مقتل 73 بتفجيرات انتحارية.. وغارة للجيش الباكستاني على خيبر

نازحة باكستانية بسبب الفيضانات تطلب معونة غذائية في سكور. أ.ف.ب

قُتل 55 شخصاً بين ناشطين إسلاميين ومدنيين، بغارة جوية للجيش الباكستاني، على مكان يعتقد انه مخبأ لمسلحين إسلاميين في منطقة خيبر شمال غرب البلاد. فيما لقي 18 شخصا مصرعهم وأصيب أكثر من 143 آخرين بثلاثة تفجيرات انتحارية في مدينة لاهور شرق باكستان أمس. وقال سجاد بهوتا المسؤول البارز في الادارة المحلية لوكالة «فرانس برس» ان «18 شخصا قتلوا واصيب 143 اخرون بثلاثة تفجيرات انتحارية». وأضاف «لقد جمعنا أشلاء الانتحاريين الثلاثة».

وفي منطقة خيبر، قال مسؤولون أمنيون إن طائرتين حربيتين باكستانيتين اغارتا الليلة قبل الماضية على ناشطين كانوا يعدون هجوماً انتحارياً وشيكاً، ودمرتا قواعدهم في المنطقة الخارجة عن سيطرة السلطات، على الحدود مع افغانستان.

واكد ضابط في قوات الأمن الباكستانية لوكالة «فرانس برس» ان الغارة استهدفت «متمردين يستخدمون مدنيين وعائلاتهم دروعاً بشرية، ومن المحتمل ان يكون قد سقط ضحايا مدنيون، ولكننا لا نعرف عددهم حتى الساعة».

واكد مسؤولان، احدهما عسكري والآخر في الاستخبارات، الغارة التي وقعت في وادي تيراه وحصيلة القتلى.

وقال مسؤول حكومي لوكالة «فرنس برس» طالباً عدم كشف هويته، ان «12 مدنياً على الأقل قتلوا في غارة استهدفت قافلة».

وكان قائد الجيش الباكستاني الجنرال اشفق كياني، اعرب في خطوة نادرة في ابريل الماضي، عن اسفه لمقتل نحو 60 مدنياً في وادي تيراه في عمليات عسكرية، واصدر اوامر بتجنب حوادث من هذا النوع في المستقبل.

واكد المسؤولون الأمنيون ان الغارة ادت الى تدمير مخبأ الناشطين الذي كان يضم مركزاً للتدريب ومحطة اذاعية على الموجة القصيرة غير مرخص لها، الى جانب ثماني آليات معدة لتنفيذ هجمات انتحارية في بيشاور، كبرى مدن اقليم خيبر باختونخوا.

وقال مسؤول عسكري كبير في بيشاور انه لا يملك اي معلومات عن الخسائر المدنية.

وقال مسؤول امني ان الناشطين ينتمون الى جماعة عسكر الإسلام (جيش الإسلام) وبينهم مقاتلون فروا العام الماضي، خلال هجوم الجيش الباكستاني على وادي سوات شمال غرب البلاد.

و«جماعة جيش الاسلام» مجموعة اسلامية محلية على علاقة بحركة طالبان وسببت اضطرابات في منطقة خيبر، بما في ذلك هجمات على آليات لنقل المؤن تابعة لحلف شمال الأطلسي في المنطقة.

ويشكل معبر خيبر الطريق الرئيس لنقل المؤن الى قوات الحلف من باكستان الى افغانستان، حيث ينتشر نحو 150 الف جندي اجنبي لمقاتلة حركة التمرد التي تقوم بها «طالبان»، للسنة التاسعة على التوالي.

وتستهدف حركة طالبان المرتبطة بتنظيم القاعدة اكثر فأكثر مدينة بيشاور بعمليات تفجير.

ويؤكد المسؤولون الأميركيون ان المناطق القبلية الباكستانية الحدودية مع افغانستان تشكل معقلاً لحركة طالبان المسؤولة عن موجة الاعتداءات غير المسبوقة التي تشهدها البلاد والتي اوقعت قرابة 3600 قتيل في غضون ثلاثة اعوام.

وتشن باكستان منذ سنتين عمليات على منطقة خيبر لطرد الناشطين الإسلاميين منها. وكان الجيش الباكستاني هاجم في ابريل 2009 منطقتي بونر ولاور ديـر شمال الولاية نفسها، وتقدم في وادي سوات، وسط قتال عنيف، تسبب في نزوح نحو مليوني شخص.

وقد اعلن سيطرته على هذه المنطقة، لكن محاولاته لمواصلة العمل فيها توقفت بسبب الفيضانات التي دمرت الجسور في اغسطس الماضي ما أدى الى عزل المنطقة.

من جهتها، تشن القوات الأميركية المنتشرة في افغانستان غـارات على «طالبان» والمتمردين الإسلاميين المتعاونين مع تنظيم «القاعدة» في المناطق القبليـة شمال غرب باكستان، باستخدام طائـرات من دون طيار.

ولا تؤكد الولايات المتحدة الغارات على هذه المنطقة، لكن قواتها المسلحة ووكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي أيه) هي الوحيدة التي تملك طائرات من دون طيار في المنطقة. وقتل اكثر من 1000 شخص منذ مطلع اغسطس في اكثر من 100 غارة نفذتها طائرات من دون طيار في باكستان .

 

تويتر