتحاد الأوروبي يطالبان تشاد بتسليم البشير
صعدت الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي ومدعي المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو، أمس، في لاهاي موقفها المعارض للرئيس السوداني عمر البشير الذي يزور تشاد حالياً، وبينما طالبت واشنطن والاتحاد الأوروبي نجامينا بتسليمه، اعتبر أوكامبو أن محاكمة البشير بتهم ارتكاب جرائم وإبادة في دارفور مسألة وقت.
يشار إلى أن الولايات المتحدة لم توقع على نظام روما الذي أنشئت بموجبه المحكمة الجنائية الدولية، بينما تشاد موقعة على النظام. وقال أوكامبو إن محاكمة البشير «هي مسألة وقت فقط».
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال المدعي «إنها مسألة وقت فقط، وسيتوجه عاجلاً أم آجلاً الى لاهاي ليواجه العدالة».
ووصل الرئيس السوداني أول من أمس إلى تشاد التي تعترف بالمحكمة الجنائية، لكنها ترفض اعتقال ضيفها وجارها.
وأضاف مورينو أوكامبو «ليس هناك انتصار عندما يتعلق الامر بإبادة»، مشيرا إلى وجود «2.5 مليون ضحية في دارفور» حالياً. وأوضح المدعي أيضا أن «على الرئيس البشير ألا يتباهى. إنه مشبوه فار».
وقد صدرت في حق الرئيس السوداني مذكرتا توقيف من المحكمة الجنائية الدولية، الاولى في مارس 2009 بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في دارفور (غرب السودان)، والثانية في يوليو الجاري بتهمة ارتكاب إبادة في هذه المنطقة المتاخمة لتشاد.
وجاء في بيان للمتحدثة باسم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون، ان الممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي «قلقة من زيارة الرئيس عمر البشير الى تشاد». وذكرت في البيان «بالاهمية بالنسبة لكل الدول الاعضاء في الامم المتحدة بتطبيق قرارات مجلس الامن الدولي» و«تحض تشاد على احترام واجباتها في اطار القانون الدولي»' وتدعوها «الى توقيف المتهمين من قبل المحكمة الجنائية الدولية واحالتهم امامها».
من ناحيتها، ذكرت الولايات المتحدة أول من أمس تشاد بـ«واجباتها»، حيال المحكمة الجنائية الدولية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية فيليب كراولي إن «تشاد موقعة على نظام روما، وبالتالي عليها واجبات». وقال كراولي «نترك للحكومة التشادية تفسير سبب عدم التزامها بتعهداتها»، وأكد ان السلطات الاميركية «تدعم بقوة الجهود الدولية من اجل مثول المسؤولين عن جرائم الحرب في دارفور أمام المحاكم»
وأضاف «يجب ان يمثل الرئيس البشير امام المحكمة للرد على الاتهامات الموجهة اليه». يشار إلى ان الولايات المتحدة لم توقع على نظام روما الذي أنشئت بموجبه المحكمة الجنائية الدولية.
من جهة أخرى، اعتبر ناشط تشادي في مجال حقوق الانسان أمس أن الزيارة التي يقوم بها البشير إلى نجامينا، تعني من جانب تشاد تشجيعا على الافلات من العقاب.
وقال العضو في ائتلاف هيئات تشادية للدفاع عن حقوق الانسان مكسيم ناغيلم ان «تشاد تثبت انها تؤيد الافلات من العقاب من خلال ترك البشير يأتي إلى نجامينا» للمشاركة في قمة مجموعة دول الساحل والصحراء. وتعترف تشاد بالمحكمة الجنائية الدولية، لكنها قررت أن تتبنى موقف الاتحاد الافريقي الذي لا يريد التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية حول مذكرتي التوقيف ضد البشير. وقال ناغيلم «لا نستطيع ان نصدق على معاهدات ثم ندوسها بالأقدام»، معربا عن تأييده اعتقال البشير.
لكن هذا الرأي لا يؤيده جوناس عيسى الموظف الرسمي الذي يرى في زيارة البشير فرصة حقيقية للسلام بين تشاد والسودان. ويحاول البلدان منذ يناير الماضي تطبيع علاقاتهما بعد نزاع استمر خمس سنوات عبر حركات التمرد في البلدين.