اقتلاع 250 غرسة زيتون بالضفة وتوغّل في غزة.. والسلطة تندّد بمواصلة الاستيطان

إسرائيل ترفض مسبقاً شروط «الرباعية» لبدء المفاوضات المباشرة

وزير خارجية النرويج يوناس شتور يؤكّد من غزة ضرورة مساندة الفلسطينيين مادياً. أ.ف.ب

رفضت إسرائيل مسبقا أي شرط تضعه اللجنة الرباعية حول الشرق الاوسط، لاستئناف المفاوضات المباشرة، وقررت تشكيل طاقم خاص للمتابعة مع الجانب الفلسطيني، فيما نددت السلطة، أمس، بإقرار الحكومة الإسرائيلية نشر 23 مسكنا جاهزا في ثماني مستوطنات في الضفة الغربية، وتزامن ذلك مع قلع المستوطنين 250 غرسة زيتون في نابلس وتوغل محدود جنوب غزة.

وفي التفاصيل، قال مسؤول اسرائيلي لوكالة فرانس برس، طالبا عدم كشف هويته، إن اسرائيل مستعدة لمفاوضات مباشرة فورية، لكن من دون أي شرط مسبق.

الاحتلال يخنق «الأقصى» بـشبكة أنفاق جديدة

اتهمت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث الفلسطينية، أمس، إسرائيل بالسعي إلى خنق المسجد الأقصى، من خلال مخطط لإقامة شبكة أنفاق جديدة أسفله. وقالت المؤسسة التي تنشط في الدفاع عن المقدسات الإسلامية، في بيان صحافي وزع على الصحافيين، إن السلطات الإسرائيلية تسعى، من خلال هذا المخطط، إلى إقامة أنفاق تربط حارة الشرف (حارة اليهود)، بساحة البراق والمسجد الأقصى.

وأوضحت المؤسسة أن المخطط المذكور يشكل خطرا مباشرا على المسجد الأقصى، ويجعل من ساحة البراق مكانا مركزيا لانطلاق أي اقتحام للمسجد.

القدس المحتلة ــ د.ب.أ

وجاء التصريح قبل صدور بيان للجنة الرباعية، التي تضم الولايات المتحدة وروسيا والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي، لإقناع الرئيس الفلسطيني محمود عباس باستئناف المفاوضات المباشرة، المجمدة منذ عام ونصف العام. ودان كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، أمس، موقف الحكومة الإسرائيلية.

وقال لفرانس برس، إن اعلان الحكومة الاسرائيلية رفضها بيان الرباعية الدولية قبل صدوره، إمعان في رفض عملية سلام جادة، ويدل بوضوح على ان هذه الحكومة لديها برنامج آخر غير برنامج السلام والاستقرار في المنطقة. وذكرت وسائل الاعلام ان بيان الرباعية سيدعو اسرائيل إلى أن تمدد 10 أشهر مهلة تجميد الاستيطان الجزئي في الضفة الغربية، والتي تنتهي في 26 سبتمبر المقبل، مع تحديد مهلة تراوح بين عام وعامين، للتوصل الى اتفاق حول إقامة دولة فلسطينية بعد انسحاب اسرائيل الى حدود .1967 وأكد وزراء نقلت وسائل الاعلام تصريحاتهم، أن اعلان الرباعية محاولة لإقناع الفلسطينيين باستئناف المفاوضات من دون ان يفقدوا ماء الوجه، لكنه لا يلزم اسرائيل.

وقالت الاذاعة ان اسرائيل لن تقبل الدعوة التي ستوجهها الرباعية لاستئناف المفاوضات المباشرة، وستنتظر دعوة تصيغها الولايات المتحدة وحدها بعبارات اكثر توازنا.

من جهته قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تشكيل طاقم خاص لمتابعة المفاوضات مع الجانب الفلسطيني، ونقلت الإذاعة عن مصادر في ديوان رئيس الوزراء قولها إن المحامي الإسرائيلي يتسحاق مولخو المقرب من نتنياهو، سيرأس هذا الفريق، كما سيشارك فيه ممثلون عن كل من الجيش ووزارة الخارجية وجهاز الأمن العام ومكتب منسق أعمال الحكومة في المناطق ومجلسالأمن القومي.

وكانت الرئاسة الفلسطينية تحدثت عن تقدم في المقترحات والافكار، للدخول في المفاوضات المباشرة خلال لقاء بين عباس وديفيد هيل مساعد المبعوث الاميركي لعملية السلام جورج ميتشل.

وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينه، إن المشاورات الفلسطينية الاميركية ستستمر، وهناك افكار طرحت، وهناك تقدم حتى هذه اللحظة.

من جهة اخرى، دان عريقات قرار الحكومة الاسرائيلية نشر بيوت جاهزة في ثماني مستوطنات بالضفة الغربية. وقال اننا ندين بشدة قرار الحكومة الاسرائيلية مواصلة الاستيطان بالضفة الغربية والقدس الشرقية. واعتبر عريقات انه في الوقت الذي تبذل فيه جهود دولية، خصوصا اميركية لانطلاق المفاوضات، وفي الوقت الذي تتم فيه تهيئة الظروف لهذه المفاوضات، تضع الحكومة الاسرائيلية المزيد من العراقيل، من خلال البناء الاستيطاني في ثماني مستوطنات في الضفة الغربية. وفي رام الله، أعلن مصدر فلسطيني أن مستوطنين يهودا اقتلعوا، أمس، المئات من غرس الزيتون في نابلس شمال الضفة الغربية. وقال مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس، في بيان صحافي، إن عددا من مستوطني مستوطنة شفوت رحيل اقتلعوا 250 من غرس الزيتون في أراضٍ زراعية بين قريتي قصرة وجالود في نابلس.

وفي حادث ثان، ذكرت مصادر أمنية في الحكومة المقالة التابعة لحركة «حماس» المسيطرة على قطاع غزة، أن قوة عسكرية إسرائيلية توغلت بشكل محدود في مدينة رفح جنوب القطاع.

وبحسب تلك المصادر، فإن أربع آليات ترافقها جرافتان توغلت لمسافة 200 متر بشكل مفاجئ في شرق رفح، وسط تحليق طائرات مروحية واستطلاع.

وأشارت إلى أن الجرافات شرعت خلال التوغل في أعمال تمشيط وتجريف أراضٍ قريبة من الشريط الحدودي.

ومن رام الله، قال وزير خارجية النرويج يوناس جار شتور، الذي يرأس مجموعة مانحين تدعم السلطة الفلسطينية، إن هناك عجزا في ميزانية السلطة وإن على المانحين الوفاء بتعهدهم بسد هذا العجز. وعبر شتور أيضا عن تفاؤله باستئناف المحادثات المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين قريبا، لتحريك عملية السلام التي ساعدت بلاده في اطلاقها قبل 17 عاما. وقال وزير الخارجية النرويجي لرويترز في مقابلة أجريت معه في ساعة متأخرة أول من أمس «اذا استؤنفت هذه المحادثات الآن أعتقد ان هذا سيكون في الوقت نفسه رسالة الى المانحين». ووصف الفجوة بين تعهدات المانحين والإسهامات الفعلية بأنها كبيرة، لكنه أحجم عن إعطاء أي أرقام.

تويتر