تحذيرات من وقوع مزيد من الفيضانات واستمرار جهود الإنقاذ

الأمم المتحدة: 3.5 ملايين طفل باكستاني معرضون لأمراض قاتلة

من بين الأمراض التي يخشى أن يصاب بها الأطفال التهاب التيفوئيد والكبد (هـ). أ.ب

حذرت السلطات الباكستانية من وقوع مزيد من الفيضانات، وفيما تستمر الجهود لإنقاذ مدينة مدينة يعقوب أباد الجنوبية، قالت الأمم المتحدة، الاثنين، ان ما يصل الى 3.5 ملايين طفل في باكستان يواجهون خطر الإصابة بأمراض قاتلة، تنقلها المياه نتيجة الفيضانات المدمرة التي اجتاحت البلاد.

وفي التفاصيل، ذكر رئيس هيئة الأرصاد قمر الزمان شودري، أن موجة ثانية من الفيضانات من نهر إندوس، وصلت إلى إقليم السند جنوب باكستان، وتهدد باجتياح مناطق أخرى. وقال هذه الموجة الثانية (من الفيضانات) تتدفق بمعدل يراوح بين 28320 و31152 متراً مكعباً في الثانية. وقال وزير اتحادي قام بزيارة المنطقة المنكوبة التي تبعد 400 كيلومتر عن كراتشي عاصمة الإقليم «نعمل بجد لتحويل مياه الفيضان عن يعقوب أباد المهددة».

الحمير.. المنقذ في الكارثة

http://media.emaratalyoum.com/inline-images/279868.jpg

ربما تكون الجهات المانحة تبرعت بملايين الدولارات لضحايا الفيضانات في باكستان، لكن السلطات على أرض الواقع اضطرت للجوء الى الحمير لنقل الإمدادات ببطء الى القرى الجبلية التي انقطعت عن العالم الخارجي. وأجبرت مشكلات متعلقة بالإمدادات، تمثلت في نقص طائرات الهليكوبتر للوصول الى المناطق النائية، وسقوط المزيد من الأمطار التي تسببت في انهيارات أرضية السلطات وهيئات الإغاثة، على اللجوء الى مثل هذه الوسيلة. ويمثل توصيل المساعدات الى القرى النائية الواقعة بين الجبال واحداً من أكبر التحديات. ومع توجيه مناشدات عاجلة للحصول على المساعدات الدولية يقود رجال الشرطة 30 حماراً تحمل مواد غذائية من دقيق وأرز وزيت للطهو وسكر بامتداد طرق ضيقة جبلية وحلة الى القرى. ويمثل توصيل المساعدات عن طريق الحمير رفاهية في بعض الأحيان لأن البرنامج صغير للغاية. ويقوم مئات الآلاف من سكان القرى بهذه الرحلة بأنفسهم. ويحمل الناس المرضى والجرحى على محفات للوصول الى أماكن المساعدات. وحتى الحيوانات التي تستخدم في النقل تجد مشقة في تجاوز واحدة من أكبر الكوارث في تاريخ باكستان. فهي تتحرك بامتداد منحدرات طينية تشكلت من الانهيارات الأرضية وسط حرارة شديدة. وقال منور الله خان، وهو صاحب حمير، وهو يضرب حماراً بعصا ليدفعه للتحرك «أصيب حماران لدي بعد سقوطهما من طريق ضيق».

