عمدة نيويورك مايكل بلومبيرغ وممثلو الأديان وخلفهم تمثال الحرية في وقفة تضامن مع المسجد. أ.ف.ب

هجوم على أوباما لدفاعه عن «غراوند زيرو»

أثار تأييد باراك أوباما إقامة مسجد قرب موقع برجي مركز التجارة العالمي، اللذين دمرا في اعتداءات 11 سبتمبر 2001 في نيويورك، جدلا شديدا في الولايات المتحدة، ما حمل الرئيس الأميركي على القيام بتوضيح، والتشديد على أن المسألة مسألة مبادئ.

وبعد خطاب أوباما الجمعة الماضية، الذي دافع فيع عن الحق في تنفيذ المشروع المختلف عليه لبناء مسجد قرب موقع هذه الاعتداءات، التي قتل خلالها نحو 3000 شخص عام ،2001 أبدت بعض اسر الضحايا أمس «ذهولها» لهذه البادرة التي تنطوي على مجازفة سياسية.

وقالت منظمة تمثل هذه الاسر، إن الرئيس، بدفاعه الجمعة عن هذا المشروع المختلف عليه، «اختار القول ان ذكرياتنا عن 11 سبتمبر عفا عليها الزمن، وإن قدسية موقع غراوند زيرو (موقع برجي مركز التجارة العالمي) باتت من الماضي».

وقالت منظمة «أسر ضحايا 11 سبتمبر لولايات متحدة قوية وآمنة»، في بيان «لا احد عاش تلك اللحظة وشعر بالألم للخسارة التي مني بها بلدنا في ذلك اليوم، يمكن ان يصدق ان تعريض اسرنا للوعة فراق جديدة يمكن ان يكون بادرة سلام».

وكان اوباما، المدافع المتحمس عن حرية العقيدة، تطرق للمرة الاولى علنا الى هذه القضية التي تثير جدلا كبيرا، مؤكدا الجمعة خلال افطار رمضاني في البيت الابيض، أن المسلمين «لديهم الحق في ممارسة شعائرهم الدينية شأنهم شأن أي شخص اخر في هذا البلد، وهذا يتضمن الحق في بناء مكان للعبادة ومركز ديني على ملكية خاصة جنوب مانهاتن».

وإزاء الجدل الذي أثارته تصريحاته عمد أوباما الى تقديم نوع من الايضاح.

وقال خلال زيارة إلى بنما سيتي (فلوريدا، جنوب شرق) «في هذا البلد نعامل الجميع على قدم المساواة، ووفقا للقانون دون أي اعتبار للجنس أو للدين».

وأكد الرئيس للصحافيين الذين يرافقونه في فلوريدا «لم ولن أتحدث عن مدى صواب اتخاذ قرار بناء مسجد هناك»، بالقرب من موقع برجي مركز التجارة العالميين، اللذين دمرا في اعتداءات 11 سبتمبر .2001

واوضح «تحدثت تحديدا عن الحق المكفول للناس منذ تأسيس» البلاد، في إشارة الى دستور الولايات المتحدة الذي يضمن حرية العقيدة، مشددا على ان «هذا ما يعنيه بلدنا». وتابع أوباما «أعتقد انه من المهم جدا، أيا كانت صعوبة هذه المسائل، ان نستمر في التركيز على ما نحن عليه كشعب، وعلى ما تمثله قيمنا».

وينطوي تدخل اوباما على مجازفة سياسية خطيرة، مع اقتراب انتخابات التجديد النصفي التشريعية في نوفمبر المقبل، حيث انه يتعارض مع غالبية الرأي العام الاميركي. فقد اشار استطلاع لـ«سي.إن.إن» وأوبينيون ريسرتش» نشر أخيرا إلى ان 68٪ من الاميركيين يعارضون بناء هذا المسجد، الذي لا يؤيده سوى 29٪، ولم تتوان المعارضة الجمهورية عن استغلال هذه الفرصة.

فقد اتهم ممثل نيويورك في مجلس النواب بيتر كينغ الرئيس بأنه «استسلم لآداب اللياقة».

واعتبر النائب الجمهوري ان المسلمين «يستغلون» حقوقهم، و«يسيئون بشكل مجاني» الى الكثيرين بهذا المشروع.

..ويسبح مع ساشا تضامناً مع متضرري بقعة النفط

أعلن، أمس، أن الرئيس الأميركي باراك أوباما، قام بالسباحة في مياه خليج المكسيك، التي تضررت بكارثة التسرب النفطي، وذلك خلال العطلة التي يقضيها مع أسرته في ولاية فلوريدا.

ونشر البيت الأبيض صورة لأوباما في مياه البحر مع ابنته ساشا (تسعة أعوام).

وسبح أوباما في خليج المكسيك خلال رحلة له مع الأسرة، للوقوف مباشرة على محاولات قطاع السياحة للتعافي من أزمة بقعة النفط الناجمة عن تسرب من منصة «ديب ووتر هورايزون»، التابعة لشركة النفط البريطانية العملاقة «بريتش بتروليوم».

