رجال إنقاذ يسعفون جندياً لبنانياً أصيب بالاشتباكات مع قوات الاحتلال في الجنوب. أ.ف.ب

مقتل ضابط إسرائيلي وجنديين لبنانيين وصحافي باشتباك في الجنوب

قتل ضابط إسرائيلي كبير وجنديان لبنانيان وصحافي، أمس، باشتباكات عند أطراف قرية العديسة الحدودية، وبينما لقيت الاشتباكات إدانة عربية واسعة، حملت إسرائيل لبنان المسؤولية عن الاشتباكات، محذرة بيروت من «عواقب» تكرارها.

في الوقت الذي أعطت فيه السلطات اللبنانية توجيهات، للتصدي «لكل عدوان» إسرائيلي بكل الوسائل.

واشتبك جنود لبنانيون مع جنود إسرائيليين، وتبادلوا إطلاق النار والقذائف على أطراف قرية العديسة في الجنوب.

وقال متحدث باسم الجيش اللبناني إن «جنديين لبنانيين قتلا وأصيب ثالث في الاشتباكات»، قرب قرية العديسة الحدودية.

وأضاف أن صحافيا لبنانيا قتل أيضا خلال الاشتباكات. وذكر مصدر أمني لبناني آخر أن جنودا إسرائيليين أصيبوا في الاشتباك، وأن إصابة أحدهم خطيرة.

وأعلن الجيش الاسرائيلي مقتل ضابط كبير في الاشتباكات.

وقال في بيان «إن ضابطا قتل اليوم (أمس) بنيران القوات المسلحة اللبنانية على الحدود الاسرائيلية اللبنانية»، موضحا هوية الضابط القتيل على أنه اللفتنانت كولونيل دوف هراري (45 عاما). وأضاف الجيش أن هراري كان يخدم كقائد كتيبة، وأصيب ضابط إسرائيلي آخر بجروح.

ونفى ناطق باسم الشرطة الاسرائيلية أنباء تحدثت عن إطلاق صاروخين من لبنان على «شمال إسرائيل».

وأعطت السلطات اللبنانية توجيهات للتصدي «لكل عدوان» اسرائيلي بكل الوسائل، و«مهما كانت التضحيات».

وقال امين عام المجلس الاعلى للدفاع اللواء سعيد عيد، عقب اجتماع للمجلس الذي يضم خصوصا كبار القادة الأمنيين في البلاد، في القصر الرئاسي «قام المجلس بتوزيع المهام على الوزارات والاجهزة المعنية، وأعطى التوجيهات للتصدي لكل عدوان على ارضنا وجيشنا وأهلنا، بكل الوسائل المتوافرة مهما كانت التضحيات». وكانت اسرائيل ادعت ان وحدة اسرائيلية تعرضت لقذيفة هاون، ما دفعها إلى التوغل في الأراضي اللبنانية، والاشتباك مع الجيش.

ودان الرئيس اللبناني ميشال سليمان الاعتداء الإسرائيلي على السيادة اللبنانية، «والفتنة» التي تعمل اسرائيل على بثها لتفتيت لبنان، مطالبا قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي بالتصدي لهذا العدوان.

كما دان رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري الاعتداءات، وأجرى اتصالات مكثفة لاحتواء الوضع المتوتر على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية، ومنع توسعه وتوضيح ما جرى للمجتمع الدولي، لمحاسبة إسرائيل على اعتدائها على الأراضي اللبنانية.

ودانت سورية «العدوان الإسرائيلي» على الأراضي اللبنانية. وأكد الرئيس السوري بشار الاسد «وقوف سورية الى جانب لبنان».

وقالت وكالة الانباء السورية (سانا)، إن الاسد اتصل بنظيره اللبناني، مؤكدا «وقوف سورية إلى جانب لبنان الشقيق ضد الاعتداء السافر، الذي شنته اسرائيل» على الأراضي اللبنانية.

وأضاف الأسد «أن هذا الاعتداء يبرهن من جديد على أن إسرائيل تسعى دائما إلى زعزعة الامن والاستقرار في لبنان والمنطقة».

من جهتها، قالت وزارة الخارجية السورية، في بيان، إن سورية «تدين بقوة العدوان الاسرائيلي السافر على الأراضي اللبنانية»، و«تؤكد وقوفها الى جانب لبنان الشقيق في التصدي لهذا العدوان الغاشم، وتطلب من الامم المتحدة والمجتمع الدولي التدخل لإدانة ووقف هذا العدوان».

واعتبرت الخارجية السورية، في بيانها، أن «هذا العدوان يعكس قلق اسرائيل من بوادر الاستقرار الذي يشهده لبنان، بعد القمة الثلاثية التاريخية»، الاثنين، بين سليمان والعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز والاسد. من جهته، أكد وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط تضامن مصر الكامل مع الحكومة اللبنانية في مواجهة الخروقات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية.

وأجرى أبوالغيط اتصالا بالحريري، وقال «إن مصر ترفض بشكل قاطع أي انتهاك للسيادة اللبنانية، وتدين الخروقات الإسرائيلية للقرار 1701»، وشدد على ضرورة احترام القرار ووقف الاشتباكات فورا وضبط النفس، ومنع أي تدهور للموقف.

وأكد دعم مصر للحكومة اللبنانية والتزامها بدعم الاستقرار السياسي في لبنان، والحفاظ على وحدة وسيادة الدولة اللبنانية، معربا عن ثقته بقدرة قوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل)، على لعب دورها في تهدئة الموقف، واحتواء الاشتباكات، ومنع تكرار الخروق الإسرائيلية في المستقبل. وحذرت اسرائيل لبنان من «العواقب»، إذا وقع مزيد من الاضطرابات على طول حدودها الشمالية.

وذكر بيان أصدره مكتب وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، أن «إسرائيل ترى ان الحكومة اللبنانية مسؤولة عن هذا الحادث الخطير، وتحذر من العواقب في حال استمرت اضطرابات من هذا النوع». فيما قال الجيش الاسرائيلي إن الجيش اللبناني يتحمل «المسؤولية الكاملة» عن الاشتباكات. لكن الجيش اللبناني حمّل «الغطرسة» الاسرائيلية مسؤولية الاشتباكات.

وقال متحدث باسم الجيش «نحمل المسؤولية لغطرسة العدو الاسرائيلي».

وشرح الجيش اللبناني تفاصيل الاشتباكات في بيان، وجاء فيه ان «دورية تابعة للعدو الاسرائيلي أقدمت على تجاوز الخط التقني عند الحدود، في خراج بلدة العديسة». وأضاف أن الجيش تصدى لها بالاسلحة الفردية والقذائف و«حصل اشتباك استخدمت فيه قوات العدو الأسلحة الرشاشة وقذائف الدبابات، ما أدى الى سقوط عدد من العسكريين بين شهيد وجريح».

 

الأكثر مشاركة