كوزا سيراي ــ رويترز

 

ونزح نحو ربع سكان المدينة البالغ تعدادهم 300 ألف نسمة، كما تواجه قاعدة جوية عسكرية خطر الفيضانات، وأحاطت المياه بيعقوب أباد ، كما دمرت منشآت الاتصالات

 أو لحقت بها أضرار. واجتاحت الفيضانات العارمة الناجمة عن الأمطار الموسمية نحو 20٪ من باكستان وتسببت في نزوح أكثر من 20 مليون شخص. ويستمر الدمار مع تحرك الفيضانات نحو الجنوب، لتغمر عشرات القرى يومياً. وحذر متحدث باسم الأمم المتحدة ان ما يصل الى 3.5 ملايين طفل في باكستان يواجهون خطر الإصابة بأمراض قاتلة تنقلها المياه نتيجة الفيضانات المدمرة التي اجتاحت البلاد. وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية موريزيو غاليانو، ان منظمة الصحة العالمية تستعد لمساعدة عشرات الآلاف في حال اصابتهم بالكوليرا. وقال ان المنظمة تستعد لمساعدة ما يصل الى 140 الف شخص في حال انتشار الكوليرا، الا ان الحكومة لم تبلغنا بأية حالة كوليرا مؤكدة. وقال ان نحو 3.5 ملايين طفل معرضون لخطر شديد للإصابة بأمراض قاتلة تنقلها المياه، ومن بينها الأمراض التي تسبب الإسهال مثل مرض الزحار، مقدراً اجمالي عدد الأطفال المعرضين لمثل هذه الأمراض بستة ملايين، وقال ان من بين الأمراض التي يخشى ان يصاب بها الأطفال كذلك التيفوئيد والتهاب الكبد (هاء). وقال ان اكثر ما يهمنا هو الماء والصحة، فالماء النظيف ضروري لمنع انتشار الأمراض القاتلة التي تنقلها المياه. وقد تلوثت المياه بشكل كبير اثناء الفيضانات، وهناك نقص في المياه النظيفة. وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الأنسانية انه يخشى من ان تكون باكستان موشكة على موجة ثانية من الوفيات اذا لم تقدم الجهات المانحة مزيداً من الأموال.

من جهته، أمر العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز بإقامة حملة شعبية لمؤازرة الشعب الباكستاني لمواجهة كارثة الفيضانات. وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن الملك عبدالله وجه بإقامة حملة شعبية شاملة لمؤازرة الشعب الباكستاني لمواجهة ما أصابهم من كارثة جراء الفيضانات.

وفي باريس، اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية ان فرنسا قررت ارسال طائرة محملة بـ60 طناً من المساعدات الإنسانية الى باكستان للمساهمة في الجهود الدولية التي طلبتها الأمم المتحدة اثر الفيضانات الكارثية التي تعرض لها ذلك البلد.


الإمارات تقدّم المساعدات والإغاثة للمنكوبين

بادرت دولة الإمارات العربية المتحدة منذ ان اطلقت الحكومة الباكستانية نداءات الإغاثة لمساعدة اسر ضحايا الفيضانات والمتضررين بإرسال مساعدات فورية تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حيث تواصل القيادة العامة للقوات المسلحة تقديم المساعدات للمتضررين جراء الفيضانات في عدد من الأقاليم الباكستانية منذ وقوع الكارثة. وكانت القوات المسلحة قد اقامت جسراً جوياً بين الأقاليم الباكستانية المتضررة جراء الفيضانات التي اجتاحت مناطق متعددة في شمال غرب الجمهورية الباكستانية. وخصصت القوات المسلحة عدداً من طائرات النقل الجوي

والطائرات العمودية من نوع شينوك لإخلاء سكان المناطق المنكوبة والمحاصرين جراء الفيضانات وإيصالهم إلى مناطق الإيواء التي حددتها الحكومة الباكستانية، إضافة إلى إيصال كميات كبيرة من المساعدات والمواد الغذائية ومستلزمات الإغاثة إلى عدد من الأقاليم المتأثرة، التي انقطعت عنها إمدادات الماء والغذاء. وأكد قائد قوة الإغاثة للقوات المسلحة لدولة الإماراتالموجودة في باكستان تكثيف العمل الإنساني للقوات المسلحة للحد من تداعيات الظروف التي يعانيها المتأثرون بالفيضانات.

باكستان ــ وام

 

تويتر