ووعد أوباما بعدم التخلي عن المتضررين من البقعة النفطية في خليج المكسيك، حيث يمضي مع عائلته عطلة على شواطئ فلوريدا (جنوب شرق)، تهدف الى تأكيد تضامنه مع المنطقة.

وقد التقى تجارا ومتعهدين تضرروا بأسوأ تلوث بحري في تاريخ الولايات المتحدة، نجم عن انفجار وغرق منصة نفطية في نهاية أبريل الماضي.

وقال اوباما في نهاية الاجتماع «اليوم تم سد البئر، ولم يعد النفط يتسرب إلى الخليج منذ شهر».

وأضاف «انني هنا لأقول لكم إن عملنا لم ينته وإننا لن نتخلى عنكم»، مؤكدا «سنواصل مراقبة وإزالة كل كمية من النفط تصل الى سطح المياه، وتنظيف كل ما يحدث على السواحل».

وأشار اوباما الى دراسة اجريت أخيرا، تفيد بأن الجزء الاكبر من النفط الذي تسرب من البئر المتضررة قبالة سواحل لويزيانا (جنوب) تبخر أو تم حله أو جمعه.

وتابع الرئيس الاميركي «لكنني لن اشعر بالارتياح قبل إصلاح البيئة، أيا كان الوقت الذي سيستغرقه ذلك».

وتبنى أوباما مجددا لهجة حازمة في الدفاع عن المنكوبين الذين ينتظرون تعويضات.

وقال «عندما اتيت من قبل الى الخليج سمعت غضبا كثيرا حول الطريقة التي تتعامل بها (بي بي) مع مطالب التعويض، التقيت مسؤولي (بي بي) في يونيو، وخلال اللقاء وافقوا على رصد 20 مليار دولار لصندوق خاص للتعويضات».

وأضاف الرئيس أن «التأخير من جانب (بي بي)، أو الذين يديرون الصندوق الجديد، غير مقبول، وسأواصل ممارسة الضغوط ليتم النظر في تلك الطلبات» بسرعة.

وقال أوباما «بفضل عمليات التطهير، أصبحت شواطئ الخليج نظيفة وآمنة ومفتوحة، لذلك نمضي أنا وميشال وساشا عطلة هنا».

وأضاف أنه يريد ان «يبلغ مواطنينا بأن عليهم التوجه الى هذه المنطقة، ليس لدعمها فحسب بل لأنها مكان رائع».

ولم يكشف البيت الابيض نشاطات باراك اوباما لبقية الوقت، خلال إقامته في فلوريدا، التي سيغادرها بعد ظهر أمس حسب البرنامج الرسمي.

وسبح الرئيس مع ابنته ساشا، ولكن بعيدا عن اعين الجمهور وعدسات المصورين، كما اعلن بنفسه للصحافيين الذين يرافقونه.

ونشر البيت الابيض صورة واحدة للرئيس في المياه مع ابنته.

وبعد هذه الرحلة الخاطفة وعودة الابنة الكبرى ماليا من مخيم صيفي، ستتوجه العائلة الرئاسية الخميس المقبل وللسنة الثانية على التوالي الى مارثا فينيارد في ولاية ماساتشوسيتس (شمال شرق)، لتمضي عطلة مدتها 10 أيام حتى 29 أغسطس. فلوريدا ــ وكالات

أوباما يسبح مع ابنته ساشا في خليج المكسيك. إي.بي.إيه

من جانبه، أشاد مركز العلاقات الاسلامية الاميركية، المدافع عن الحقوق المدنية للمسلمين ومقره واشنطن، بتدخل اوباما، معتبرا انه «سيشجع الذين يحاربون العداء المتنامي للاسلام» في البلاد.

ويبدي الكثير من الجمعيات التي تمثل المسلمين الاميركيين قلقها، إزاء شعور «متنامٍ بالعداء للاسلام» مع اقتراب ذكرى 11 سبتمبر، التي تتزامن هذه السنة مع عيد الفطر، وطلبت من الشرطة الأميركية تشديد تدابيرها الامنية لتفادي أي أعمال عدائية ضد المسلمين في هذه المناسبة.

ويؤكد أنصار المشروع أن «بيت قرطبة» سيساعد على تجاوز الأفكار النـمطية المسبقة، التي مازال المسلمون في المدينة يعانونها منذ اعتداءات 11 سبتمبر.

في المقابل، يرى معارضو المشروع ان بناء مسجد بالقرب من «غراوند زيرو» يشكل إهانة إلى ذكرى ضحايا هذه الاعتداءات.

وقد اعترف اوباما الجمعة بحساسية الموضوع، مشيرا الى ان «اعتداءات 11 سبتمبر كانت صدمة عميقة لبلدنا».

الأكثر مشاركة